أعلنت السعودية، اليوم السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019، أنها ستفرض غرامات على 19 مخالفة تتصل بالذوق العام، مثل ارتداء ملابس غير لائقة، والتصرفات الخادشة للحياء العام، وذلك في إطار انفتاح المملكة على السائحين الأجانب.
ويتزامن قرار وزارة الداخلية مع إطلاق نظام تأشيرات يتيح للسائحين من 49 بلداً زيارة أحد أكثر بلدان العالم انغلاقاً، بحسب ما قالته وكالة رويترز، التي أشارت إلى أن معظم الزائرين الآن للمملكة من الحجاج ورجال الأعمال.
وتشمل الانتهاكات المدرجة على الموقع الإلكتروني للتأشيرة الجديدة، إلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، والبصق، وتخطي طوابير الانتظار بالأماكن العامة، والتقاط الصور والتسجيلات المصورة لأشخاص دون استئذان، وتشغيل الموسيقى في أوقات الأذان وإقامة الصلاة.
وتتراوح الغرامات للمخالفين بين 50 ريالاً (13 دولاراً)، و6 آلاف ريال (1600 دولار).
وقال بيان إعلامي حكومي إنَّ هذه الضوابط تهدف "للتأكد من أنَّ الزوار والسائحين في المملكة على دراية بالقانون المتصل بالسلوك العام، بحيث يلتزمون به".
تهميش لدور "هيئة الأمر بالمعروف"
وذكر البيان أيضاً أنَّ الشرطة السعودية هي فقط المخولة برصد المخالفات وتطبيق الغرامات، وهو تعليق يهمش على ما يبدو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي جرى تكبيل سلطاتها لملاحقة المشتبه بهم أو القبض عليهم في 2016.
وكانت الشرطة الدينية التي يطلق عليها "المطوعون" تعمل على التأكد من أداء الناس للصلاة خمس مرات يومياً وارتداء النساء الحجاب، كما فرضوا أيضاً حظراً على الموسيقى والمشروبات الكحولية والاختلاط بين الجنسين وقيادة النساء السيارات.
ولا تزال الكحوليات محظورة، وهو ما قد يؤدي لعزوف بعض السائحين، كما لم يتضح إن كان سيسمح لأي رجل وامرأة من الأجانب غير المتزوجين بالإقامة في غرفة فندق واحدة.
ورفعت السعودية الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات، كما ازدهرت أعمال أماكن الترفيه العامة، وبعضها كان محظوراً مثل دور السينما، وألغت الكثير من المطاعم والمقاهي الحواجز التي كانت تفصل بين الجنسين ولم تعد توقف الخدمة في أوقات الصلاة.
وتشترك السعودية في الحدود مع العراق شمالاً، ومن اليمن جنوباً، وعلى الرغم من انتشار مساحات صحراوية واسعة بها، فإنها حافلة أيضاً بالجبال الخضراء والشواطئ البكر والمواقع التاريخية، ومنها خمسة مواقعة مسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
تأشيرة لمواطني عشرات الدول
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية، قالت أمس الجمعة، إن التأشيرة السياحية سيبدأ العمل بها اعتباراً من اليوم السبت، مشيرةً إلى أن المملكة ستطلق الحملة الترويجية من 14 عاصمة حول العالم؛ من بينها لندن، ونيويورك، و"برج خليفة" في دبي.
ولفتت إلى أنه سيكون بإمكان المتقدمين الحصول على التأشيرة السياحية خلال مدة لا تتجاوز 7 دقائق، فيما تبلغ رسوم الحصول على التأشيرة السياحية 440 ريالاً للعام الوحد، شاملة التأمين الطبي والضريبة ورسوم المعاملة.
وبحسب "عكاظ" لا تؤثر ديانة المتقدم للتأشيرة على الطلب، لكن غير مسموح لغير المسلمين الدخول لمكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ يسمح للسائح بالإقامة داخل المملكة لمدة أقصاها 90 يوماً خلال العام الواحد.
من جانبه، قال موقع "سكاي نيوز" إن الدول الـ49 التي سيُسمح لمواطنيها بدخول السعودية مباشرة عبر التأشيرة السياحية، هي:
38 دولة من أوروبا وهي: النمسا وبلجيكا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وأيسلندا وإيطاليا ولاتفيا وليختنشتاين وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وأيرلندا وموناكو وأندورا وروسيا ومونتيرو وسان مارينو وأوكرانيا وإنجلترا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وقبرص.
وكذلك سيُسمح لمواطني 7 دول من آسيا بالدخول من دون تأشيرة مسبقة، وهي سلطنة بروناى واليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وكازاخستان والصين، ومن أمريكا الشمالية دولتان، هما الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى أستراليا ونيوزلندا.
وفي أغسطس/آب 2017، أعلنت المملكة عن مشروع كلفته مليارات الدولارات لتحويل 50 جزيرة ومواقع طبيعيّة خلابة أخرى على ساحل البحر الأحمر إلى منتجعات فاخرة.