تجهَّزوا يا عشاق السينما وأفلام القصص المصوَّرة، لأنكم ستخوضون تجربة استثنائية عبر مشاهدة فيلم Joker ، الذي أُنتج في أغسطس/آب 2019.
بحسب موقع Cinema Blend الأمريكي، فإنَّ فرصة نجاح فيلم Joker كبيرة جداً، لاسيما أن هذا النمط من الأفلام بات شائعاً، بعد النجاح المذهل الذي حقَّقه فيلم The Dark Knight.
فربما تعود شعبية هذا النمط من الأفلام إلى كون الشخصيات مأخوذة من القصص المصورة المرتبطة بطفولة كل منا، إضافة إلى أن صناع هذه الأفلام يتقنون حَبْك هذه القصص الكلاسيكية بلغة سينمائية لم يسبق للجمهور مشاهدتها من قبل.
لماذا ستكون مشاهدة فيلم Joker تجربة ممتعة؟
فيلم Joker الذي أخرجه تود فيليبس يجعلك تعيش مشاعرَ مزدوجة تجاه هذا البطل الشرير، سينتابك شعور الكراهية الطبيعي والقوي تجاه شخصيته المقنعة، وبنفس الوقت ستشعر بالتعاطف مع أسبابه ودوافعه للمضي في طريق الشر.
فقبل أن يصبح عدو باتمان اللدود، يقدم فيلم Joker نظرته الخاصة لما يمكن أن تكون عليه القصة الأصلية لـ "المهرّج زعيم الجريمة"، وهذا تماماً ما يجعله مثيراً للاهتمام.
فالفيلم يروي لك كيف تحوَّل الجوكر إلى الشخصية الشريرة التي نعرفها جميعاً، بأداء ممتع ومقنع ومؤثر لبطل الفيلم خواكين فينيكس.
قصة فيلم Joker
تدور أحداث الفيلم في مدينة جوثام القذرة، التي تشبه نيويورك، أواخر السبعينات/وأوائل الثمانينات من القرن الماضي.
بطل الفيلم "آرثر" الذي سيصبح "الجوكر" لاحقاً يعمل لدى وكالة استئجار مهرجين، ويعيش في سكن موحش مع أمه الضعيفة، والمخبولة، بيني (فرانسيس كونروي).
ويطمح آرثر إلى أن يصبح فناناً كوميدياً يقدّم عروضاً كوميدية حية، إلا أن هناك بعض المشكلات العقلية التي تعيق طريقه، من بينها الاضطراب العاطفي الذي يعاني منه، والذي يتسبب له في نوبات من الضحك لا يمكنه السيطرة عليها.
إنه مثل أي شخص غير كفء يبذل قصارى جهده، ويتعرَّض للضربات تلو الأخرى من العالم حوله، مجازياً وحرفياً.
ولكنه أيضاً شخصية نرجسية، تتملَّكه أوهام وخيالات مستمرة عن الأضواء وجذب انتباه العالم.
وبعدما نفد صبره وخارت قواه، تغيَّر كل شيء في ليلة واحدة، عندما وجد نفسه متورطاً في جريمة تحوَّلت لاحقاً إلى حرب طبقية في غوثام.
وبالرغم من عدم معرفة أي شخص فإن آرثر هو المسؤول عن ذلك، إلا أنه استطاع بذلك أن يسترعي اهتمام الجميع، لكن "بهدوء" .
فكرة أنه استطاع ولو لمرة لفت الانتباه راقت كثيراً لآرثر، الذي أغرق المدينة فيما بعد بالفوضى وعمليات النهب والسطو على المباني الحكومية.
ما الذي يجعل فيلم Joker مميزاً؟
الأفلام بشكل عام، خاصة المقتبسة عن قصص الأبطال الخارقين، لا تُبنى عادة بهدف إثارة مشاعر الاشمئزاز والكراهية تجاه خصومهم، ولكن الطريقة العاطفية التي يصوِّر بها فيلم Joker بطلَ القصة، مثيرةٌ للإعجاب، وتُركِّز بشكل جديد وبطريقة تدفع للتفكير على شخصية نعتقد جميعاً أننا نعرفها جيداً.
وعلى عكس بقية الأفلام التي تعرض الشخصية، فإننا نعلم ومنذ بداية القصة أن باتمان موجود ليوقف الفوضى التي يصطنعها الجوكر، أما في هذا الفيلم فعلى ما يبدو لا يوجد أحد بإمكانه إيقاف الجوكر، مما يجعله طرحاً شيقاً ومثيراً للشخصية.
الفيلم عبارة عن إعادة ابتكار جذابة للشخصية، بحيث يستحق المخرج تود فيليبس التقدير على تجديد الوضع الكلاسيكي للقصة، مع رؤيته لغوثام في حالة من العشوائية الحادة بالنسبة للمدينة التي صوَّرها كريستوفر نولان أو تيم برتون.
يميل الفيلم أكثر إلى التأثّر بأسلوب سكورسيزي، إذ يجعلك تشعر بوجود دائم ومستمر للخطر في تلك الشوارع، وأن الجميع على حافة الهاوية والعدوانية.