قالت صحيفة نيكي إيشن ريفيو، إن شركة أرامكو السعودية النفطية الحكومية أبلغت مصفاة شركة "جيه.إكس.تي.جي نيبون أويل آند إنرجي" اليابانية عن تغيير محتمل في شحناتها، وهو ما يثير مخاوف بشأن قدرة السعودية على توريد النفط الخام، بعد أسبوع من الهجمات التي تعرض لها معملان لمعالجة النفط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي شركة "جيه.إكس.تي.جي" قولهم إن أرامكو لم تحدد سبباً للتغيير في درجة النفط الذي تورّده لأكبر مصفاة نفطية باليابان من الخفيف إلى الثقيل والمتوسط، ابتداء من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويشك مسؤولو الشركة في أن أرامكو ستستغرق وقتاً أطول من المتوقع لإصلاح مرفقها لنزع الكبريت واللازم لإنتاج النفط الخام الخفيف، المستخدم في إنتاج البنزين والسولار الخفيف.
وكان وزير الطاقة السعودي، عبدالعزيز بن سلمان، قد قال الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2019، إن السعودية استعادت أكثر من نصف الإنتاج المفقود، وإن إمدادات السعودية من النفط عادت إلى مستوياتها قبل الهجوم على أرامكو.
وأضاف أنه بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، ستبلغ قدرة السعودية الإنتاجية 11 مليون برميل يومياً، وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، سوف تبلغ 12 مليون برميل.
تأجيل لشحنات نفطية
وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر وبيانات من شركتي ريفينتف وكبلر، أن ما لا يقل عن ثلاث ناقلات نفط عملاقة حملت نفطاً خاماً في السعودية لحساب الصين والهند، وتم تحويل درجة نفطها الخام من الخفيف إلى الثقيل، في الوقت الذي طُلب فيه من عدد أكبر من المشترين في آسيا تأجيل الشحنات، وتغيير درجة النفط في سبتمبر/أيلول الجاري، وأكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتسببت الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر/أيلول الجاري، واستهدفت منشأتي بقيق وخريص، وهما من أكبر معامل معالجة النفط بالمملكة، في اشتعال حرائق كبيرة، ووقوع أضرار جسيمة؛ وهو ما أدى إلى خفض إنتاج أكبر مصدّر للنفط في العالم إلى النصف، مع توقف 5.7 مليون برميل يومياً من صادراتها.
وقال أمين الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، في رسالة إلى موظفي الشركة، أمس السبت، إن "أرامكو باتت بعد الهجمات على معاملها في بقيق وخريص في 14 سبتمبر/أيلول أقوى من ذي قبل"، بحسب تعبيره.
أرامكو قُصفت بالصواريخ
وأمس السبت كشف مسؤولون في شركة أرامكو النفطية السعودية عما جرى خلال الهجوم على منشأتين تابعتين للشركة شرق المملكة.
وقال المسؤولون في تصريح لوكالة رويترز -لم تذكر أسماءهم- إنه عندما ضربت 18 طائرة مسيّرة أرامكو السبت الماضي، هرع نحو 100 عامل بنوبة العمل الليلية لمكافحة الحرائق التي اندلعت.
وخلال دقائق، وصلت فرق الطوارئ للموقع في معمل بقيق، ولموقع آخر قريب في خريص، ثاني أكبر حقول النفط بالمملكة.
وقال فهد عبدالكريم، المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط في أرامكو، إن الصواريخ أمطرت خريص في الفترة بين الساعة 03:31 وحتى 03:48، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء هرعت إلى الموقع وأخمدت حريقين في خمس دقائق.
وأضاف أنه بمجرد وصولها إلى الموقع، شهدت المنطقة ضربات أخرى، مشيراً إلى أن إخماد حريقين آخرين استغرق خمس ساعات.
وكان "الحوثيون" في اليمن قد أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم يوم السبت 14 سبتمبر/أيلول 2019، لكن واشنطن والرياض رفضتا إعلان الجماعة، وألقتا باللوم على طهران، حيث رجّح مسؤولون أمريكيون أن يكون الهجوم انطلق من منطقة في جنوب غربي إيران.
قوات أمريكية للسعودية
ورداً على هذه الهجمات، قررت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، إرسال قوات أمريكية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن عملية نشر القوات ستتضمَّن عدداً متواضعاً من الجنود لن يصل إلى آلاف، وإنها ستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في إفادة صحفية: "استجابة لطلب المملكة وافق الرئيس على إرسال قوات أمريكية، ستكون ذات طبيعة دفاعية، وتركز بشكل أساسي على الدفاع الجوي والصاروخي".
وأضاف أن بلاده "ستعمل أيضاً على التعجيل بتسليم معدات دفاعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، لتعزيز قدراتهما على الدفاع عن نفسهما" .