أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أنّ عملية إعادة انتشار للقوات الأمريكية "تتم الآن في شمالي سوريا، وشمالي شرقها"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وجاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي للـ"بنتاغون"، عقب إعلان البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، رفضا لـ "الانخراط في قتال مع حليف قديم في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالنيابة عن قوات سوريا الديمقراطية "، حسبما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية (رسمية).
ترامب يريد مغادرة سوريا
ويأتي بيان البنتاغون في وقت تستمر فيه العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا مع فصائل من المعارضة السورية، والتي تقول إنها تهدف لطرد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية من المنطقة الحدودية، حيث تعتبر أنقرة هذه القوات امتداداً لقوات حزب "العمال الكردستاني" المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وأنقرة، وأوروبا.
وأعلنت واشنطن يوم الأحد الماضي على نحو مفاجئ سحب قواتها المتبقية وقوامها ألف جندي من شمال وشمال شرق سوريا، والتي قاتلت إلى جانب القوات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ 2014.
وقال ترامب إن القوات الأمريكية ستبقى بأعداد صغيرة في التنف جنوب سوريا "لمواصلة القضاء على فلول الدولة الإسلامية". لكن قاعدة التنف لن تفعل شيئاً يذكر لدعم العمليات في أماكن أخرى من البلاد.
ويريد ترامب إخراج الولايات المتحدة من حروب "لا نهاية لها" في الشرق الأوسط تطبيقاً لرؤيته بأن الولايات المتحدة يجب ألا تضطلع بدور شرطي العالم، غير أنه أعلن الانسحاب من سوريا في الوقت الذي أرسل فيه آلاف الجنود إلى السعودية.
وقال ترامب على تويتر يوم أمس الإثنين "كل من يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد فهو أمر جيد بالنسبة لي، سواء كانت روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت.. آمل أن يبلوا جميعاً بلاء حسناً، فنحن على بعد 7000 ميل!".
معتقلو "داعش"
وعلى صعيد آخر، قال مسؤول رفيع في البنتاغون، إن القوات الأمريكية ما زالت تسيطر على معتقلي تنظيم "داعش" المحتجزين في شمال شرق سوريا.
كما أشار أنّ عددا من معتقلي التنظيم المُصنف على لوائح الإرهاب والذين يشكلون "خطورة بالغة" تم نقلهم إلى "أماكن سرية" لن يكشف عنها، حسب المصدر ذاته.
والخميس الماضي، قال مسؤولان استخباراتيان عراقيان، إن الولايات المتحدة نقلت نحو 50 سجيناً من تنظيم "داعش" من سوريا خلال الأيام الأخيرة، وبصدد تسليمهم إلى العراق خلال ساعات.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، الدول الأوروبية من نقل مئات المشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" من سجون في شمال شرقي سوريا إلى العراق.
وأبدت المنظمة قلقها من أن بعض الدول الأوروبية التي لا تريد استعادة مواطنيها المشتبه بهم تسعى لنقلهم إلى العراق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال إن بلاده ستعمل على ضمان عدم مغادرة مقاتلي "داعش" شمال شرقي سوريا، وأضاف وسنتعاون مع الدول التي ينتمي لها الإرهابيون والمؤسسات الدولية لإعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم.
ويوم الأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وتقول أنقرة إن العملية العسكرية تهدف إلى القضاء على "الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".