أخبرت الناشطة والصحفية المصرية البارزة إسراء عبدالفتاح النيابة بأنها تعرضت للتعذيب والضرب في أثناء القبض عليها في القاهرة نهاية هذا الأسبوع، وفق ما نقلته صحيفة Middle East Eye البريطانية عن أصدقائها ومحاميها.
أُلقِيَ القبض على إسراء عبدالفتاح (41 عاماً)، وأحد أبرز زعماء ثورة 2011، وصديقها الصحفي المصري محمد صلاح، من قِبل ضباط بزي مدني مساء السبت الماضي 12 أكتوبر/تشرين الأول.
قال محاميها خالد علي إنها واحدة من آلاف المصريين الذين اعتُقِلوا في الأسابيع الأخيرة، وأُضيف اسمها إلى قضية تتعلق بمجموعة من المعارضين المتهمين جميعهم بالانضمام إلى جماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. نفت إسراء هذه الاتهامات.
إسراء عبدالفتاح تعرضت للتعذيب ومحاولة الخنق
في حديثها إلى النيابة يوم الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول، قدَّمت إسراء سرداً للمعاملة التي خضعت لها بعد اعتقالها، وضمن ذلك تجريدها من قميصها واستخدامه لخنقها، وتعليق يديها المقيدتين فوق رأسها ثماني ساعات.
نشر صلاح هذه التفاصيل على موقع فيسبوك يوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين اﻷول. وقال إن إسراء هُددت بأنها إذا تحدثت علناً عن ملابسات استجوابها، فستواجه تعذيباً أسوأ، وستُسرّب صور شخصية لها إلى وسائل الإعلام.
لكن صلاح قال إنها أرسلت رسالة إلى محاميها وأصدقائها، مفادها أنها "مستعدة لدفع ثمن فضح ما حدث لها، ليتمكن الناس من إدراك الحقيقة".
وقالت سولافة مجدي، وهي صديقة أخرى لها، إن إسراء قرَّرت بدء إضراب عن الطعام بعد نقلها إلى سجن القناطر النسائي.
بحسب سولافة، تعاني إسراء حالياً كدمات في يديها وكتفيها وظهرها.
غردت سولافة على تويتر قائلة: "تخبركم إسراء بأنها قوية وقادرة على التحمل، لكن ابقوا بجانبها وانشروا قصتها".
بعد أن رفضت منحهم كلمة المرور الخاصة بهاتفها
شاركت إسراء في تأسيس حركة شباب 6 أبريل عام 2008 مع أحمد ماهر، لدعم حقوق العمال وحشد المصريين لمجموعة من المطالب المؤيدة للديمقراطية. وكانت المجموعة من بين المنظمين الرئيسيين لاحتجاجات 2011، وهي الآن في حكم المحظورة.
إسراء الآن متخصصة في وسائل الإعلام الرقمية وصحفية بجريدة "اليوم السابع" المؤيدة للحكومة.
كتب صلاح على موقع فيسبوك أنها هي وهو كانا في سيارتها مساء السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول، حين أوقفتهما سيارتان تحملان "ضباط أمن مسلحين يرتدون زياً مدنياً ويحملون أجهزة اتصال لا سلكية".
وأضاف: "أخذوها في سيارة، واقتادوني إلى أخرى لمدة ساعة. بعد الضرب وتعصيب عينيَّ لمدة ساعة، تركوني على طريق سريع".
وفقاً لشهادة إسراء يوم الأحد، والتي نقلها صلاح، قالت إنها تعرضت للتهديد البدني حين رفضت إعطاءهم كلمة المرور الخاصة بهاتفها، في مقر الأمن الوطني بالقاهرة بعد اعتقالها.
كتب صلاح أن عدة ضباط ضربوها بشدة، لكنها ظلت ترفض فتح هاتفها.
يقول: "جُن جنون الضابط، وجردها من قميصها ثم استخدمه لخنقها من عنقها. وأخبرها: إما أن آخذ الباسوورد، وإما حياتك". وأمام التهديد بالقتل، أخبرت إسراء الضباط بكلمة المرور.
رغم ما تعرضت له من تعذيب وضرب
أضاف صلاح أن الضباط قيَّدوا يديها وعلقوها فوق رأسها على الحائط، وقيَّدوا ساقيها، وظلت في هذا الوضع ثماني ساعات، في أثناء استجوابها بشأن نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع بعض الأشخاص.
وقال مستشهداً بشهادة الناشطة: "طريقة التعذيب هذه تسعى لشد الجسم دون إعطاء أي مساحة لثني الركبة أو الجلوس".
وقال خالد علي، محامي إسراء، إنه شاهد علامات الضرب على ذراعها في أثناء جلسة الاستماع يوم الأحد.
وأضاف: "كانت علامات الضرب واضحة على ذراعيها، حيث رأينا تورماً في الذراعين وكدمات دموية، والتي كانت -من وجهة نظرنا- متوافقة مع شهادتها، بأنها ضُربت بالأيدي والقبضات".
وقال علي إن النيابة أمرت باحتجاز إسراء قبل المحاكمة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
يأتي اعتقال إسراء في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر استياء شعبي منذ سنوات.
جرى اعتقال ما لا يقل عن 3120 شخصاً، من بينهم نشطاء معروفون وصحفيون ومحامون، منذ 20 سبتمبر/أيلول، عندما اندلعت الاحتجاجات على سلسلة من مزاعم الفساد التي وجهها رجل الأعمال محمد علي إلى السيسي وغيره من كبار المسؤولين.
أُطلق سراح مئات ممن قُبض عليهم في حملة قمع في سبتمبر/أيلول، خلال الأسبوع الماضي. لكن آخرين -ومن ضمنهم الناشط البارز علاء عبدالفتاح، الذي لا يمتُّ إلى إسراء عبدالفتاح بِصِلة، واجهوا تجديد الحبس.