أعرب الرئيس اللبناني، ميشال عون، الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عن تأييده تشكيل حكومة هجين من التكنوقراط والسياسيين، واستبعد اندلاع حرب أهلية خلال رئاسته.
وقال عون، في حوار تلفزيوني مع قناة "إم تي في" من قصر بعبدا، إن "حكومة التكنوقراط لا يمكنها تحديد سياسة البلد، وأنا أؤيد تشكيل حكومة نصف سياسية ونصف تكنوقراط".
ويرفع المحتجون حزمة مطالب، منها: تسريع عملية تشكيل حكومة كفاءات دون انتماءات سياسية، وإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة.
ولم يجزم عون بموعد بدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة، لكنه قال إن الموعد ربما يكون الخميس أو الجمعة المقبلين، لكن الأمر "مرتبط بالإجابات التي سنتلقّاها من المعنيين، وإذا لم نتلق هذه الإجابات فقد نتأخر بعض الأيام".
كما لم يحدد ما إذا كان الحريري سيكون هو الرئيس المكلف، قائلاً: "جلست معه ووجدته متردِّداً".
واعتبر عون أن شعار "كلكن يعني كلكن"، الذي يرفعه المحتجون، هو شعار خاطئ "لأن في لبنان أشخاصاً لديهم الكفاءة للنهوض بالبلد".
وأضاف أن "الحراك بدأ (في الـ17 من الشهر الماضي) بمطالب اقتصادية بسبب الضرائب المفروضة، ووصل إلى مطالب سياسية، ومن الطبيعي أنه عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة سيطلب الشعب تغيير الحكومة، حتى تسمع الحكومة الجديدة مطالبه وتنفذها".
وكرَّر القول بأنه يجب العمل على برنامج من 3 نقاط لبناء الدولة، وهي: مكافحة الفساد، تحسين الوضع الاقتصادي والتأسيس للدولة المدنيّة.
وأردف: "إننا في مجتمع سياسي متناقض، ولا نريد الخروج منه إلى تناقضات جديدة، نريد حكماً منسجماً لوضع خطة معينة للتنفيذ".
وأضاف: "وجَّهت ندائي إلى المتظاهرين 3 مرات لتوحيد الساحات، وللعمل معاً من أجل الإصلاحات، وطلبت منهم البقاء في الساحات حتى يساعدوني، إلا أنني لا أجد تجاوباً".
وتابع: "أنا مكبّل بتناقضات الحكم والمجتمع، والخلايا الفاسدة أيضاً مطوقة. الآن الشعب نهض، وأصبح هناك مرتكز لفرض الإصلاحات".
مطالب الرئيس من المتظاهرين
وتابع عون: أدعو اللبنانيين إلى عدم التهافت على المصارف، وأطمئنهم على أن أموالهم مضمونة.
ويطالب المحتجون أيضاً برحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يرون أنها فاسدة وتفتقر للكفاءة.
وتوجد في لبنان 3 رئاسات، هي رئاسة الجمهورية ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة البرلمان ويتولاها مسلم شيعي.
وتطرَّق عون إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية بقوله: "حزب الله منذ العام 2006 إلى اليوم ملتزم بالقرار (الدولي رقم) 1701، وهو لا يتدخل على الأرض اللبنانية بأي موضوع. فُرض عليهم حصار مالي، ولكنه طال كل اللبنانيين من أجل أن نصطدم ببعضنا، ولكننا لن نسمح بأن تقع حرب أهلية في لبنان، أقلّه في عهدي".
وأضاف: "لم أصل إلى موقع الرئاسة إلا لكي أبني دولة، أنا مستقبلي ورائي، ولا أبحث عنه، ولا أريد تحصيل أمور مادية، الآن جاءت مرحلة بناء الدولة والاقتصاد، ولم يكن هناك من تجاوب معي".
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
وقال عون إنه لا تواصل مباشر بينه وبين رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبالتزامن مع كلمة عون أغلق محتجون عدداً من شوارع العاصمة بيروت ومدن أخرى، وفق مراسل الأناضول.