تذكرون الأب الذي أخفى أسرته في بيت ريفي في هولندا لـ 10 سنوات؟ وقيل وقتها إنه أخفى أبناءه الستة هناك انتظاراً لنهاية العالم، يبدو أنه فعل ذلك لسبب أغرب، وهو محاولة تأسيس طائفة دينية جديدة.
إذ أفادت تقارير إعلامية بأنه فعل ذلك في محاولة منه لتأسيس طائفة دينية جديدة، إذ يعود هذا البيت لكنيسة التوحيد المثيرة للجدل التي أسسها القس سون ميونغ مون، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
اعتقل الرجل، الذي يبلغ من العمر 67 عاماً والذي لم تحدد الشرطة هويته لكن الحركة التي تعرف عادة باسم Moonies سمّته غيريت جان فان دورستن، يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول للاشتباه في "سلب الناس حريتهم، والإضرار بصحة الآخرين، وغسيل الأموال"، حسبما ورد في بيان الشرطة.
وقالت الشرطة إنها كانت تحقق في مزاعم بأن هناك "معتقداً إيمانياً" وراء هذه القضية. وجاء في البيان: "لدينا أسباب للاعتقاد في أن الناس لم تبقَ في هذا المبنى بإرادتهم الحرة، يتطلب الموقف أسلوباً حَذِراً أثناء منح الانتباه والرعاية للشباب الذين عُثِّر عليهم".
وعُثرت الشرطة على خمسة شباب يُقال إنهم إخوة ويُعتقد أن أعمارهم تتراوح بين 18 إلى 25 عاماً. ووجدهم أفراد الشرطة في غرفة خفية مع رجل قالوا إنه والدهم بعد أن وصل أخوهم السادس، يفترض أنه الآخر الأكبر، إلى أحد المقاهي المحلية وقال للمالك إنهم بحاجة إلى المساعدة العاجلة.
كما مثُل ساكن المزرعة، وهو رجل نمساوي عمره 58 عاماً، تقول الكنيسة إن اسمه جوزيف برونر، أمام قاضي التحقيق بتهم مشابهة وأُمر بحبسه لمدة أسبوعين.
كان عضواً بحركة دينية في الثمانينيات
أُسس الاتحاد الدولي للسلام -وهو الاسم الذي تطلقه الكنيسة على نفسها الآن- في عام 1954 واشتهرت بحفلات الزفاف الجماعية.
وقالت الشرطة إن بإمكانها تأكيد أن فان دورستن "كان عضواً في الحركة لفترة قصيرة في منتصف الثمانينيات" لكنه تركها في عام 1987، مضيفة أنه كان "معروفاً بأنه يعاني من اضطرابات عقلية" ولم يسمع منه أخوه منذ أكثر من 30 عاماً، وأنه لا يوجد أي سجلات تشير إلى أن برونر كان مشتركاً في الحركة على الإطلاق.
وأفادت تقارير على محطة تلفزيون RTV Drenthe المحلية بأن الرجل النمساوي كان عضواً في الكنيسة، حيث تقابل هو والرجل الآخر. وأفادت التقارير أيضاً بأن الإخوة نُقلوا من أحد المتنزهات إلى المنزل الريفي بعدما رأهم زائرو المنتزه وهم يؤدون طقوساً دينية مثل السير في دوائر والتقطوا لهم صوراً.
3 آخرين من أبنائه هربوا
ظهر 3 أشخاص يقولون أيضاً إنهم أبناء فان دورستن، وإنهم هجروا الأسرة منذ 8 سنوات ولم يسمعوا أي أخبار من الآخرين منذ حينها.
فيما قال الجيران للإعلام الهولندي إنهم افترضوا أنه انتقل إلى كوريا الجنوبية، حيث تأسست الحركة، أو مات، وقال أحدهم إنه لم يحضر جنازة والدته.
أصدقاؤه القدامى من الحركة الدينية يروون قصة اختفائه المفاجئ
قال ويليام كوتسييه، أحد أعضاء الكنيسة في أمستردام، لصحيفة Algemeen Dagblad الهولندية إنه بعد أن ترك فان دورستن الحركة ذهب إلى ألمانيا حيث "اختفى عن أنظارنا". وقال إنه اعتقد أن الأب "بالاشتراك مع شخص آخر بدأ منذ حينها طائفتهم الدينية الخاصة بهم".
قال كوتسييه إن فان دورستن كان عضواً نشيطاً في الحركة في ألمانيا والنمسا، وتزوج بعد ذلك من امرأة نمساوية. وأضاف: "سمعت من أعضاء أكبر سناً أنه كان شخصاً روحانياً للغاية وأنشأ مجموعة مع أسرته"، موضحاً: "أحياناً يبدأ الروحانيون كنيستهم الجديدة أو حركاتهم. أعتقد أن هذه كانت حالته. من الممكن أن يكون هذا هو ما كان يفكر فيه، أنَّ لديه مهمة خاصة".
وقال أخو برونر في تصريحات منفصلة إنَّ النمساوي سبق وانضم لطائفة دينية بعد أن ترك الخدمة العسكرية، لكنه لم يقل أي طائفة.
وأضاف لصحيفة Kronen Zeitung النمساوية: "كان في طائفة دينية"، مضيفاً: "لم نتصل ببعضنا منذ 10 سنوات. أخبرته بأن يغرب عن وجهي عندما أرادني أن أكون راعيه المالي".