نظَّم صاحب مقهى مسلم يوماً للتسامح رداً على حملة "عاقب مسلماً" التحريضية، المقرر تنفيذها يوم الثلاثاء، 3 أبريل/نيسان 2018.
فبحسب ما نقلته صحيفة iNews البريطانية، 2 أبريل/نيسان 2018، يحث منصور علي، الذي يدير متجر "أطعمة بركة" في مدينة مانشستر الإنكليزية، بريطانيا على نشر رسالة السعادة والإيجابية، يوم الثلاثاء، في أعقاب نشر رسائل تشجّع جرائم الكراهية عبر الشبكات الاجتماعية.
وقد ظهرت منشورات عنصرية تحرّض على العنف ضد المسلمين، في 9 مارس/آذار 2018، وقد تم استدعاء الشرطة بعدما ألصقت بعض الرسائل على أبواب العقارات في أنحاء العاصمة البريطانية لندن، ومدن وكارديف، وميدلاندز، ويوركشاير.
ويتحدّى علي، البالغ من العمر 44 عاماً، الدعاية التحريضية بالتخطيط لجهد مجتمعي مسالم.
وقال رجل الأعمال في حديث للصحيفة: "لقد جعلتني ابنة أخي أشاهد تلك المنشورات على تطبيق Whatsapp، وانتابني الذعر لرؤية هذه الرسالة البغيضة"، وأضاف "من المدهش أن هؤلاء الناس يريدون نشر هذه الكراهية، حتّى وإن كانوا يمزحون، فالناس يتأثرون بها، فالذين وراءها كما لو أن لديهم أعواد الثقاب، والذين ينشرونها مثل من يلقون بالوقود على النار".
وأضاف علي متحدثاً عن فعاليات دعوته قائلاً: "سنكون جميعاً هناك، ومعنا الشاي والبسكويت والكعك، وبإمكان الناس الحضور والذهاب بحرّية، وتجاذب أطراف الحديث إن أرادوا. فنحن نريد نشر رسالة الحب".
وتابع قائلاً: "هناك أقلّية تنوي الانقسام، وأولئك لا يعلمون أنهم يؤذون أنفسهم والآخرين. والناس سيردّون على ذلك من الجانبين".
ويقول علي "أنا أرفض الرد على ذلك بالطريقة التي يريدونها لي، فجميعنا في حاجة للتفاعل بصدق وتعاطف وحب".
وينوي علي، بصحبة فريق عمل مقهى "أطعمة بركة"، والأصدقاء والأهل، ومتطوّعين، أن يقدّموا شاياً مجانياً وكعكاً في ضاحية تشارلتون، في 3 أبريل/نيسان 2018.
وقال إن الجميع مُرحب بهم، ويأمل أن يقدّم هذا العرض فرصة للتواصل مع أكثر عدد ممكن من الناس.
وأضاف علي قائلاً "نحن نراه أكثر كيوم لردع الكراهية"، وأضاف "سنكون جميعاً هناك ومعنا الشاي والبسكويت والكعك. وبإمكان الناس الحضور والذهاب بحرّية، وتجاذب أطراف الحديث إن أرادوا. فنحن نريد نشر رسالة الحب".
وتابع قائلاً: "إن الأمر كلّه يتعلّق برد الفعل الإيجابي".
مجتمع قوي!
قال علي أيضاً إنه بينما كانت نداءات "يوم حب المسلم" التي تهدف إلى مواجهة العنصرية معدّة بوضوح بنوايا حسنة، فإنه يعتقد أن استبعاد بعض شرائح المجتمع أمر غير ضروري؛ حيث قال "لا أريد أن أكون مجرد مسلم".
وأضاف: "نحن محظوظون بأن لدينا مجتمعاً قوي وداعم هنا، أنا مجرّد جار مثل أي شخص آخر، وهو الأمر نفسة بالنسبة لأصدقائي وعائلتي وزملائي"، وتابع قائلاً: "هناك مجموعات تحاول أن تحدث الشر، إلا أنه يوجد ما يكفي منا على مستعدّون لمنعهم".
وقد خطط لإعداد جهود مشابهة لما قرره علي في أماكن أخرى؛ كما جاء عبر الشبكات الاجتماعية، إلى جانب منشورات "يوم حب المسلمين" التي يتم تبادلها على نطاق واسع، ونظمت مؤسسة "مناهضة العنصرية"، "يوم تضامن"، يشمل مسيرات تطوف البلاد"، لكن الكثيرين في الجالية المسلمة لا يزالون متخوفين بشأن يوم الثلاثاء والتهديد بالعنف.
وقد قرر بعض الآباء إبقاء أطفالهم في المنزل من المدرسة، كما قالت الرسائل التي تنصح بتوخي الحذر، وقد تم تداولها عبر تطبيق Whatsapp: "تجنب التوقف إذا سألك أحدهم سؤالاً، خصوصاً إذا كان ذلك خارج نطاق المساحات العامة المكشوفة".
قال منصور إنه بدأ مع زوجته عائشة شركة بركات للأغذية "ببيع القليل من الكاري"، وقد أصبحت الآن تبيع الوجبات الجاهزة بنجاح. كما يقوم الزوجان بإدارة مبادرة مساعدات غذائية تقوم بتوصيل مواد البقالة ومستلزمات النظافة إلى المحتاجين.
وتتولى "أغذية بركة" التبرعات وحدها، وتجمع صناديق الإعانات الغذائية التي يتم تسليمها للناس في مانشستر.
وتقوم منظمة Charity Tell Mama بالمراقبة وتقديم الدعم والمشورة للمسلمين الذين عانوا من الكراهية، ويشار إلى أنها ليست بديلاً عن خدمات الطوارئ.