اقتحمت مجموعة من الفنانين والممثلين المستقلين في لبنان، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، مبنى التلفزيون الرسمي بالعاصمة بيروت، احتجاجاً على عدم تغطيته للتظاهرات الشعبيّة، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
وأكدت وسائل إعلام لبنانية اقتحام التلفزيون، وقال تلفزيون "الجديد" إن "عدداً من الفنانين اقتحموا مبنى تلفزيون لبنان وطالبوا بأن يكون صوت الوطن".
وعرض التلفزيون مقطع فيديو أظهر عدداً من الممثلين اللبنانيين من بينهم بديع أبو شقرا، وعبدو شاهين، وأنجو ريحان.
وعبّر الممثلون عن انزعاجهم من عدم نقل التلفزيون لصوت المتظاهرين الذين يحتجون ضد الحكومة منذ نحو أسبوع، وقالوا إن التلفزيون اللبناني ينبغي أن يكون صوتاً للبنانيين وليس حكراً على أحد.
وأظهر الفيديو محاولات لمنع التصوير من داخل مبنى تلفزيون لبنان.
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن الممثلين الذين دخلوا مبنى التلفزيون، قولهم: "إذا لم يغطِ التلفزيون أخبار التحرّكات فسنعود، ولن يجد الموظّفون طريقاً للدخول إلى مكاتبهم".
وأشاد لبنانيون على مواقع التواصل باقتحام مبنى التلفزيون، وأعربوا عن انزعاجهم من عدم تغطيته للاحتجاجات الواسعة التي تشهدها مدن لبنانية عدة.
وتتواصل الاحتجاجات في لبنان اليوم الثلاثاء، لليوم السادس على التوالي، رغم الإصلاحات الاقتصاديّة التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس الإثنين، لتهدئة الشارع.
وبدأ صباح الثلاثاء، محتجون بالتوافد أمام مصرف لبنان، احتجاجاً على "الهندسة المالية للمصرف، والسياسات الاقتصادية الخاطئة في لبنان"، وفق ما نقلت وسائل إعلام محليّة.
وأفادت غرفة التحكم المروري، بأنّ أغلب الطرقات الرئيسيّة في البلاد التي تربط الشمال والجنوب مقطوعة جزئيّاً، في حين عملت القوى الأمنيّة على فتح بعض الطرقات، كما أقفلت المدارس والجامعة اللبنانيّة والجامعات الخاصّة أبوابها.
إصلاحات لم ترضي الشارع
وأمس الإثنين، كشف الحريري، عن حزمة من الإصلاحات الاقتصاديّة تلبيةً للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأعلن الحريري، إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2020 بدون ضرائب جديدة، مع إقرار بنود عدة وصفها بالإصلاحية، بينها خفض رواتب النواب والوزراء، وإلغاء وزارة الإعلام ومؤسسات وصفها بغير الضرورية، في محاولة لامتصاص غضب الشارع.
فيما يرى مراقبون أنّه "مهما قدّمت الطبقة السياسيّة الحاكمة من حلول، فإن الثقة بين الشارع والدولة اللبنانيّة انعدمت".
وأعقب خطاب الحريري رفض شعبي بساحات الاعتصام لخطته الإصلاحية على وقع هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام"، مشددين على بقائهم في الشارع، وفق ما صرح عدد منهم لوكالة الأناضول.
من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي، باتريك مارديني، أنّه من الطبيعي أن تهبط قيمة الليرة في ظلّ مقاطعة الصرافين بيع الدولار وعندما يعاودون بيعه ستكون قيمته مرتفعة جدّاً.
وتابع: "عندما ترتفع قيمة الدولار تلقائيّاً سوف تهبط قيمة الليرة اللبنانيّة أيّ أنّ رواتب الشعب اللبنانيّ التي يتقاضاها بالدولار سوف تهبطُ تلقائياً".
وأردف مارديني في شرحه: "هذا يدّل على أنّ مشاريع الدولة ممولة من جيب الشعب اللبنانيّ من خلال تدنّي سعر صرف العملة أيّ من خلال تدني قدرته الشرائيّة".
ويشهد لبنان، منذ الخميس، تظاهرات غاضبة في عدة نقاط بالعاصمة بيروت ومدن أخرى، عقب إعلان الحكومة تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام القادم، تطال قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي، وغيره، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة.