باحثون يكتشفون قارة خفية غرقت قبل ملايين السنين تحت أوروبا

قالت شبكة CNN الأمريكية إن باحثين اكتشفوا قارة خفية على سطح الأرض، ووجد الباحثون القارة أثناء إعادة بناء تطور الصخور في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي ترتفع مع سلاسل الجبال وتتراجع مع البحار من إسبانيا إلى إيران.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/24 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/24 الساعة 15:35 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية/ مواقع التواصل

قالت شبكة CNN الأمريكية إن باحثين اكتشفوا قارة خفية على سطح الأرض، ووجد الباحثون القارة أثناء إعادة بناء تطور الصخور في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي ترتفع مع سلاسل الجبال وتتراجع مع البحار من إسبانيا إلى إيران.

وتسمى القارة "أدريا الكبرى"، وهي بحجم غرينلاند، وانفصلت من عند شمال إفريقيا، حيث دُفنت تحت جنوب أوروبا منذ حوالي 140 مليون سنة. 

وهناك احتمالات أنك كنت هناك دون أن تعرف. 

وقال دوي فان هينسرغن، مُعد الدراسة وأستاذ علم تشكل الصخور والجغرافيا القديمة بجامعة أوتريخت: "انسوا أتلانتس. تقضي أعداد كبيرة من السياح إجازاتهم كل عام في قارة أدريا الكبرى المفقودة، دون أن يدركوا".

ونُشرت الدراسة هذا الشهر في دورية Gondwana Research.

قارة انفصلت عن شمال إفريقيا منذ 200 مليون سنة

وأضاف هينسبرغن: "نشأت معظم سلاسل الجبال التي درسناها من قارة واحدة، انفصلت عن شمال إفريقيا منذ أكثر من 200 مليون سنة، الجزء الوحيد المتبقي من هذه القارة هو شريط يمتد من تورين عبر البحر الأدرياتيكي" إلى منطقة بوليا في جنوب شرق إيطاليا.  

وأطلق الجيولوجيون على هذه المنطقة اسم أدريا، لذا يشير الباحثون في هذه الدراسة إلى القارة التي لم تُكتشف من قبل باسم "أدريا الكبرى". 

في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لدى الجيولوجيين فهم مختلف للتشكل الصخري للصفيحة القارية. 

وهي النظرية الكامنة وراء كيفية تكوين المحيطات والقارات، وبالنسبة لأجزاء أخرى من الأرض، تشير تلك النظرية إلى أن الطبقات لن تتشوه عندما تتحرك جنباً إلى جنب في مناطق بها خطوط صدع كبيرة. 

لكن تركيا والبحر الأبيض المتوسط مختلفان كلياً. 

قال فان هينسبرغن: "إنها ببساطة فوضى جيولوجية: كل شيء منحني ومكسر ومكدس، بالمقارنة مع هذا، على سبيل المثال، تمثل جبال الهيمالايا نظاماً بسيطاً إلى حد ما. هناك يمكن اتباع العديد من خطوط الصدع الكبيرة عبر مسافة تزيد على 2000 كيلومتر". 

في حالة قارة "أدريا الكبرى"، كان معظمها تحت الماء، مغطاة بالبحار الضحلة والشعاب المرجانية والرواسب. 

هكذا تشكلت أدريا 

وشكلت الرواسب صخوراً لكنها بُريت عندما اختفت أدريا تحت غلاف جنوب أوروبا. أصبحت هذه الصخور سلاسل جبال في هذه المناطق: جبال الألب والأبينيني والبلقان واليونان وتركيا. 

فيما يمكن رؤية بقايا القارة المفقودة في جبال طوروس في تركيا. 

قال فان هينسبرغن: "ظاهرة الاندساس، أي غرق طبقة تحت أخرى، هي الطريقة الأساسية لتشكيل السلاسل الجبلية. قدم بحثنا عدداً كبيراً من الأفكار حول البراكين والزلازل، التي نطبقها بالفعل في كل مكان. يمكنك حتى التنبؤ إلى حد ما، بما ستبدو عليه منطقة معينة في المستقبل البعيد". 

قال الباحثون إن إعادة بناء هذه النظرية التطورية لسلاسل الجبال في البحر المتوسط، تطلبت تعاوناً، لأنها تغطي أكثر من 30 دولة، لكل منها مسح جيولوجي خاص وخرائط وأفكار مسبقة حول كيفية نشوء الأشياء. 

باستخدام برنامج لإعادة بناء الطبقات الصخرية، قشر الباحثون حرفياً الطبقات للعودة بالزمن للوراء، في الوقت الذي ظهرت فيه القارات مختلفة كثيراً عن الخريطة التي نعرفها اليوم. 

وجد الباحثون أن أدريا بدأت في أن تصبح قارة منفصلة منذ حوالي 240 مليون سنة، خلال فترة العصر الترياسي. 

قال فان هينسبرغن: "ظهرت من هذا المسح صورة أدريا الكبرى، والعديد من الكتل القارية الأصغر، التي تُشكل الآن أجزاءً من رومانيا أو شمال تركيا أو أرمينيا على سبيل المثال. لا يزال من الممكن رؤية البقايا المشوهة لأعلى بضعة كيلومترات من القارة المفقودة في سلاسل الجبال. ما تبقى من الصفيحة القارية، التي يبلغ سمكها حوالي 100 كيلومتر، غرق تحت جنوب أوروبا في غلاف الأرض، حيث لا يزال يمكننا تتبع ذلك مع موجات زلزالية تصل إلى عمق 1500 كيلومتر".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على قارة مفقودة

في يناير/كانون الثاني 2017، أعلن الباحثون اكتشاف قارة مفقودة، خلفتها شبه القارة الأصلية غوندوانا، التي بدأت في الانهيار قبل حوالي 200 مليون سنة. توجد القطعة المتبقية التي كانت مغطاة بالحمم البركانية الآن تحت موريشيوس، وهي جزيرة في المحيط الهندي.  

في سبتمبر/أيلول 2017، وجد فريق بحثي آخر قارة زيلانديا المفقودة، من خلال الحفر في المحيطات في جنوب المحيط الهادئ. توجد على بعد حوالي ثلثي ميل تحت البحر. 

وليست أدريا الكبرى أول قارة مفقودة عُثر عليها. لكن إذا كانت الأبحاث في السنين الماضية قد علمتنا شيء، فهو أن هذا الاكتشاف من الممكن ألا يكون الأخير.

تحميل المزيد