أمر كيم جونغ أون بهدم المنشآت الكوريّة الجنوبية التي"لا تبعث على السرور" في منتجع جبل كومكانغ، والتي تُعد رمزاً نادراً للتعاون بين الكوريتين، ودعا إلى استبدالها بمنشآت حديثة تشيّدها كوريا الشمالية.
وبحسب وكالة الأنباء الكورية الحكومية KCNA، قال حاكم كوريا الشمالية إنه من "الخطأ" التعامل مع المنتجع الواقع على الساحل الشرقي للبلاد باعتباره ملكية مشتركة للكوريّتين بالنظر إلى وقوعه على الأراضي الكورية الشمالية.
وقال كيم، خلال زيارة للمنتجع هذا الأسبوع: "إن جبل كومكانغ هو أرضنا التي كسبناها بدمائنا، وكل جرف أو شجرة عليه يرتبطان بسيادتنا وكرامتنا"، وأضاف أنه يعتقد أن المنشآت الكورية الجنوبية "تذكر بالمباني المؤقّتة في مواقع التشييد".
وأضافت وكالة الأنباء أن "كيم أصدر تعليماته بإزالة جميع المنشآت التي لا تبعث على السرور في الجانب الجنوبي من خلال اتفاق مع الوحدة المعنيّة في المنطقة، على أن تُبنى مرافق خدمة حديثة جديدة على الطراز الكوري الشمالي تتماشى مع المناظر الطبيعية بجبل كومكانغ".
منطقة متنازع عليها بين الكوريتين
بدأ الكوريون الجنوبيون تنظيم جولات في جبل كومكانغ في عام 1998، لكنهم أوقفوها في عام 2008 عندما قُتل جندي كوري شمالي بالرصاص على يد جندي كوري شمالي بحجّة تجوله في منطقة عسكرية.
وشهد المنتجع، الذي شيّدته شركات كوريا الجنوبية، منذ ذلك الحين لمّ شمل الأسر التي تمزّقت إبان الحرب الكورية في الفترة بين 1950-1953، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
وتفيد التقارير بأن فشل كوريا الجنوبية في استئناف هذه الجولات قد أغضب السلطات الكورية الشمالية، وسط مفاوضات متعثّرة بشأن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
وقد دفع النظام الكوري الشمالي نظيره الجنوبي إلى تجاهل اعتراضات الولايات المتحدة على خلق المزيد من التعاون بين الكوريتين، ومع ذلك فإن أي استثمار كوري جنوبي في كومكانغ سوف ينتهك العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ.
كان جبل كومكانغ، إلى جانب مجمع كايسونغ الصناعي المغلق حالياً والواقع شمال المنطقة الحدودية عالية التسليح، يعد مثالاً على ما يمكن أن يحققه البلدان رغم التوترات العسكرية والسياسية.
استئناف الرحلات إلى الجبل الحدودي
أثار رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، احتمالية استئناف الرحلات إلى كومكانغ، في محاولة لاستئناف التعاون بين الكوريتين.
وخلال قمتهما في مدينة بيونغ يانغ في سبتمبر/أيلول 2018، وافق مون وكيم على استئناف الرحلات إلى كومكانغ وإعادة فتح مجمع كايسونغ "بمجرد تهيئة الأجواء".
وفي أبريل/نيسان 2018، وصف دونالد ترامب منتجع جبل كومكانغ بأنه "موقع مدهش"، لكنه قال إن الوقت "غير مناسب" للسماح للكوريين الجنوبيين بالزيارة.
وعلى الرغم من انتقاده للمعمار الكوري الجنوبي، قال كيم: "سنرحب دائماً بأبناء مواطنينا من الجنوب إذا كانوا يريدون القدوم إلى جبل كومكانغ بعد أن يتم بناؤه بشكل رائع كوجهة سياحية على المستوى العالمي".
كيم انتقد سياسة والده
انتقد كيم كذلك "أسلافه" -ويُعتقد أن هذه كانت إشارة مستترة إلى والده كيم جونغ إيل- لتشجيعه الجنوب على الاستثمار في كومكانغ.
وقالت الوكالة الرسمية إن كيم "وجّه انتقادات حادة للسياسة الخاطئة التي انتهجها أسلافه بالاعتماد على الآخرين إذا لم تتسم البلاد بالقوّة الكافية".
ويشجع الزعيم الكوري الشمالي السياحة باعتبارها عنصراً أساسياً في سياسته الخاصة بالنمو الاقتصادي "المعتمد على الذات".
وقالت افتتاحية في صحيفة Rodong Sinmun الحكومية: "يجب على الناس جميعاً ترسيخ فكرة أن الاعتماد على الذات هو السبيل الوحيد للعيش. ولا يوجد ما هو أكثر حماقة من توقّع مساعدة الآخرين في وقتنا هذا".
ويأتي نهج كيم الهادف إلى الاعتماد على الذات في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من بلوغ انعدام الأمن الغذائي في كوريا الشمالية "مستوى ينذر بالخطر"، حيث يعاني ما يقرب من 11 مليون شخص من سوء التغذية.
وقال توماس أوجيا كوينتانا، مقرر الأمم المتحدة المستقل المعنيّ بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، إن هناك ما يقدر بنحو 140.000 طفل يعانون من "نقص التغذية"، من بينهم 30.000 "يواجهون خطر الموت المتزايد".