يزور رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إيران، السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019؛ في مساعٍ لـ "تخفيف حدة التوتر" بين الرياض وطهران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن إعلام باكستاني، أن خان سيجري زيارة هي الثانية له لطهران، السبت.
زيارة خان جاءت بطلب من ترامب وولي العهد السعودي
وقالت الخارجية الباكستانية، الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول، إنه "من المحتمل أن يزور خان السعودية وإيران، الشهر الجاري، في إطار المحاولات لتخفيف حدة التوتر بين البلدين"، دون أن تحدد موعد الزيارتين.
وكان خان قد كشف الشهر الماضي عن طلب كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منه الوساطة في الأزمة الحالية مع طهران.
وقال آنذاك في مؤتمر على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن ترامب طلب منه "التوسط في الأزمة الحالية مع طهران" مؤكداً أنه تحدث بالفعل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في هذا الصدد.
إيران ترحب بهذه التحركات
وكان العديد من المسؤولين من باكستان والعراق قد كشفوا قبل أسابيع، أن السعودية وإيران تتجهان نحو محادثات غير مباشرة في محاولة للحد من التوترات التي دفعت الشرق الأوسط إلى حافة الحرب. بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن رفض الرئيس ترامب الرد على إيران على خلفية هجوم 14 سبتمبر/أيلول هو الذي أدى إلى "تبعات غير مقصودة" دفعت السعودية إلى البحث عن حل للصراع بنفسها. وهذا الحل، بدوره، يمكن أن يُفشِل مساعي ترامب لتشكيل تحالف عربي لعزل إيران.
وفي الأسابيع الأخيرة، قال مسؤولون من العراق وباكستان إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب من زعيمي هذين البلدين التحدث مع نظيرهما الإيراني حول وقف التصعيد. وقد رحبت إيران بهذه الإشارات، وذكرت سراً وعلناً أنها مستعدة لبدء محادثات مع السعودية.
تقول The New York Times إن مجرد التفكير في هذه المحادثات يمثل تحولاً ملحوظاً، إذ يأتي بعد بضعة أسابيع فقط من هجوم منظم على منشآت نفطية سعودية أدى إلى تهديدات عدائية في الخليج. وقد يكون لأي نوع من المصالحة بين السعودية وإيران تبعات بعيدة المدى على الصراعات في المنطقة.
أي تقارب بين السعودية وإيران سينعكس على اليمن
وتشكل اليمن الساحة الرئيسية للمواجهة بين إيران والسعودية، حيث تدعم طهران جماعة الحوثي، التي أعلنت السعودية الحرب عليها قبل سنوات.
وتتهم الرياض طهران بدعم الحوثيين الذين يشنون هجمات شبه يومية على الأراضي السعودية باستخدام صواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار.
ومن شأن أي تقارب بين السعودية وطهران أن ينعكس على الحرب في اليمن، حيث وصلت الأوضاع هناك إلى حالة من الجمود، ولم يتمكن أي طرف من حسم المعركة لصالحه.
وفي مؤشر لحدوث تقدم في المحادثات بين السعودية وإيران، نشر الكاتب الإماراتي عبدالخالق عبدالله المقرب من ولي عهد أبوظبي تغريدة له على صفحته بموقع تويتر قال فيها: "أبشركم انه يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة لوقف الحرب في اليمن".
مهمة خان الصعبة
الشرخ الكبير الحاصل بين الطرفين ليس من السهل معالجته، فانعدام الثقة بين هاتين القوتين في الشرق الأوسط لا يزال كبيراً، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز، وهو الأمر الذي يجعل من مهمة عمران خان بالصعبة.
وتستعبد الصحيفة احتمال إجراء محادثات مباشرة رفيعة المستوى بين الطرفين في الوقت القريب، إلا أنها ترى أن حدوث مثل هذا "الود الطفيف" من شأنه أن يمتد تأثيره إلى خارج حدود كل منهما.
ويأتي تحرك عمران، بعد وصول التوترات إلى ذروتها بين إيران من جهة، والسعودية وأمريكا وحلفائهما من جهة أخرى، فقد تصاعدت التوترات بشكل أساسي منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، العام الماضي، وفرضه عقوبات على القطاعات النفطية والمصرفية لطهران.
ومعت تتابع التصعيدات لتشهد منطقة الخليج توتراً كبيراً، وضعها على حافة الحرب، خاصة بعد هجمات استهدفت منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية، تبنتها جماعة الحوثي.
وحملت واشنطن إيران مسؤوليتها عنها، فيما نفت الأخيرة أي صلة لها بالهجمات وهددت بالرد في حال تم استهدافها عسكرياً.