أفاد التلفزيون الرسمي العراقي، بأن وزير الدفاع نجاح الشمري، أمر بوضع كافة الوحدات العسكرية في حالة تأهب، على خلفية موجة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد، منذ الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وأغلقت قوات الأمن كافة منافذ المنطقة الخضراء وسط العاصمة بالكامل، في ظل انتشار قوات الرد السريع في شوارع بغداد، وخاصة شارع أبو نؤاس القريب من ساحة التحرير، في ظلِّ الحديث عن ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى خلال ثاني أيام المظاهرات، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول.
ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات العراق
قالت مصادر بالشرطة لرويترز إنَّ اشتباكات بالأسلحة اندلعت بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة الناصرية بجنوب العراق، الأربعاء، في حين تم نشر قوات مكافحة الإرهاب، بعد أن فقدت الشرطة السيطرة على الوضع.
بينما أشارت وكالة "الأناضول"، إلى مقتل متظاهرين وشرطي في محافظة "ذي قار" جنوبي العراق، الأربعاء، وفق مصدر طبي مسؤول، ليرتفع عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة والفساد في العاصمة بغداد وعدة محافظات على مدار يومين، إلى 10 بينهم رجل أمن، وفق مصادر متطابقة.
وقال مصدر في صحة محافظة "ذي قار" للأناضول، إن "حصيلة ضحايا مظاهرات الأربعاء في المحافظة بلغت 4 وفيات من المتظاهرين، بالإضافة إلى منتسب للشرطة، فضلاً عن عشرات الجرحى".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن "إصابات بعض الجرحى خطيرة، ما قد يزيد عدد الوفيات".
ولم يوضح المصدر كيفية سقوط القتلى، غير أن ناشطين وشهود عيان قالوا في وقت سابق اليوم، إن قوات مكافحة الشغب استخدمت الرصاص الحي في تفريق احتجاجات أمام وداخل مبنى مجلس المحافظة.
وفي السياق، قال مصدر أمني للأناضول، إن "السلطات الأمنية في محافظة ذي قار قرَّرت فرض حظر التجوال في المحافظة، اعتباراً من الساعة الثامنة من مساء اليوم (17.00 تغ)"، دون تفاصيل.
ومتظاهرون يحرقون مقار حكومية
قال مصدر أمني عراقي، الأربعاء، إنَّ المئات من المتظاهرين أضرموا النيران في البوابة الخارجية لمبنى مجلس محافظة الديوانية جنوبي البلاد، في محاولة لاقتحامه.
وفي تصريح للأناضول، قال صفاء كامل، ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات الفرات الأوسط (تابعة للجيش)، إن "المتظاهرين أضرموا النيران في البوابة الخارجية للمبنى، الذي فرضت قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى إجراءات مشددة لمنع اقتحامه من قبل المتظاهرين".
وأوضح كامل أن "قوات مكافحة الشغب مخوّلة باستخدام الغازات المسيلة للدموع والمياه والهراوات لمنع اقتحام المبنى"، مشيراً إلى أن "المئات يتجمهرون بالقرب من المبنى في محاولة لاقتحامه".
وفي محافظة بابل (جنوب)، قال شهود عيان، إن "قوات مكافحة الشغب استخدمت الرصاص الحي وخراطيم المياه والهراوات، لفضّ اعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة".
وأضاف الشهود في اتصالات مع مراسل الأناضول أن "العشرات من المتظاهرين أصيبوا بجروح جراء فض الاعتصام".
والثلاثاء، تظاهر آلاف العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد ومحافظات أخرى، مطالبين بتوفير الخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، وتوفير وظائف، والقضاء على البطالة والفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة.
الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس
دعت الأمم المتحدة، الأربعاء، السلطات العراقية إلى "ضبط النفس"، معربة عن أسفها لسقوط ضحايا في التظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات أخرى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وقال دوغريك إن "الممثلة الخاصّة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، دعت إلى ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات، لضمان سلامة المتظاهرين السلميين، مع الحفاظ على القانون والنظام وحماية المواطنين والممتلكات العامّة والخاصّة".
وأضاف أن "هينيس-بلاسخارت أبدت أسفها الشديد لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية".