حذَّر رئيس وزراء باكستان، عمران خان، الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019، من أنه سيكون هناك حمام دم في كشمير عندما ترفع الهند حظر التجول بالإقليم المتنازع عليه، كما حذَّر من أن نشوب حرب شاملة بين الدولتين النوويتين سيعني امتداد تأثيرها إلى خارج حدود البلدين.
وأدلى "خان" بتصريحاته في كلمة مؤثرة بالاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن ألغت الهند الشهر الماضي، الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير.
حملة الهند على كشمير "تشجع التطرف"
وقبل ذلك، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن حملة الهند على المحتجين والمعارضة في كشمير ستدفع مزيداً من المسلمين في العالم إلى التطرف.
وقال "خان" في تجمُّع بمظفر آباد عاصمة آزاد كشمير: "حين تصل الأعمال الوحشية إلى ذروتها، يفضل الناس الموت على هذه الحياة المذلة".
وتابع قائلاً: "أريد أن أقول للهند إنها باعتقال الآلاف تدفع الناس إلى التطرف".
وأضاف: "سينتفض الناس على الهند، ولا يتعلق الأمر بمسلمي الهند فحسب، وإنما هناك 1.25 مليار مسلم حول العالم. كلهم يتابعون ذلك".
وقال "خان" إنه سيحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع المقبل، للدفاع عن قضية الكشميريين.
وحث الناسَ في آزاد كشمير على تجنُّب الاقتراب من خط المراقبة الفاصل بين شطري الإقليم، والانتظار إلى حين طرحه القضية في نيويورك.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إن "الاحتلال العسكري غير القانوني" لإقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة من جانب الهند يثير شبح حدوث "إبادة جماعية".
ترامب يبحث عن حل للأزمة
عبَّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن تلتقي الهند وباكستان لحل خلافاتهما بشأن كشمير، في حين حثه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، على استخدام النفوذ الأمريكي للمساعدة في إنهاء "حصار" الهند للإقليم المضطرب.
والتقى ترامب و "خان" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الإثنين الماضي.
وعاود ترامب التأكيد لـ "خان" أنه مستعد للوساطة بين الهند وباكستان بشأن كشمير. وقال ترامب: "إذا كان يمكنني المساعدة فإني أود فعل ذلك… أريد أن يلقى الجميع معاملة جيدة".
وأبلغ "خان" الرئيس الأمريكي أن كشمير تواجه أزمة إنسانية مع وجود الملايين تحت الحصار. وطالبه بأن يناشد مودي رفع الحصار، قائلاً إن الأزمة قد تتفاقم. وقال "خان": "على الأقل ارفع الحصار"
بعد الحظر الذي فرضته نيودلهي على كشمير
وتمثل كشمير ذات الأغلبية المسلمة نقطة لإشعال التوتر والخلافات بين الهند وباكستان المسلحتين نووياً. وفي الشهر الماضي، ألغت الهند الحكم الذاتي الذي ظل إقليم جامو وكشمير يتمتع به عقوداً بموجب الدستور الهندي.
وتقول الحكومة الهندية إن إلغاء الوضع الخاص لكشمير، الذي كان يسمح لها بسن القوانين أيضاً، يهدف إلى المساعدة في مكافحة الإرهاب، وتعزيز التنمية الاقتصادية بتلك المنطقة.
ويشكل المسلمون ثلثي سكان جامو وكشمير تقريباً، لكن الهندوس يشكلون الأغلبية في الهند بشكل عام.
وتشمل المنطقة التي تسيطر عليها الهند من الإقليم وادي كشمير المكتظ بالسكان ومنطقة تقطنها أغلبية هندوسية حول مدينة جامو بينما تشمل الأجزاء التي تسيطر عليها باكستان شريطا من الأرض في الغرب. وتسيطر الصين على منطقة عالية الارتفاع في الشمال ولا يقطنها الكثير من السكان.