قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن القوات الأمريكية قتلت الشخص الذي كان من المرجح أن يخلف أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قتلته القوات الأمريكية مطلع الأسبوع.
وأضاف ترامب، الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، على تويتر: "تأكد للتو أن القوات الأمريكية قامت بتصفية المرشح الأول لخلافة أبوبكر البغدادي. كان سيتولى على الأرجح قيادة التنظيم".
ولم يُحدد ترامب الشخص الذي يقصده بالاسم، لكن الولايات المتحدة أكدت، الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول، مقتل أبوالحسن المهاجر، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية والشخصية البارزة في التنظيم المتشدد.
هل قتلت أمريكا "الزعيم الجديد" لداعش فعلاً؟
مجلة نيوزويك الأمريكية، التي كانت أول مَن نشر خبر عملية قتل البغدادي، نشرت تقريراً الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول بعنوان: "داعش لديه بالفعل زعيم جديد، لكن البغدادي ربما لم يكن أصلاً يدير التنظيم"، نقلت فيه تصريحات خطيرة عن مسؤول أمني إقليمي.
بدأ التقرير بالقول إن "نيوزويك" علمت أنّ العملية الأمريكية التي نتج عنها قتل أبوبكر البغدادي، والمتحدث باسم التنظيم أبوالحسن المهاجر في سوريا، رغم أن داعش لديه بالفعل خليفة جديد للبغدادي، وهو عبدالله قرداش الذي عيّنه البغدادي في أغسطس/آب الماضي.
وبحسب المسؤول الأمني الإقليمي الذي تحدَّث للمجلة شرط عدم ذكر اسمه أو منصبه أو حتى الإشارة لبلده "كان قرداش يتولى بالفعل مهام البغدادي كاملة"، مضيفاً أن "دور البغدادي قد تقلّص بالفعل، ولم يعد له دور أصلاً وقت مقتله".
من هو قرداش؟
كانت "وكالة أعماق" الذراع الإعلامية لـ"داعش" قد ذكرت في خبر بثّته قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر، أنَّ البغدادي رشّح التركماني الأصل عبدالله قرداش، من قضاء تلعفر، غرب الموصل "لرعاية أحوال المسلمين"، وفق تعبيره.
وقال الخبير الأمني العراقي فاضل أبورغيف، في تغريدة له على تويتر، إن خليفة البغدادي كان معتقلاً في سجن "بوكا" (بمحافظة البصرة)، وسبق أن شغل منصباً شرعياً عاماً لتنظيم القاعدة، وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل، بحسب وكالة الأناضول، الخميس 8 أغسطس/آب.
وأضاف أبورغيف أن قرداش كان مقرباً من القيادي أبوعلاء العفري (نائب البغدادي والرجل الثاني في قيادة داعش، والذي قتل عام 2016)، "وكان والده خطيباً مفوّهاً وعقلانياً"، وأشار إلى أنّ قرداش يتّسم بالقسوة والتسلُّط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.
قرداش مصنف أنه من أشرس وأقسى قادة داعش، وربما لهذا السبب أعلنت أجهزة الاستخبارات العراقية حالة استنفار معلوماتية حول شخصية قرداش، وما تحركاته، وأين يمكن أن يكون موجوداً، لاسيما أن قرداش ينحدر من بلدة تلعفر، شمال غربي مدينة الموصل، وهي من أهم معاقل التنظيم المتطرف، وكانت البلدة مرشحة لتكون مقراً رئيسياً للتنظيم بعد سقوط الموصل، إلا أن القوات العراقية تمكنت من دخول البلدة بسهولة، وسمح وقتها لمئات المتطرفين بممرات هروب متعمدة.