انتقد اللبنانيون كلمة الرئيس ميشال عون، وقالوا إنها كلمة مسجلة وليست مباشرة، متسائلين عن عدم قدرة الرئيس على التوجه بكلمة مباشرة لشعبه المنتفض لليوم الثامن على التوالي.
كذلك سخر بعض المشاهير، بينهم الإعلامية ليليان داوود، ومراسلة قناة "الجديد" حليمة طبيعة، ورواد الشبكات الاجتماعية من عملية المونتاج الضعيفة للكلمة، التي أظهرت العديد من الأخطاء خلال بثها.
وانتقد مغردون تحرك شكل الكتب خلف عون، ما يعني إيقاف البث وإعادة تشغيله بعد مدة، إلا أنه من خلال متابعتنا للفيديو الأصلي تبين ثبات الكتب لكن وجود أكثر من زاوية تصوير، مع ضعف جودة المونتاج قد يكون السبب وراء تحرك الخلفية خلفه. دون أن يتسنى لنا التأكد من كون الكلمة مباشرة أم مسجلة.
فيما انتقد آخرون مضمون الكلمة، وقالوا إنها لم تمتص غضب الشارع، وتخلو من أي خطوات حقيقية تلبي مطالب المتظاهرين، مؤكدين على استمرار تظاهراتهم المناهضة للحكومة.
وكان على رأسهم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي دعا إلى الإسراع بتعديل حكومي، تليه انتخابات نيابية، وكذلك المغنية إليسا، ومذيع قناة "الجديد" رامز القاضي.
لكنّ آخرين، وعلى رأسهم الإعلامي شربل خليل، أعلنوا دعم عون عبر هاشتاغ #عون_لبنان معبرين عن ترحيبهم بكلمته.
وقد ألقى عون، الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول، خطاباً على خلفية الاحتجاجات التي تعمّ البلاد، أكد خلاله تفهمه صرخة الألم، لكن الفساد والطائفية هما سبب الأضرار الكبيرة.
وقال عون: "نطمح لدولة لبنانية طائفية يتساوى الجميع أمامها"، وأضاف: "لا أسعى للتهرب من المسؤولية، لكن العراقيل كثيرة، ولطالما تكلمت عن مكافحة الفساد، لكنْ مسؤولون كثيرون استاؤوا من الموضوع".
فيما وجَّه عون دعوة للبرلمان لإقرار قانون مكافحة الفساد، مع تأكيده على التزامه بمكافحة الفساد بالتعاون مع مجلس النواب، الذي تعتبر هذه مهمته.
وأضاف عون: "أتفهم فقدان ثقة اللبنانيين بالطبقة السياسية، ومكافحة الفساد الفعلية تتمثل في التطبيق الصارم للقانون".
كما شدَّد على ضرورة استعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة كل من سرق المال العام، موضحاً أن المحاسبة تتم عن طريق القانون والقضاء.
وأبدى الرئيس اللبناني استعداداته لفتح حوار مع المحتجّين، للوصول إلى أفضل النتائج، قائلاً: "مستعد أن ألتقي ممثلين عنكم يحملون هواجسكم، ونسمع مطالبكم وتسمعون مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي".
واجتاحت الشوارع اللبنانية، منذ الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تظاهرات شعبية غاضبة شملت مختلف المناطق اللبنانية، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، بدءاً من شحّ الدولار، مروراً بالخبز، والمحروقات، وكارثة الحرائق التي فشلت السلطة اللبنانية في السيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى، وصولاً إلى تفجُّر غضب الشارع، مع توجُّه الحكومة لفرض ضرائب غير مسبوقة تطول ربما الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي مثل "واتساب".