الرجلان اللذان قد يكونان سبب رحيل ترامب عن البيت الأبيض.. قصة الشاهدين

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/14 الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/14 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تايلور وكينت / أسوشيتدبرس

شهدت الجلسة العلنية الأولى من إجراءات المحاكمة البرلمانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهور شاهدين رئيسيين قدما إفادتهما التي أكدت من وجهة نظرهما استغلال ساكن البيت الأبيض لمنصبه لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، فمن هما بيل تايلور وجورج كينت؟

جلسة صاخبة وممتدة

أمس الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، رُفع الستار عن الفصل الأول من الدراما السياسية التي تشغل الرأي العام الأمريكي ويتابعها العالم أيضاً، حيث الجلسة العلنية الأولى للجنة المخابرات بمجلس النواب، والتي بدأت بكلمة آدم شيف الديمقراطي رئيس اللجنة التي قال فيها إن "الأسئلة التي يطرحها تحقيق المساءلة هذا هي ما إذا كان الرئيس ترامب سعى لاستغلال ضعف ذلك الحليف ودعا أوكرانيا إلى التدخل في انتخاباتنا. إجابتنا عن هذه الأسئلة لن تؤثر في مستقبل هذه الرئاسة فحسب، بل على مستقبل الرئاسة نفسها، وما نوع السلوك أو سوء السلوك الذي قد يتوقعه الشعب الأمريكي من قائده الأعلى".

وختمها بصوت عميق ومؤثر قائلاً: "إذا لم يكن هذا سلوكاً يستوجب المساءلة، فما الذي يستوجب؟".

تايلور وكينت يقسمان قبل الإدلاء بشهادتهما

تايلور الذي سبق أن شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى أوكرانيا وهو الآن القائم بأعمال السفارة في كييف، وكينت الذي يشرف على السياسة بشأن أوكرانيا في وزارة الخارجية، وصلا بشكل منفصل وتحت حراسة مشددة، وجلسا على طاولة الشهود وأحاط بهما المصورون والصحفيون.

الجلسة التي تم بثها مباشرة وتابعها عشرات الملايين من الأمريكيين هي الأولى في سلسلة من الجلسات العلنية التي ستمهد الطريق إما لاتخاذ قرار بتوجيه اتهامات رسمية لترامب أو التصويت بحفظ التحقيق، وتابع الملايين ما أدلى به الشاهدان وليام تيلور الدبلوماسي الأمريكي الكبير في أوكرانيا، وجورج كينت نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية، بإفاداتهما أمام اللجنة وهي الإفادات التي أكدت من خلال ما قالاه بأن ترامب وفريقه مارسوا ضغوطات على أوكرانيا لتحقيق منفعة سياسية شخصية.

ماذا قال تايلور؟

أبرز ما جاء في إفادة تايلور هو أن أحد موظفيه سمع مكالمة هاتفية في 26 يوليو/تموز الماضي، بين ترامب وجوردون سوندلاند، وهو مانح سياسي سابق عُيِّن دبلوماسياً كبيراً، حيث سأل الرئيس الجمهوري عن هذه التحقيقات وأخبره سوندلاند بأن الأوكرانيين مستعدون للمضي فيها قدماً.

كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في أوكرانيا قال إنه عقب المكالمة، التي تمت بعد يوم من طلب ترامب من الرئيس الأوكراني خلال مكالمة هاتفية، إجراء هذه التحقيقات، سأل الموظف سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، عن رأي ترامب في أوكرانيا.

تايلور يدلي بشهادته

"أجاب السفير سوندلاند بأن الرئيس ترامب يهتم أكثر بالتحقيقات في أمر بايدن والتي كان جولياني يضغط من أجل إجرائها"، في إشارة إلى محامي ترامب الشخصي رودي جولياني.

تدخل آدم شيف ووجه سؤالاً لتايلور عما إذا كان ذلك يعني أن ترامب يهتم بالتحقيقات أكثر من أوكرانيا، أجاب تيلور: "نعم يا سيدي".

مَن هو تايلور؟

ويليام تايلور يبلغ من العمر 72 عاماً فهو من مواليد 14 سبتمبر / أيلول 1947 وتخرج في الأكاديمية العسكرية الأمريكية والتحق بالجيش من 1969 لمدة خمس سنوات شارك خلالها في حرب فيتنام وحصل على الميدالية البرونزية وميدالية سلاح الجو.

حصل تايلور على شهادة عليا من جامعة هارفارد وانضم لوزارة الخارجية الأمريكية ودرج في المناصب خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن وأوباما وتولى منصب السفير الأمريكي في أوكرانيا في الفترة من 2006 وحتى 2009، وأخيراً تولى منصب القائم بأعمال السفير في نفس البلد العام الماضي.

ويعتبر تايلور الشاهد الرئيسي في محاكمة ترامب وقدمت إفادته المطولة إطاراً زمنياً للضغوط التي مارسها ترامب وفريقه، خصوصاً محاميه رودي جولياني على الإدارة الأوكرانية، من أجل فتح تحقيقات في مزاعم فساد هانتر بايدن ابن جو بايدن المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة العام المقبل، حيث كان هانتر عضواً في مجلس إدارة شركة بوريسما الأوكرانية للطاقة، كما أن ترامب أراد من نظيره الأوكراني أن يقول على الملأ إن أوكرانيا وليست روسيا هي مَن تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

مَن هو جورج كينت الشاهد الثاني؟

يعمل كينت حالياً نائباً مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية ويشرف على السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا ومولدوفا وبلاروسيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان، كان يشغل قبل ذلك منصب نائب السفير في أوكرانيا في الفترة من 2015 حتى 2018.

جورج كينت

وشغل كينت مناصب عديدة في وزارة الخارجية ارتبطت جميعاً بأوروبا الشرقية وأغلبها في أوكرانيا أو تتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، وهو يجيد اللغة الروسية والأوكرانية ويحمل شهادة جامعية في التاريخ والأدب الروسي.

وهذا ما يضفي أهمية ومصداقية على شهادته في الاتهامات الموجهة لترامب بشأن ممارسة الضغوط على الرئيس الأوكراني كي يأمر بفتح تحقيقات الفساد بشأن آل بايدن، وكان ذلك واضحاً في الجلسة العلنية، حيث لم يركز الجمهوريون في اللجنة على ما جاء في شهادة كينت وتايلور، لكنهم وجهوا سهام النقد للديمقراطيين متهمين رئيس اللجنة وأعضاءها بمحاولة "تلفيق تهم غير موجودة"، وأن الرئيس من حقه أن يطلب فتح تحقيق في تهم بالفساد طالما أنها موجودة.

تحميل المزيد