قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ استجابة لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسيحمل معه الرسالة "المسيئة" التي أرسلها ترامب إليه قبيل انطلاق عملية "نبع السلام".
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية، الجمعة 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عن أردوغان قوله: "سأحمل معي الرسالة التي أرسلها ترامب لي وسأعيدها إليه، ومعها الردُّ المستحق".
رسالة مخالفة للتقاليد الدبلوماسية
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في وقت سابق، إنه سيردُّ في الوقت المناسب على رسالة نظيره الأمريكي بشأن العملية العسكرية التركية شمال سوريا، والتي حملت تعبيرات بعيدة عن اللغة الدبلوماسية المعهودة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان خلال اجتماعه بالهيئة المركزية لحزب "العدالة والتنمية"، قال: "في الواقع أعطينا الجواب المناسب ميدانياً، ولم نلقِ لما كُتب فيها أيَّ بال"، في إشارة إلى الرسالة التي اعتُبر أنها تتضمن إساءات وعبارات مخالفة للتقاليد الدبلوماسية من قِبل ترامب.
وعن المنطقة الآمنة في سوريا، قال أردوغان: "سننشئ بالبداية منطقة تجريبية، قد تكون في تل أبيض أو رأس العين، أو مكان آخر على الحدود بمجهودنا الذاتي".
وقارن الرئيس التركي بين ترامب وبوتين، مشيراً إلى أن الأخير "ينفذ ما يتم الاتفاق عليه معه بشكل أسرع، بخلاف الرئيس الأمريكي الذي لا نثق بوعوده".
وكشف الرئيس التركي أن بلاده ساعدت الولايات المتحدة في عملية قتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وأوضح: "لقد حلَّقت طائرات الهيلكوبتر في المجال الجوي لمنطقتَي عفرين وجرابلس اللتين تخضعان لسيطرتنا، وعملت المخابرات التركية مع نظيرتها الأمريكية".
الردُّ في الوقت المناسب
واتهم أردوغان نظيره الأمريكي ترامب، الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بمخالفة "الكياسة السياسية، والدبلوماسية" عندما أرسل خطاباً يهدده فيه بتدمير الاقتصاد التركي، إذ حاد عن "طريق الصواب والإنسانية" في سوريا، بحسب تعبير ترامب.
وقال أردوغان، في تصريح لصحفيين بإسطنبول، يُعد أول تعليق له على رسالة ترامب: "لن ننسى قلة الاحترام هذه، لكن الحب والاحترام المتبادلَين سيمنعان قائدَي البلدين من إبقاء الخطاب حاضراً باستمرار على أجندة أعمالهما"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times، أمس الجمعة.
وفي الوقت نفسه، توعد أردوغان بالرد، حيث قال: "نرغب في أن يعلم الجميع أنه حين يأتي الوقت المناسب سنفعل ما يلزم". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا كان آخر سجال بين القائدين اللذين سعيا لإظهار نفسيهما بأنهما حازمان وغير متسامحين.
الرسالة أُلقيت في القمامة
من جانبهم، قال مسؤولون أتراك، في تصريح لشبكة BBC البريطانية، إنَّ الخطاب أغضب أردوغان لدرجة أنه ألقاه في سلة القمامة، لكن لم يتضح بعدُ ما إذا كان أردوغان قد أمر قواته بدخول سوريا قبل قراءته خطاب ترامب أم بعدها.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد نشرت فجر الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، رسالة ترامب إلى الرئيس التركي أردوغان، والتي طالبه فيها بإعادة النظر في موضوع التدخل التركي بشمالي سوريا، والتوصل إلى اتفاق قبل بدء العملية.
وأدانت موسكو اللهجة التي تحدَّث بها ترامب مع أردوغان، فقد صرَّح الكرملين بأنَّ الخطاب حمل لغةً غير معتادة، لا يستخدمها عادةً رؤساء الدول في المراسلات.