أجبرَ الجنود المكسيكيون أحد أبناء إمبراطور المخدرات الموقوف خواكين غوزمان "إل تشابو" على الاتصال بإخوانه في مسعى يائس منهم لإيقاف محاولة إنقاذ أطلقها مسلحو عصابات الكارتل.
حسب تقرير صحيفة The Guardian، أثارت المكالمة بدلاً من ذلك حملة هجوم ضارية جديدة في مدينة كولياكان التي تقع شمالي البلاد، حيث أشعلت عصابات كارتل سينالوا الشهيرة أعمال عنف مروعة واستعراض للقوة، دفعت في النهاية الجنود الذين فاقت أعداد المسلحين عددهم بكثير إلى إطلاق سراح ابن إل تشابو مقابل النجاة بحياتهم.
بُثَّ مقطع فيديو يعرض مكالمة أوفيديو غوزمان لوبيز يوم الأربعاء في جزءٍ من تقرير حكومي استثنائي يكشف عن مدى تدهور الأمور خلال العملية الفاشلة التي جرت في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
شدد الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على أن التقرير سيدحض حجج النقاد الذين يقولون إن العملية الكارثية جعلت حكومته تبدو ضعيفة، ودعوه إلى إعادة النظر في التزامه باستراتيجية "عناق لا رصاص" الأمنية غير العنيفة التي اختارها في مواجهة العصابات.
وقال الرئيس: "نحن نريد أن يكون كل شيء معروفاً. هكذا نظهر مدى مسؤولية الإجراءات التي اتخذناها في موقف معقد وصعب وخطير للغاية. وهذه هي الطريقة التي نؤكد بها للجميع أن أهم شيء لدينا هو حماية المواطنين وحماية حياتهم".
وقال وزير الدفاع المكسيكي، لويس كريسنسيو ساندوفال، عن أوفيديو البالغ من العمر 29 عاماً، إنه "أحد المتاجرين والمهرّبين الرئيسيين" لمخدرات الميثافيتامين والفينتانيل إلى الولايات المتحدة، وأضاف أن العملية التي أجهضت كانت بناءً على مذكرة توقيف صدرت في 13 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال الجنرال إن وحدة خاصة من قوات الأمن أُرسلت إلى كولياكان في 9 أكتوبر/تشرين الأول، مع خطة اعتقال تضمنت إنشاء طوق أمني داخلي وخارجي بمجرد أن أكّدت شبكة المخبرين أن أوفيديو كان في منزل في وسط المدينة.
غير أن الأمور بدأت في الانهيار، عندما حالت هجمات المسلحين دون اتخاذ الجنود وعناصر الحرس الوطني مواقعهم على الطوق الخارجي.
وقال إن الضغط زاد على القوات الأمنية عندما هاجم المسلحون مباني سكنية يسكنها أسر أفراد الجيش، واحتجزوا ضابطاً وتسعة جنود رهائن لديهم.
انتقادات للسلطات
ذهبت الانتقادات إلى أن السلطات كان يجب أن ترسل قوة أكبر كي تتمكن من تنفيذ العملية.
لكنّ ساندوفال شدّد على أن مستوى التسليح الذي كان عليه المسلحون كان عالياً للغاية، فقد شملت الأسلحة المستخدمة مركبات مصفحة ومدافع رشاشة من عيار 50 وقاذفات صواريخ أصابت مروحية، وقال إن هزيمة قوة عصابات الكارتل كانت تستلزم من الجيش استخدام قوة نارية متفوقة، والتي ستعرّض حياة المدنيين للخطر حتماً.
وتقول الحكومة إن ثمانية أشخاص قُتلوا خلال العملية، رغم أن وسائل إعلام محلية قدّرت عدد القتلى بـ 13.
ومع اندلاع القتال في جميع أنحاء المدينة، يبدو أن قوات الأمن لم تتمكن قط من إخراج أوفيديو غوزمان الابن الأصغر سناً من المنزل الذي جرت عملية الاعتقال فيه.
تُظهر لقطات فيديو مصورة في المنزل أوفيديو وهو يمرر مسدساً إلى أحد رفقائه قبل أن إلى يتوجه إلى مرآب، نازعاً قبعة بيسبول سوداء كان يرتديها، قبل أن يأمره الجنود بتوجيه وجهه إلى الحائط.
مع ارتفاع أصوات إطلاق النار الكثيف في الخلفية، يصرخ أحد الجنود في وجهه: "اطلب من رجالك أن يوقفوا هذا!"، لنشاهده بعد ذلك وهو يحمل هاتفاً محمولاً.
ويُسمع قائلاً: "أوقفوا كل شيء من فضلكم، لقد سلّمت نفسي"، ويتابع: "توقفوا الآن، اهدأوا، لا يوجد شيء لفعله… قل لهم أن يتراجعوا، لا أريد أن تفعلوا ذلك".
أربع ساعات هجوم
لكن الهجمات استمرت، وبعد أربع ساعات من بدء العملية، أمر المسؤولون في العاصمة مكسيكو سيتي قوات الأمن بالانسحاب.
اشتملت ردود الأفعال الأولية على التقرير على بعض المفاجآت، وحتى الإعجاب، بأن الحكومة كانت منفتحة للغاية بشأن مثل هذه الحادثة الكارثية.
لكن لا تزال هناك كثير من الأسئلة التي لم يُجب عنها، تشمل السؤال عمن أعطى الضوء الأخضر لمثل هذه العملية سيئة التخطيط بوضوح، وكيف حصلت منظمة الكارتل على المعلومات التي مكنتها من تنفيذ عملية إنقاذ فعالة بهذه السرعة.
وعد الرئيس لوبيز أوبرادور بالرد على الأسئلة المعلقة في مؤتمر صحفي سيُعقد اليوم الخميس 31 أكتوبر/تشرين الأول.