وفقاً لموقع Big Think الأمريكي؛ يقول باحثون بثلاث جامعات أسترالية؛ جامعة فليندرز، وجامعة ساذرن كروس، وجامعة موناش: إن المادة اللزجة الأرغوانية التي يفرزها الحلزون البحري الأسترالي لحماية بيضه من الأعداء الطبيعية تحتوي على مركب قد يقي يوماً ما من سرطان القولون الذي يصيب البشر.
التجارب والأثر المباشر
في دراسة نشرت في مجلة Nature Science Reports، يصف الباحثون كيف تمتلك رخويات الموريسيديا غدة تفرز مركباً ينتمي إلى فئة تسمى الإندول، وهي مركبات عضوية موجودة في الأدوية النباتية والعقاقير الصيدلانية.
رغم أن هذا المركب له خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، لم يتأكَّد العلماء من أنه قد يكون علاجاً فعالاً ضد السرطان.
ولمعرفة الحقيقة، وضع الفريق مستخلصات من المركب على سلالات من الخلايا السرطانية البشرية، فوجد أنها قضت على الخلايا السرطانية، ثم أجروا مجموعة أخرى من التجارب أعطوا فيها المستخلصات للفئران وكذلك المواد المسببة للسرطان حتى يصابوا بالسرطان، وعن طريق استخدام تقنية القياس الطيفي الشامل، تتبع الفريق المستخلص أثناء انتقاله داخل جسم الفئران، حتى وصل إلى القولون، حيث منع الأورام من التكوّن.
وقال البروفيسور كيرستن بنكندورف، عالم البحار بجامعة ساذرن كروس، لمجلة Flinders University News: "لقد استطعنا الاستفادة من حقيقة أن المركبات التي يفرزها الحلزون تحتوي على ما يسمى عنصر البروم، وهو كالبصمة الفريدة يمكن من خلالها تتبع كيفية استقلاب هذه الأنواع من المركبات داخل الجسم وتحديد بعض المستقلبات السامة المحتملة من المستخلصات الخام التي لم يُعثر عليها في مركب الحلزون النقي، وهذا البحث مهم للغاية لفهم سلامة هذه الأنواع من المركبات الطبيعية بالنسبة للطب البشري".
عرف العلماء منذ سنوات طويلة أن القواقع البحرية تنتج مركباً فعالاً بشكل غير عادي يستطيع قتل كل من الخلايا السرطانية الطبيعية والمقاومة للعقاقير.
لكن الدراسة الجديدة فريدةً من نوعها لأنها تظهر أن تلك المركبات يمكنها أن تمنع الأورام بالفعل.
تحسين علاج سرطان القولون
وقالت كاثرين أبوت، أستاذة البيولوجيا الجزيئية بجامعة فليندرز ومؤلفة الدراسة لمجلة New Atlas: "لقد تمكنا من الدخول في نموذج طويل الأمد لسرطان القولون والمستقيم، وهذا يعني أننا كنا قادرين على إظهار أن أحد المركبات الموجودة في المستخلص، وهو 6-Br، كان لديه القدرة على تقليل الأورام. أما قبل ذلك، فإننا كنا ننظر فقط في آثاره، بعد 6 ساعات من حدوث تلف في الحمض النووي لخلايا القولون".
يأمل الفريق أن تساعد نتائجهم يوماً ما على تحسين علاج سرطان القولون والمستقيم الذي أودى بحياة 862 ألف شخص في عام 2018 وهو السبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
رغم أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يصبح المركب جزءاً من علاج واسع النطاق، فإن النتائج تبرز كيف أن الباحثين في مجال السرطان قد شرعوا للتوّ في استكشاف مورد هائل من العلاجات المحتملة ألا وهي المحيطات.
وقالت كارا بيرو، محاضرة وباحثة في أمراض السرطان بجامعة ولونجونغ، لمجلة ResearchGate: "إن أكثر من 50% من الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان وأكثر من 75% من الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض المعدية مشتقة من المنتجات الطبيعية. كما أن البيئة البحرية هي مورد غير مستغل تقريباً، ويحمل لنا آمال كبيرة باكتشاف جزيئات جديدة ذات أنشطة مضادة للسرطان".