نشرت ملكة الأردن رانيا العبد الله، على حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، رسالة وجهتها إلى الشعب الأردني، تردُّ فيها على اتهامات طالتها خلال الفترة الماضية، فيما يتعلق بأكادميتها لتدريب المعلمين.
وقالت الملكة، في رسالتها، إنها عاتبة على شعبها، وإنها فضَّلت الخروج شخصياً لتوضيح بعض الأمور المغلوطة والشائكة.
وكتبت الملكة: "ظننت لبرهة أنّي اعتدت الزج المتعمّد بي بين الحين والآخر ومن حيث لا أدري، في نقاشات أخذت حيزاً في الرأي العام، إلى أن جاءت الأزمة الأخيرة، التي أحمد الله على انتهائها وعودة طلابنا إلى أحضان مدارسهم، لأجد نفسي هذه المرة وسط عاصفة وحملة تشويه غير متكافئة الأطراف، ولا أعلم كيف قرر البعض إقحامي فيها. امتنعت عن التعليق في السجال الدائر خلال الأسابيع الأخيرة حتى لا اُتهم باختطاف المشهد، لكن للحقيقة علينا حق، ومهما تغيَّر الزمن".
وتابعت أنها توقعت أن ستاً وعشرين سنة من العمل في مجالات حماية الأسرة والطفل وتنمية المجتمعات المحلية كفيلة بإثبات حسن نواياها، وأشارت إلى أنها حين قررت المساهمة في مجال التعليم، تلقت توصيات المقربين منها بالابتعاد.
أكاديمية الملكة التي تسبَّبت في أزمة
وعن أكاديمية الملكة رانيا، قالت إنها أطلقت مبادرات لسد فجوات لمستها في بيئتنا التعليمية، وأكدت أنها سعت دائماً لطرح نماذج وأساليب جديدة في التعامل مع بعض التحديات، وتابعت أنه لم يكن في أهدافها تبنِّي المنظومة التعليمية، مؤكدة أن ذلك كان وسيبقى مسؤولية وزارة التعليم.
واستذكرت الملكة تراجع النظام التعليمي الأردني عام 2016 قائلة: "وفي عام 2016، وبعد التراجع الملحوظ لتنافسية نظامنا التعليمي في المؤشرات العالمية، جاءت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية لتوصي بأهمية تأهيل المعلم قبل دخوله الغرفة الصفية وانخراطه في سلك التعليم، وبعد أن لمست ذلك في الميدان أيضاً. ودون تردد وبإجماع على نُبل الهدف والمسعى، عملت الأكاديمية جاهدة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبدعم حكومي هذه المرة، على تأسيس وإطلاق برنامج وطني للدبلوم المهني للمعلمين لإعداد أعلى الكفاءات لمهنة التعليم. فنحن لا نقبل الطبيب والمهندس غير المؤهل لأنفسنا، فكيف لا نطمح لمعلم مسلح بأفضل المهارات لفلذات أكبادنا؟".
وقالت إن عمل الأكاديمية الذي أشعرها والملك عبدالله بالفخر، قوبل في الطرف الآخر بتشكيك في النوايا، ومحاولة لوضع سقف لطموحنا وتوقعاتنا من أبنائنا، بحسب قولها.
الملكة رانيا تتحدث عن الربيع العربي
وعن الاتهامات الموجهة لها والتي تعلقت بميزانية الأكاديمية، أكدت الملكة أنها لطالما حرصت على ألا تكلف موارد الدولة الملحية أية أعباء مالية.
وأضافت: "لم أنكر يوماً أن هذا البرنامج قد مُول حكومياً، فمشروع بهذا الحجم لن تتمكن أي مؤسسة غير حكومية من تنفيذه دون دعم حكومي وإجماع وطني. فهاجموا الأكاديمية لأنها شركة وتناسوا أنها غير ربحية، وادّعوا استيلاءها على أراض حكومية وغضوا نظرهم عن ملكية الجامعة الأردنية لأرضها، وادّعوا التدخل في السياسات وأغفلوا التوضيح حول طلب الأكاديمية عدم شمولها في تفاصيل المسار المهني قبل أكثر من خمسة أشهر".
فيما أشارت الملكة في رسالتها إلى الربيع العربي، قائلة إن كلَّ مَن لديه مشكلة مع الدولة ومؤسساتها، وكل باحث عن الشهرة والإثارة يهاجم الملكة رانيا، ومبادرات الملكة، وفستان الملكة!
وفي نهاية الرسالة قالت الملكة إنها تكتب هذه الكلمات وهي على مشارف الخمسين من عمرها، ولم تتوقع أبداً أن يتخذ عملها ومبادراتها للإساءة لها، مؤكدة أن لا مصلحة لها ولا منفعة سوى خدمة الأردن.
الاتهامات التي أزعجت الملكة رانيا
ويُشار إلى أنه وجّهت اتهامات للملكة رانيا بالتزامن مع إضراب معلمي الأردن، إذ قال سياسيون وناشطون إنه لا يمكن أن تمنح سلطة لأكاديمية الملكة رانيا أكثر من سلطة وزارة التربية، وهذا ما دفعها للتعليق والتوضيح.
وبدأت الأزمة بين المعلمين والحكومة في 5 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب استخدام قوات الأمن القوة لفض وقفة احتجاجيةٍ نظَّمها معلمون بالعاصمة عمّان، للمطالبة بعلاوة مالية، وجراء ذلك، تم توقيف عشرات من المعلمين المحتجين آنذاك، وسرعان ما تصاعدت الأزمة؛ حيث قرر المعلمون الدخول في إضراب مفتوح عن العمل.
وبعد شهر كامل من إضراب يعتبر الأطول بتاريخ الأردن، نجح المعلمون الأردنيون في الحصول على مطالبهم كاملةً، مدعومين بالتفاف شعبي كبير حولهم، أدى إلى صمودهم أمام المحاولات الحكومية لكسر إضرابهم، إذ تعتبر نقابة المعلمين النقابة الأكبر في البلاد، وتضم نحو 140 ألف معلم ومعلّمة، يدرّسون لنحو مليون طالب وطالبة.