بصعق كهربائي يصل لـ860 فولت.. علماء يكتشفون أقوى ثعبان ماء كهربائي في حوض الأمازون

كشفت أبحاث الحمض النووي عن نوعين جديدين كلياً من ثعابين الماء الكهربائية (تعرف باسم الأنقليس الرعاد) في حوض الأمازون، أحدهما قادر على توفير صدمة كهربية قياسية وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/11 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/11 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية/istock

كشفت أبحاث الحمض النووي عن نوعين جديدين كلياً من ثعابين الماء الكهربائية (تعرف باسم الأنقليس الرعاد) في حوض الأمازون، أحدهما قادر على توفير صدمة كهربية قياسية وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

ويقول الباحثون إن هذه النتائج دليل على التنوع المذهل في غابات الأمازون المطيرة، التي لا يزال كثير منها لم يُكتشف علمياً، وتعلل أهمية حماية هذا الموطن الطبيعي ضد أخطار تجريف الغابات وقطع الأشجار والحرائق. 

وعلَّق سي دافيد دي سانتانا، عالم الحيوان الذي يعمل مع متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي، قائلاً: "على الرغم من كل التأثيرات البشرية على غابات الأمازون المطيرة في السنوات الخمسين الماضية، لا يزال بإمكاننا اكتشاف أسماك عملاقة مثل النوعين الجديدين من الأنقليس الرعاد" .

وأضاف أن البحث "يشير إلى أنَّ هناك كمية هائلة من الأنواع تنتظر اكتشافها في غابات الأمازون المطيرة، والعديد منها قد يكون سبباً في الشفاء من أمراض، أو يلهم الابتكارات التكنولوجية" .

ويذكر أن الأنقليس الرعاد وهو أقرب إلى الأسماك منه إلى الثعابين المائية، كان هو مصدر الإلهام في تصميم أول بطارية كهربائية.

فصيلة واحدة فقط موجودة في غابات الأمازون 

ولقرون، كان يُعتقد أن هناك فصيلة واحدة موجودة في جميع أنحاء المنطقة، التي تعرف باسم غابات الأمازون الكبرى (Greater Amazonia)، وتشمل أجزاءً من بلدان مثل البرازيل وسورينام وغيانا.

لكن في إطار مشروع لفهم أوسع للأنقليس الرعاد، ورسم خريطة الحياة البرية في المناطق النائية من أمريكا الجنوبية، قرَّر دي سانتانا وفريقه اختبار نظرية الفصيلة الواحدة.

للوهلة الأولى، وجدوا اختلافات مرئية محدودة بين الكائنات التي جُمعت من أجزاء مختلفة من حوض الأمازون، مما يشير إلى أن الأسماك كانت بالفعل من نوع واحد.

لكن التحليل الإضافي، بما في ذلك تحليل الحمض النووي لـ107 عينات، حطَّم قروناً من الافتراضات وكشف عن ثلاثة أنواع: Electrophorus electricus المعروفة سابقاً، إلى جانب Electrophorus voltai وElectrophorus varii.

صعق كهربائي يفوق 860 فولت 

وكشفت أبحاثهم أيضاً عن نتيجة مذهلة أخرى، وهي أن E. voltai قادر على الصعق الكهربي بقوة 860 فولت، وهو ما يفوق بكثير الـ650 فولت التي سبق تسجيلها من أنواع الأنقليس الأخرى "مما يجعله أقوى مولد حيوي للكهرباء معروف" .

توصلت النتائج، التي نشرت يوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول، في دورية Nature Communications، إلى أن الأنواع الثلاثة تطوّرت من سلف مشترك منذ ملايين السنين.

ووجد الباحثون أن كل نوع من الأنواع الثلاثة لديه مَوَاطن طبيعية محددة بوضوح، حيث تعيش E. electricus في منطقة درع غيانا، وE. voltai في منطقة درع البرازيل، وهي أراض مرتفعة تمتد إلى الجنوب، وE. varii تعيش في مياه حوض الأمازون في الأراضي المنخفضة بطيئة التدفق.

وأشار الباحثون إلى أن الصدمة الكهربائية القوية التي يمكن أن تنتجها E. voltai يمكن أن تكون تكيفاً مع الحياة في مياه المرتفعات، حيث يقل التوصيل الكهربي.

ويستخدم الأنقليس الرعاد تكتيكات الصعق الخاصة به لعدة أسباب، بما في ذلك اصطياد الفرائس والدفاع عن النفس والتنقل. فهو يولد الكهرباء من ثلاثة أجهزة حيوية كهربائية متخصصة يمكن أن تنبعث منها شحنات متفاوتة القوة لأغراض مختلفة.

لكن اكتشاف الأنواع الجديدة يثير احتمال أن أنواعاً مختلفة من الأنقليس الرعاد قد طوَّرت طرقاً مختلفة لتوليد الكهرباء، وربما تكون أكثر ملاءمة لبيئاتها المتنوعة.

وقال دي سانتانا: "ألهمت فسيولوجيا الأنقليس الرعاد تصميم أول بطارية كهربائية على يد العالم فولتا، ووفرت أساساً لعلاج أمراض التحلل العصبي، وعزَّزت مؤخراً التقدم في بطاريات الهيدروجيل التي يمكن استخدامها لتزويد عمليات الزرع الطبية بالطاقة" .

تحميل المزيد