نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC نقلاً عن وكالة الأنباء الكورية المركزية KCNA مجموعة من الصور للزعيم الكوري الشمالي كيم وهو يمتطي جواداً أبيض على قمة جبل بايكتو المغطى بالثلوج.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها إلى هذا الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 2750 متراً، ويقول محللون إنه من المعروف أن مثل هذه الممارسات تأتي عادة قبل الإعلان عن قرارات كبرى.
ويحتل هذا الجبل مكانةً خاصة في هُوية البلاد ويُحتفى به باعتباره مسقط رأس والد كيم جونغ أون.
وقال تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية صدر الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول: "امتطاؤه جواداً على جبل بايكتو حدث عظيم ذو أهمية كبيرة في تاريخ الثورة الكورية".
وأضاف التقرير: "أثناء جلوسه على صهوة جواده على قمة جبل بايكتو، استرجع، وعاطفة قوية تجتاحه، طريق الكفاح الشاق الذي قطعه من أجل القضية العظيمة المتمثلة في بناء أقوى دولة، بإيمان وإرادة يماثلان في قوتهما جبل بايكتو".
مسرحية لجذب الانتباه؟
يُذكر أنه زار الجبل عام 2017 قبل أسابيع قليلة من خطاب العام الجديد، الذي لمّح فيه إلى تقارب في العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الجنوبية.
لنتحدث أولاً عن هذه الصور المهيبة.
لا شيء يستحضر صورة القوة مثل صورة القائد الذي يمتطي حصاناً أبيض، وهو يخترق ثلوج بدايات الشتاء وينطلق عبر أكثر الأماكن قدسية في شبه الجزيرة الكورية.
وقد تكون هذه محاولة لإظهار قوة وسلطة "سلالة باكيتو"، وهي السلالة التي ينتمي إليها كيم. وهي رسالة تذكير لا تخفى كثيراً عن الكوريين الشماليين بسلطة زعيمهم، وكذلك براعته في ركوب الخيل.
ولكن ثمة بعض المقتطفات في التقرير الإعلامي الحكومي التي ينبغي أن نتوقف عندها.
والسطر الأخير على وجه الخصوص لافت للنظر. إذ قيل لنا إن بعض المسؤولين مع كيم كانوا مقتنعين بأن "ثمة عملية كبيرة ستصيب العالم بالذهول".
هدوء قبل العاصفة
وكانت زيارات كيم جونغ أون السابقة لجبل بايكتو تأتي قبل اتخاذ قرارات كبرى.
وثمة تكهنات بأن كيم هذه المرة قد يعيد التفكير في وعده بالامتناع عن اختبار الصواريخ بعيدة المدى والأسلحة النووية.
والمحادثات مع الولايات المتحدة متوقفة الآن والشؤون الداخلية والخارجية الأخرى تشتت انتباه دونالد ترامب بعض الشيء.
ولعل الزعيم الكوري الشمالي يستغل الهواء الجبلي المنعش للتفكير في طرق لجذب انتباه إدارة ترامب.
إذ منحت بيونغ يانغ الولايات المتحدة مهلة حتى نهاية هذا العام للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي.
وقد طالب كيم كثيراً بتخفيف العقوبات مقدماً قبل اتخاذ أي خطوات لوقف برنامجه النووي، لكنه فشل حتى الآن في إقناع واشنطن.
أو ربما يشعر بأنه قد حان الوقت لزيادة الضغط بتجربة القليل من الصواريخ الأخرى؟
أو ربما رغب زعيم كوريا الشمالية في الاستمتاع ببوادر ثلوج الشتاء فحسب؟
لغز جبل بايكتو
تقول تقارير إن كيم تسلق جبل بايكتو ثلاث مرات على الأقل، وزار الجبل برفقة رئيس كوريا الجنوبية مون جاي عام 2018.
وقد سبق أن نشرت وكالة الأنباء الكورية المركزية صوراً لكيم فوق الجبل، بعد تسلقه إياه وهو يرتدي حذاءً جلدياً أسود.
ويُقال إن جبل بايكتو، وهو بركان نشط، هو مسقط رأس دانغن، مؤسس أول مملكة كورية منذ أكثر من 4000 عام.
ويبعد الجبل بضع مئات من الكيلومترات عن العاصمة بيونغ يانغ، ويقع مباشرة على الحدود بين كوريا الشمالية والصين.
يذكر أن مسؤولين كوريين شماليين أجروا محادثات مع مسؤولين أمريكيين في السويد أوائل هذا الشهر، وهي المحادثات الأولى منذ التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم لفترة وجيزة في المنطقة الحدودية بين الكوريتين في يونيو/حزيران الماضي.
وقال كيم ميونغ جيل، كبير المفاوضين النوويين لكوريا الشمالية، إن المفاوضات "لم تفِ بتوقعاتنا وتوقفت في النهاية".
لكن الولايات المتحدة أكدت أن "المحادثات كانت جيدة".
ويُذكر أن كوريا الشمالية أطلقت، قبل المحادثات، نوعاً جديداً من الصواريخ الباليستية، وهو اختبارها الحادي عشر هذا العام.