هنود في وجه الهند! مسلمون في كشمير: «يريدون إبادتنا»

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/16 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/16 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية /istock

فور انتهاء المصلين من صلاتهم أُطلقت قنابل الغاز وبلغ الدخان حد السماء. شنت قوات الأمن هجوماً آخر على أنكار، التجمع الأخير للمقاومة في كشمير.

تقول فازي، الجدة التي تعيش في أنكار، إحدى ضواحي مدينة سريناغار بإقليم كشمير لصحيفة صحيفة The Guardian البريطانية، التي تقع على ضفاف بحيرة تحمل الاسم نفسه: "سمع الآخرون عن يوم القيامة، لكننا عشناه".

وتقول إن الغاز المسيل للدموع والقذائف أُطلقوا على الحديقة بالقرب من الضريح الذي يصلي الناس فيه. ثم انطلق السكان إلى الخطوط الأمامية من ضواحي أنكار، على بعد حوالي 500 متر، لدفع قوات الأمن إلى الوراء. وأضافت إن الهجوم الذي حدث في 30 أغسطس/آب استمر لخمس ساعات.

قذائف في كل مكان!

وأضافت: "كانت القذائف تهطل كالمطر. قذائف بكل مكان، ودخان في كل مكان". وأضافت: "لا نملك أسلحة. ليس لنا سوى الله، والله سيرينا عدله".

مر الآن أكثر من خمسة أسابيع منذ ألغت الحكومة الهندية الحكم الذاتي لجامو وكشمير وأحكمت الحصار على المنطقة. يخشى أهل كشمير أن طريقهم الوحيد للعيش في الولاية الوحيدة في الهند ذات الأغلبية المسلمة أصبح في خطر. التواجد الأمني الكثيف، وقطع الاتصالات، والاعتقالات واسعة الانتشار منعت تظاهرات كبيرة.

تسيطر القوات شبه العسكرية على كل متر من سريناغار، عدا أنكار. استخدم السكان الذين يحترف معظمهم حرفة نسيج شالات الباشمينا، الجرافات لحفر خنادق حول الحي. واستخدموا صفائح من القصدير، وحاويات القمامة، وأسواراً من السلك، وجذوع الشجر باعتبارها متاريس. وفي الليل تتناوب الفرق على المراقبة ليحددوا ما إذا كانت القوات الأمنية تقترب منهم.

النساء والرجال معاً ضد الهند

يُعتقد أنها المرة الأولى في العقود الأخيرة التي يمنع فيها المدنيين في كشمير القوات الهندية شبه العسكرية والشرطة المحلية من دخول إحدى المناطق. تشارك عائلات بأكملها في هذه الجهود. يقول أحد الرجال: "عندما نلقي بحجر، نجد نساءنا بالجوار يناولننا حجراً آخر".

قال محمد سبحان الرجل الخمسيني الذي كان مشاركاً في المراقبة الليلية: "إننا نفعل هذا لثلاثة أسباب". وأضاف: "الأول، حتى لا يُعتقل الشباب. الثاني،  حتى لا تُنهب ديارنا. والثالث، حتى لا يُنتهك شرف بناتنا ونسائنا".

كانت زوجة سبحان وبناته الأربع في ضريح جيناب سحاب عندما بدأ الهجوم. ومثل الكثير من النساء، ركضت سامية الابنة الكبرى، عمرها 22 عاماً، لمساعدة من يدافعون عن أنكار.

قال أحد الرجال: "إن النساء هن من ينجزن كل الأعمال اللوجستية: تجميع الحجارة، وإحضار الماء والملح". وأضاف: "يستحيل القتال بدون دعمهن". يستخدم الماء والملح في مواجهة تأثير الغاز المسيل للدموع.

أصيبت سامية وشقيقتيها، ميسرة 14 عاماً، وقرة 12 عاماً من القذائف في أثناء الهجوم. واخترقت إحدى القذائف عين ميسرة. وهُربت إلى بيت خالتها في مكان آخر في سريناغار وخضعت للعلاج في إحدى المستشفيات. 

وأصيبت قرة في رأسها. وضُربت سامية في رقبتها وذراعيها. تقول سامية: "أولاً شعرت كأنه أُلقي علي رمل ساخن، ثم شعرت وكأن رقبتي تحترق".

عالجها الأطباء الذين هُربوا إلى الحي بعد ذلك، في الضريح في وقت متأخر في الليل. واستخدموا مسكنات وبعض الحقن الطبية لمنع العدوى.

قال سبحان: "لا أعرف حال ميسرة، هل ما زالت في المستشفى أم أنها خرجت". فانقطاع الاتصالات يعني أن الناس لا فكرة لديهم إذا كان أقاربهم بخير.

إصابات في كل منطقة بالجسد

لم يعد بلال، 22 عاماً، حفيد فازي، يمكنه الرؤية بعينه اليمنى. يقول محمد رمزان، والد بلال: "كان الدم لا يتوقف، لذا أرسلناه إلى المستشفى، لكن الأطباء قالوا إنهم لا يمكنهم إنقاذ عينه".  وأضاف: "نصحنا الأطباء أن نصطحبه إلى مستشفى متخصص في الرمد خارج كشمير".

ثم هُرب من المدينة. لا فكرة لدى رمزان عن مكان ابنه أو إذا كان آمناً أم لا.

توقفت الهواتف والإنترنت في الشهر الماضي عندما أعلنت الحكومة في دلهي عن إلغاء الحكم الذاتي. استعيدت بعض الخطوط الأرضية لكنها ما زالت لا يمكن الاعتماد عليها. لا يعرف من أهل كشمير عن حجم ما يحدث في أنكار سوى القليل، ولا يجرؤ سوى القليل من أنكار على مغادرة منطقتهم.

لا تزال الأسواق مغلقة في مكان آخر من سريناغار، في حراك احتجاجي من العاملين الذين يرفضون الانصياع لادعاء الحكومة في دلهي بأن كل شيء في المنطقة يعود إلى طبيعته. وما زالت المواصلات العامة مغلقة أيضاً.

سلب قرار إلغاء الحالة الخاصة من المنطقة دستورها وعلمها. وكذلك اختفت القوانين التي تحظر شراء الأراضي داخل المقاطعة على من هم من خارجها.

في أنكار، تُلصق ملصقات المقاتلين على المحال المغلقة. يقول أحد الشباب: "إنهم مجاهدون، إنهم يقاتلون في سبيلنا". يعتقد الكثيرون إن هؤلاء المقاتلين هم المصدر الوحيد للأمل بعد قرار دلهي.

الهند ترد بطريقتها

قالت الحكومة الهندية إن أفعالها ستمحي الإرهاب وتنشر التطور. إنها تحافظ على بقاء الموقف هادئاً.

يقول سبحان: "إنهم يقولون إن الأمور طبيعية. ما الطبيعي في هذا؟". لقد أغلقوا مسجدنا الكبير. المسجد الجامع مغلق. إذا كانت هذه هي مجرد البداية، فماذا سيفعلون بعد ذلك؟".

وقال إنه سيستمر في المشاركة في المراقبة الليلية، وأضاف: "أنكار تقاتل في سبيل كشمير كلها".

تتمركز مجموعات من الشباب في الليل بطول الطريق إلى المدينة. يقول طالب جامعي كان يتعافى من الطلقات في منزله: "عند إطلاق صفارات الإنذار، يأتي الجميع للدفاع عن هذا المكان".

يقول إن هناك أكثر من 100 طلقة صغيرة دخلت في جسمه، ورقبته، ورأسه. وقال: "كانت مؤلمة للغاية. فعندما أُصبت شعرت وكأن 100 إبرة تخترقني".

تقول والدته خديجة إن قلبها يرتجف كل ليلة خشية غارة أخرى. وأضافت: "لعل الله أن يرحمنا الآن".

قال ابن خديجة الأكبر، 24 عاماً، الذي ينسج الشالات ويحضر المراقبة الليلية بانتظام، إن الناس يخرجون من بيوتهم "مثل النحل" إذا سمعوا إنذار قدوم الغارات. وأضاف: "إننا مثل العائلة هنا، تشد أيدينا على بعضها البعض".

ووصف مقاومة أنكار بأنها "قتال للبقاء" وأضاف: "إننا نقاتل من أجل الحق، إننا نقاتل من أجل الحرية".

وأضاف: "إنهم يريدون أن يمحونا، يريدون محو تاريخنا. ونحن لن نسمح بحدوث هذا".

علامات:
تحميل المزيد