كثيراً ما نسمع من أجدادنا أو كبار السن في مختلف بلاد الشرق الأوسط عن فوائد الزعتر الجاف. فما فوائد هذه النبتة البرية التي يتم قطافها باليد في موسم واحد من العام.
يعد الزعتر من النباتات الخشبيّة المعمّرة التي تنمو في بعض بلدان آسيا وأوروبا، وينتمي إلى نباتات الفصيلة الشفويّة التي تضم النّعناع أيضاً.
يوجد للزعتر 6 أنواعٍ مختلفة، ويمتاز بأنّه دائم الخضرة طوال فترة الشتاء المعتدل،
وينمو نبات الزّعتر ليصل طوله إلى ما يقارب 30 سنتيمتر، كما يمتلك أوراقاً عطريّةً صغيرة الحجم، وبيضاويّة الشكل، وهي ذات مذاق مُر في بعض الأحيان.
استُخدم قديماً في الحضارة المصريّة والإغريقيّة، ويُستخدم حالياً في تتبيل اللحوم، والخضراوات، والمأكولات البحريّة، وغيرها من الأطباق.
ما هي القيمة الغذائية للزعتر؟
يحتوي شاي الزعتر على مستويات مرتفعة من فيتامين C، وفيتامين A، والنحاس، والحديد، والمنجنيز، والبوتاسيوم، والفوسفور، والكارفاكول carvacrol، والبيريدوكسين، والعديد من مركبات مضادات الأكسدة القوية.
الآن.. لنتحدث عن فوائد الزعتر الجاف
يقدِّم هذا النوع من النباتات العديد من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، وفيما يلي أهم هذه الفوائد:
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: إذ وجدت إحدى الدراسات أنّ مستخلص الزعتر قلّل من سرعة القلب لدى الفئران التي تُعاني من ارتفاعٍ في ضغط الدم، كما ساهم في تقليل مستويات الكوليسترول لديها.
- تعزيز مناعة الجسم: حيث يُعدّ الزّعتر من المصادر الجيّدة لفيتامين ج، وفيتامين أ، ولذلك فإنّ تناوله قد يسهم في التعافي من نزلات البرد.
- امتلاك خصائص مضادّة للبكتيريا: حيث وجدت الدراسات التي أجريت على مختلف زيوت النّباتات العطريّة -بما في ذلك الزّعتر- أنّ زيت الزّعتر قد يمثّل مادةً طبيعيةً حافظةً للمنتجات الغذائيّة ضدّ أنواع البكتيريا المنقولة بالغذاء، والمرتبطة بالإصابة بالعديد من الأمراض.
وأشارت دراسةٌ أخرى إلى أنَّ هذا النوع من الزيوت كان فعّالاً في مكافحة بعض سلالات البكتيريا؛ مثل البكتيريا المكوّرة العنقوديّة والبكتيريا الزّائفة والبكتيريا الإشريكيّة.
- تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان: إنّ أحد أنواع الزّعتر يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، وفي دراسةٍ أخرى أُجريت في تركيا تبيَّن أنَّ الزعتر البرِّي يمكن أن يُسبّب موت خلايا سرطان الثدي.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى الفطريّة: وجد الباحثون أنَّ الزيت العطري للزعتر قد يُحفّز القضاء على نوعٍ من أنواع الفطريات في الجسم، تدعى بالفطريات المبيّضة البيضاء، والتي تُعدّ من أهم مُسبّبات الإصابة بالعدوى الفطريّة في الفمّ، والمهبل، وهي حالة تُسمّى بداء السُّلاق.
- تعزيز صحّة الجلد: تعدّ المستحضرات المحضّرة من الأعشاب من الأدوية المهمّة لعلاج العديد من المشاكل الجلديّة.
وقد أُجريت دراسة على الأشخاص المصابين بآفاتٍ تشبه الإكزيما، وذلك باستخدام كريمٍ مُكوَّن من 10% من مستخلص البابونج، أو كريمٍ مضادٍّ للفطريات يحتوي على 3% من زيت الزعتر، وكانت النتائج بشفاء تام لما نسبته 66.5% من الأشخاص الذين استخدموا كريم زيت الزعتر العطري، بينما شفي 28.5% فقط من الأشخاص الذين استخدموا العلاج الوهمي، كما كان لمستخلص البابونج مفعولٌ مشابهٌ للعلاج الوهمي.
- المساهمة في علاج حب الشباب: تبيَّن أنّ الزعتر يمكن أن يكون فعّالاً في علاج حبّ الشباب، حيث يمتلك تأثيراً مضادّاً للبكتيريا، وأقوى من بيروكسيد البنزويل الذي يُعتبر مكوّناً نشِطاً في غسول وكريمات البشرة التي تُستخدم لعلاج حبّ الشباب.
ولكنّ استخدام هذه المادّة قد يُسبّب حرقةً وتهيّجاً في الجلد؛ ولذلك قد يساهم الزّعتر في علاج حبّ الشباب مع آثارٍ جانبيّةٍ أقلّ.
- المساهمة في القضاء على الآفات: يحتوي الزعتر على مركب الثيمول، الذي يمكن أن يقضي على الكائنات الحيّة الضارّة؛ مثل: البكتيريا، والفيروسات، والفئران، وغيرها من الآفات الحيوانيّة، ويعدّ هذا المركب من المكونات المستخدمة في المبيدات الحشريّة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أنّ مستخلص الزّعتر يطرد البعوض، وذلك من خلال فرك أوراق الزّعتر باليد حتى تَخرج الزيوت منها، أو من خلال تحضير خليطٍ من أربع قطراتٍ من زيت هذا النبات، مع ملعقةٍ صغيرةٍ من زيت الزيتون.
- تعزيز المزاج: حيث إنّ الاستخدام المنتظم لزيت الزعتر أو للزعتر قد يكون له تأثيرٌ جيّدٌ على المزاج، وذلك لاحتوائه على مادة الكارفاكرول.
إذ أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ لهذه المادة تأثيراً على نشاط الخلايا العصبيّة، ممّا يساهم في تعزيز الشعور بالارتياح.
- المساعدة على علاج السّعال: يُستخدم زيت الزعتر كعلاجٍ طبيعي للسُّعال، وإنّ استخدام خليطٍ من أوراق الزّعتر، وأوراق نبات اللُّبلاب قد ساعد على تخفيف السُّعال، وغيره من أعراض التهاب الشُّعب الهوائيّة.
- زيادة ثبات زيوت الطهي: تعدُّ أكسدة الدّهون من المشاكل التي تحدث خلال عمليّة إنتاج وتخزين الأطعمة، ويمكن أن تُسبّب هذه المشاكل فقدان الأطعمة لجودتها، وسلامتها، وقيمتها الغذائيّة.
لكن مستخلص الزّعتر قد يكون من مضادّات الأكسدة القويّة التي تُحسّن من ثبات زيت دوار الشمس.
تحضير شاي الزعتر
يمكن تحضير شاي الزعتر للاستفادة من كل خصائص هذه النبتة المحلية، وذلك عبر وضع أوراقها فوق الماء المغلي وتركها لعدة دقائق قبل شربها.
ولا يُنصح بغليها مع الماء كي لا تفقد خواصها وقيمتها الغذائية العالية.