حثَّت الناشطة المراهقة غريتا ثونبيرغ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وقادة العالم الآخرين على بذل المزيد من أجل البيئة خلال لقاء جمعها به، بعدما قادت نصف مليون محتج بمدينة مونتريال الكندية كجزء من موجة "إضرابات المناخ" العالمية.
التقت به ثم انتقدته: "لا يقوم بما يكفي"
والتقت السويدية البالغة من العمر 16 عاماً على انفراد مع رئيس الوزراء الكندي، لكنَّها قالت بعد ذلك في مؤتمرٍ صحفي مع قادة السكان الأصليين المحليين إنَّه "لا يقوم بما يكفي" للحد من الغازات الدفيئة المسؤولة عن الاحتباس الحراري.
وقالت: "رسالتي لكافة السياسيين حول العالم هي نفسها. فقط استمعوا إلى أفضل العلوم المتاحة حالياً وتحركوا وفقاً لها"، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
على العكس، تحدث ترودو بعد اللقاء
وعلى العكس من ثونبيرغ، قال رئيس الوزراء بعد لقاءه معها وتعهُّده بتمويل زرع ملياري شجرة: "إنَّني متفقٌ معها كلياً. علينا بذل المزيد".
وفي وقتٍ سابق منذ هذا الأسبوع، تعهَّد ترودو، الذي يتزعَّم الحزب الليبرالي، بأنَّ كندا ستبلغ مرحلة صفر انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، لتنضم بذلك إلى 66 بلداً آخر قبلت بالفعل بهذا التعهُّد.
ترودو شارك في مسيرات داعمة للبيئة
اقتطع ترودو وآخرون من قادة الأحزاب الكندية فترة استراحة من الحملة الانتخابية المحتدمة كي ينضموا إلى مسيرة مونتريال إلى جانب نحو 500 ألف محتج بحسب المُنظِّمين.
واندمج ترودو، الذي كان مصحوباً بزوجته وأطفاله، بحشدٍ صاخب لوَّح المشاركون فيه بلافتات كُتِب عليها "احترموا الأرض الأم" و "لنجعل أمريكا غريتا مجدداً"، في تحويرٍ لشعار انتخابي روَّج له ترامب، الذي يُعَد مُشكِّكاً بارزاً في التغيُّر المناخي. (اعتاد ترامب استخدام شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، وحوَّر المحتجون كلمة عظيمة –التي تعني بالإنجليزية Great أو غريت- واستخدموا بدلاً منها اسم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبيرغ).
وقد صوَّر ترودو نفسه في ولايته الأولى باعتباره بطلاً في المعركة ضد الاحتباس الحراري، لكنَّ صورته الناصعة تجاه البيئة تلطَّخت بعد تأميمه خط أنابيب نفطي بهدف إنقاذ مشروع الإنشاء بعد سنوات من التأجيل.
رسالة غير مباشرة لترامب: لماذا التهكم؟
احتلت ثونبيرغ عناوين الأخبار حول العالم في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع بخطابها الذي أُطلِق عليه خطاب "كيف تجرؤون؟"، والذي ألقته أثناء قمة الأمم المتحدة للمناخ، مُتَّهِمةً قادة العالم بخيانة جيلها.
ألهمت المراهقة بعض الشباب الذين انجذبوا إلى قضيتها، لكنَّها تلقَّت كذلك السخرية من آخرين، بمن في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي غرَّد ساخراً بأنَّها "تبدو كفتاة شابة سعيدة للغاية تتطلَّع إلى مستقبلٍ رائع ومشرق".
قالت ثونبيرغ، دون أن تُسمِّي الرئيس الأمريكي، إنَّها لا "تفهم لماذا قد يختار الكبار التهكُّم على الأطفال والمراهقين لمجرد تواصلهم وعملهم وفقاً للعلم في حين أنَّ بإمكانهم عمل شيءٍ جيد في المقابل".
وأضافت: "أصبح صوتنا عالياً للغاية على نحوٍ يصعب على بعض الناس مسايرته، لذا يحاول الناس إسكاتنا.. يجب أن نعتبر هذه مجاملة".
وتجمَّع الجمعة 20 سبتمبر/أيلول أكثر من 4 ملايين من الشباب -والكبار- في "إضرابات المناخ" حول العالم، إذ أصبحت القضية تشغل الرأي العام العالمي مع تسليط عدد من المشاهير والنجوم الضوء عليها.