دعت الحكومة البنغلاديشية إلى إعادة عاملة من مواطنيها من السعودية، بعدما نشرت مقطع فيديو مؤثراً تزعم فيه تعرضها لاعتداء جنسي، مسلطةً الضوء على الاستغلال الذي تعاني منه العمالة الآسيوية في الخارج.
ومنذ عام 1991 سافرت نحو 300 ألف امرأة بنغلاديشية للعمل في السعودية، وفقاً لوزارة رعاية المغتربين، وتمثل تحويلات هؤلاء العاملات القدر الأكبر من الأموال التي تدخل بنغلاديش.
وزعمت العاملة البنغلاديشية سومي أكتير في مقطع فيديو نشرته على فيسبوك، وتمت مشاركته آلاف المرات، تعرضها لـ "اعتداءات جنسية بلا رحمة من قبل أرباب عملها السعوديين"، ما أثار احتجاجات في دكا ضد ما يتعرض له العمال هناك، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت أكتير البالغة من 25 عاماً: "ربما لن أعيش لفترة أطول. أرجوكم أنقذوني، لقد سجنوني لمدة 15 يوماً وبالكاد قدموا لي أي طعام. لقد أحرقوا يدي بالزيت الساخن"، وفق ادعائها.
ودعت الحكومة البنغلاديشية، أمس الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، الوكالة الرسمية المسؤولة عن تصدير اليد العاملة إلى إعادة أكتير إلى الوطن "في أسرع وقت".
وقال زوجها سراج الإسلام في تصريح للوكالة الفرنسية إنه "يحاول إعادتها لكنه لم يستطع".
إرسال العاملات مُستمر
أما المتحدث باسم الحكومة أتيكور رحمن، فأعلن أن حكومة بلاده تعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات التوظيف العشوائية، وسط مزاعم بأن هذه الشركات تسيء معاملة العاملات وتبيعهن لوسطاء.
لكن وزير الخارجية آي كاي عبد المؤمن أكد يوم الخميس الماضي، أن حكومته لن تعمد إلى منع النساء من السفر إلى السعودية للعمل.
وقال عبدالمؤمن للصحافيين إن السعودية أقرت بتعرض البعض لإساءات، "لكن هذا يحدث لعدد قليل من الأشخاص. وليست الحكومة السعودية من تسيء إليهم".
وحتى صباح اليوم الإثنين لم يصدر أي تعليق رسمي من السعودية، حول مزاعم الفتاة البنغلاديشية.
وظهر فيديو أكتير بعد استرجاع جثمان العاملة نظمة بيغوم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال ابنها رجب حسين إن "والدته بيغوم البالغة من 42 عاماً اتصلت به مستغيثة مراراً قبل وفاتها لتطلب إنقاذها، بعد ادعاء تعرضها للتعذيب"، مضيفاً أنها "توفيت بسبب مرض لم تتم معالجته".
وقالت المرأتان إنهما وُعدتا بالعمل في أحد المستشفيات، لكن تم خداعهما وأرسلتا للعمل كخادمات في المنازل.
"استغلال وانتهاكات"
ويسافر ملايين الآسيويين إلى الخليج للعمل، وفقاً لحكومة بنغلاديش، وتقول جماعات حقوق الإنسان إن كثيرين منهم يعانون من الاستغلال والانتهاكات.
وقالت الجمعية الحقوقية البنغلاديشية التي تُعنى بالعمال المهاجرين، الشهر الماضي، إن "61% من 110 نساء تمت مقابلتهن بعد عودتهن من الخارج، والعديد منهن عدن من السعودية، ادعين تعرّضهن لإساءات، مضيفةً أن 14% قلن إنهن تعرضن لإساءات جنسية.
وأفادت إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في العالم "بي آر آي سي" بأنه تمت استعادة 48 عاملة هذا العام وحده من السعودية.
والعام الماضي كادت أن تندلع أزمة دبلوماسية حادة بين الكويت والفلبين، بعدما قامت الأخيرة عبر فريق سفارتها بتهريب عدد من العاملات الفلبينيات، بعد ادعاءات بتعرضهن لانتهاكات في الكويت.
وتسبب العثور على عاملة فلبينية مقتولةً ومجمَّدة في ثلاجة بالكويت، في فبراير/شباط 2018، في توتر العلاقات الكويتية-الفلبينية.
وأعلنت السلطات الكويتية آنذاك أن المرأة الفلبينية كانت تعمل لدى زوجين من لبنان وسوريا، ويقيمان في البلاد، وغادرا الكويت بعد أن قتلا العاملة، وقضت محكمة كويتية بإعدامهما غيابياً.
وفي 9 فبراير/شباط 2018، انتقد الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، في تصريحات صحفية له "سوء معاملة" عمال المنازل الفلبينيين بدول خليجية.