وقف مئات الأشخاص في صفوف في محاولة يائسة للفرار من جزر البهاما بعد ظهر الجمعة السادس من سبتمبر/أيلول، بعد أن تحول أحد المطارات الرئيسية إلى "ساحة حطام" حين ألحق إعصار دوريان الدمار بالجزر التي تقع في منطقة الكاريبي وخلّف العشرات من القتلى، مثلما تُظهر لقطات حصرية لموقع DailyMail.com.
وأشارت صحيفة The Daily Mail البريطانية، إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى الذي بلغ رسمياً 30 قتيلاً، وأُرسل في طلب مئات من أكياس الجثث والمزيد من المُجمدات. ويحتاج ما يصل إلى 70 ألف شخص إلى "مساعدات إنقاذ الأرواح"، فيما يُقال إن جزيرة أباكو الكبرى أصبحت عملياً غير صالحة للسكن، إذ يقول الشهود إن "رائحة الموت" تغلفها والجثث تطفو فوق سطح الماء.
وتحول مطار غراند بهاما الدولي في مدينة فريبورت إلى ركام بعد أن تحطمت العديد من الطائرات وأصبحت دون فائدة إثر تعرض الجزر للعاصفة الكارثية من الفئة الخامسة يوم الأحد الأول من سبتمبر/أيلول، التي بلغت سرعة رياحها ما يقرب من 297.7 كيلومتر في الساعة.
مطار جزيرة بهاما تحول إلى ركام
وامتلأ ممر الهبوط بحطام الطائرات، إذ تناثرت الأجنحة المنفصلة عن أجسام الطائرات المنبعجة والسيارات على أرضيته بينما حاول المسؤولون دراسة طريقة للتعامل مع هذا الحطام.
ووقف السكان المحليون اليائسون الذين يحاولون الفرار من جزيرة بهاما الكبرى بجوار أمتعتهم في صفوف لا حصر لها في ميناء المدينة انتظاراً لوصول سفينة بعد أن قيل لهم إن سفينة "سياحية مجانية" ستتوقف هناك وستتجه إلى الولايات المتحدة.
ورغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت السفينة ستغادر فعلياً في وقتٍ ما قريباً، سارع الناس بالوقوف في صفوف. ونام البعض لعدة أيام في السيارت في انتظار سفينة تنقلهم إلى أي مكان آخر.
وفي الوقت نفسه، يتدفق المتطوعون إلى مدينة فريبورت، وينقلون الإمدادات من السفينة إلى الشارع ويحملونها في شاحنات مزودة بحاويات، ووصل بعضهم للمساعدة في إنقاذ الحيوانات الشريدة.
وكانت سفينة Grand Bahamas Paradise Cruise أول سفينة ركاب سياحية تحصل على تصريح بالوقوف في مدينة فريبورت في بهاما الكبرى يوم الجمعة.
أطباء ومتطوعون يصلون الجزر المنكوبة
وكان على متن السفينة العديد ممن ينتمون لشركات محلية في جنوب فلوريدا، و300 متطوع، إلى جانب 200 من سكان جزر البهاما العائدين إلى منازلهم وعائلاتهم.
وكانت هذه المجموعة هي الأولى التي تصل إلى أرض الجزر، إذ انتشر الأطباء ليبدأوا في زيارة المستشفيات وشرع الأطباء البيطريون في تعبئة أكياس الطعام وزيارة العيادات.
كان جون كورتيس على متن أول سفينة متجهة إلى فريبورت يوم الجمعة، قادماً من ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا. وتحول مساره إلى الولايات المتحدة بعد محاولته العودة إلى وطنه من جامايكا، حيث كان يجهز ابنته للمدرسة.
وقال كورتيس إنه علم من رسائل بعثها له أصدقاؤه وأفراد من عائلته أن منزله نجا من العاصفة، وقال إنه اجتاز الإعصار إلى حد ما.
وقال لموقع DailyMail.com: "عندما علمت بما حل من دمار، حمدت الله لأنه باستثناء بعض التسربات، لم يتعرض منزلي للأذى. لدي بعض الأقارب الذين غمرت المياه منازلهم بالكامل".
وأضاف: "في الوقت الحاضر، أنا في طريقي إلى الوطن. ولا أعرف أهمية ذلك الآن. أعتقد أنه حين تقع كوارث طبيعية من هذا النوع، فإن صمود الناس يقربهم من بعضهم. وأنا واثق من أن فريبورت ستعود إلى سابق عهدها سريعاً بمساعدة جيرانها جميعاً".
وقال كورتيس إنه لم يتوقع أن يكون الإعصار مدمراً بهذه الدرجة، مضيفاً: "أنا قلق قليلاً حيال ما سيقابلني عندما أذهب إلى هناك. لا يمكنني الحديث عن الضحايا، فلا يمكن التعبير عما تشعر به حين لا تعلم إذا ما كان أصدقاؤك وزملاؤك قد نجوا من العاصفة أم لا. أشيد بجهود المتطوعين وأولئك الذين يسعون لمساعدة الأشخاص الذين خسروا كل شيء. إنها جهود ممتازة نراها حين يسعى الناس إلى إغاثة المحتاجين".
تفاصيل مروعة عن الأضرار التي خلفها إعصار دوريان
كانت جيسيكا فيلونا، مديرة التسويق في شركة TITOU Hospitality، على متن السفينة المتجهة إلى فريبورت مع الإمدادات.
وقالت لموقع DailyMail.com: "لم نكمل الخطة بنسبة 100%، ولكن الفكرة هي أن هناك أطناناً كثيرة من الإمدادات التي تم التبرع بها موجودة على متن السفينة. وبالتالي فالفكرة هي أنه حال وصولنا إلى الميناء، سنوزعها".
وقالت زارا روش، من جمعية Big Dog Ranch Rescue، إنَّ فريقها كان يُوفِّر اللوازم لكلٍ من البشر والحيوانات الأليفة، بما في ذلك أطعمة حيوانات بمئات الدولارات.
وكثّف القائمون على أحد أنشطة الإغاثة الدولية الهائلة جهودهم بعد أن كشف الناجون عن تفاصيل مروعة عن"الأضرار المريعة" التي خلّفتها عاصفة الفئة الخامسة التي بلغت سرعة رياحها حوالي 297.7 كم في الساعة.
وأجهشت إحدى هؤلاء الناجين، وهي أليسيا كوك، بالبكاء وهي تقول: "كل شيء انتهى، وبدأ الناس يندفعون في ذعر. النهب والسلب ومحاولة قتل الناس للحصول على الطعام والماء. إنها حالة يستحيل أن ينجو منها الجميع. لا منازل. لا بنوك. لا محطات وقود. لا متاجر. كل شيء انتهى"، وقال آخرون إنهم يخشون انتشار المرض.
وتجمع المئات على أمل أن يجري إجلاؤهم اليوم، ولكن ممرات الهبوط التي غمرتها مياه الفيضانات في مطار غراند بهاما الدولي زادت من صعوبة هذه المحاولات.
وسط مخاوف من ارتفاع عدد قتلى الكارثة
وحذر وزير الصحة دوين ساندز، في حديثه عن المخاوف إزاء ارتفاع حصيلة القتلى من الكارثة، قائلاً: "دعوني أخبركم أنني أعتقد أن العدد سيكون مخيفاً".
ووصف بعض السكان المحليين أعداد القتلى الرسمية التي أعلنتها الحكومة بأنها أقل كثيراً من الحقيقية.
إذ قالت ساندرا سويتنغ (37 عاماً) في مقابلة وسط حطام جزيرة أباكو الكبرى: "رائحة الجثث المتحللة في أنحاء مدينة مارش هاربر تزكم الأنوف. إنها تغلف المكان. هناك الكثير من الناس الذين لن يتمكنوا من الهروب من هذه الجزيرة".
ويؤدي المشاهير دورهم للمساعدة في جمع الأموال وجمع اللوازم التي يحتاجها أولئك الذين دمرهم الإعصار.
إذ تعهد تايلر بيري ببذل كل ما في وسعه لمساعدة شعب جزر البهاما، وكتب على إنستغرام: "إلى كل أفراد شعب البهاما الرائع الذين رحبوا بي ودعوني ابنهم بالتبني، أريدكم أن تعرفوا أنني أتابعكم عن كثب، وسأذهب إلى هناك بأسرع ما يمكنني لأفعل كل ما بوسعي لمساعدتكم في إعادة إعمار وطنكم ليصبح أقوى وأفضل".
ومضى بيري قائلاً تحت هاشتاغ #HurricaneDorian: "لستم فقط في قلبي ودعواتي، وإنما في دمي أيضاً. بارك الله فيكم. حافظوا على صمودكم في البهاما. ستشرق الشمس مجدداً".
بعد أسوأ كارثة يشهدها السكان في حياتهم
يستعين منتج أفلام هوليوود بطائرته المائية الشخصية لإيصال الإمدادات إلى جزر أباكو وانطلقت في رحلتين حتى الآن، وفقاً لما ذكره موقع TMZ.
وهو يوفر مياه الشرب وأكياس النوم والحفاضات وغيرها من الضرورات الأساسية. واُستخدمت الطائرة أيضاً لنقل الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية طبية.
أما ريانا فقد وصفت نفسها بأنها "مفطورة القلب" بسبب الأضرار الكارثية التي لحقت بالجزر.
وتعهدت المغنية بأن مؤسستها الخيرية Clara Lionel، التي سميت باسم جديها، ستبذل ما بوسعها للمساعدة في الجهود الإنسانية وجهود التعافي من الآثار المدمرة.
وفي الوقت نفسه، تعاونت نجمة مسلسل Real Housewives of New York City السابقة، بيثاني فرانكل، مع منظمة Global Empowerment Mission لإرسال الإمدادات إلى الجزر.
ووصفت الإعصار بأنه "أسوأ كارثة رأيناها في حياتنا" وهي تستعد لإطلاق بعثات إغاثة إلى الجزر. وقالت: "لدينا إحداثيات أماكن الناس. ونستخدم المناشير الآلية لإخراج الناس. لدينا أطواف".
وأضافت: "الأمر يشبه مرحلة ما قبل البدء في العمل التي لا يتعلق فيها الأمر بالملابس. وإنما بإخراج الناس إلى بر الأمان والعثور على الأشخاص ومراسلة الأشخاص الذين فقدوا أفراداً من ذويهم ولا يمكنهم العثور عليهم. إنها أسوأ كارثة رأيناها في حياتنا، أتت على الأخضر واليابس".
وتجدر الإشارة إلى أن نجمة تلفزيون الواقع شاركت في جهود الإغاثة من الكوارث منذ عام 2017 حين جمعت أكثر من مليون دولار لضحايا إعصار ماريا في بورتوريكو.
وفي مقابلة أجرتها بيثاني مع قناة FoxNews، يوم الخميس الخامس من سبتمبر/أيلول، قالت إنَّ حملتها #BStrong لتقديم الإغاثة في حالات الكوارث إلى الجزر التي ضربها الإعصار جمعت أكثر من 750 ألف دولار في ثلاثة أيام. وأضافت: "تصلنا تبرعات كل دقيقة".