أمر بارتداء قُبعة إلزامية «لمنع البصاق» خلال محاكمة لاجئ في ألمانيا

جلبة كبيرة صاحبت محاكمة شخص سوري (فلسطيني على حد زعمه) في مدينة أوغسبورغ الألمانية، بعد أن بدأ بمجرد دخوله بالبصق نحو الصحفيين

تم النشر: 2019/09/06 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/06 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
المتهم أثناء منعه من البصق

جلبة كبيرة صاحبت محاكمة شخص سوري (فلسطيني على حد زعمه) في مدينة أوغسبورغ الألمانية، بعد أن بدأ بمجرد دخوله بالبصق نحو الصحفيين الذين كانوا يلتقطون الصور له، رافضاً الوقوف عند دخول القاضية، ودخل في عراك مع موظفي الأمن.

وذكرت صحف محلية مثل "أوغسبورغر ألغماينه" وبيلد، أن القاضية الرئيسة ساندرا ماير أمرت لذلك بوضع قبعة مصنوعة من قماش رقيق فوق رأس حيدر (26 عاماً) تمنعه من البصق على المتواجدين حوله حتى نهاية محاكمته.

وتتهم النيابة العامة حيدر، الذي كانت محاكمته يوم الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول 2019، تحت إجراءات أمنية مشددة، بمحاولة قتل 5 قضاة ونائب عام في محاكمة سابقة في العام 2017، عبر انتزاع مسدس شرطي موجود في القاعة وإطلاق النار عليهم.

 وكانت تلك المحاكمة متعلقة باتهامه بمحاولة ذبح مقيم معه في الغرفة يدعى عمر في مأوى للاجئين ببلدة هورلاخ ببايرن من الوريد في العام 2016. ونجا الضحية الذي تلقى طعنة في العنق عمقها 10 سنتيمترات بفضل عملية جراحية عاجلة.

ولدى قراءة الحكم في هذه الجريمة حينها بالسجن قرابة 13 عاماً عليه، حاول انتزاع مسدس شرطي في المحكمة، لكن عدة عناصر شرطة تمكنوا من السيطرة عليه وتقييده. 

وكان حيدر الذي لفت الأنظار إليه بأقوال إسلاموية بحسب الصحف المذكورة، قام برمي حذاء نحو الادعاء العام وبصق مراراً في اتجاه القاضي حينها. واستغلَّ محاولة الشرطي تثبيته على الأرض بمد يده لسحب المسدس.

المتهم السوري وهو يرتدي قبعة منع البصاق
المتهم السوري وهو يرتدي قبعة منع البصاق

عبَّر عن أسفه لعدم موت ضحيته

وأقر المتهم حيدر بأنه كان يريد التقاط المسدس وقتل القضاة والنائب العام، لكنه لم ينجح في ذلك، وفقاً لموقع "أوغسبورغر ألغماينه". 

وقال يوم الثلاثاء إنه كان سيبدأ بالنائب العام، مبرراً ذلك بشعوره بأنه تعرض لمعاملة غير عادلة من القضاء. 

ونقلت "بيلد" عنه قوله إنه لا يأسف لسلوكه، لأن ما فعلته المحكمة والنيابة معه كان إرهاباً.

ودافع عن نفسه فيما يخص هجومه بالسكين على المقيم معه في المأوى، بأن ذلك الشخص أهان الإسلام مراراً، وهو أمر لا يقبله ويصبح غاضباً عند وقوعه. 

بل عبر -بحسب "بيلد"- عن أسفه لأن ذلك الشخص ما زال يعيش، زاعماً أنه ما كان ليعاقب لو كان فعل ذلك في سوريا.

وعندما سألته القاضية إن كان سيمارس العنف مستقبلاً إن أهان أحد دينه، رد بـ "ليس فوراً". وفيما إذا كان "إسلاموياً"، قال إنه فخور بكونه مسلماً. وزعم أنه لا يكره المجتمع الألماني بل الشرطة والقضاء.

لا يستطيع التكلم بسوء عن داعش

وزعم خلال استجوابه لدى الشرطة أنه فر من سوريا بسبب الحرب، وأنه وجد مأوى لبعض الوقت خلال هروبه عند تنظيم داعش الإرهابي، ولقي معاملة حسنة عندهم، لذلك لا يستطيع أن يتكلم بسوء عليهم. وقال أيضاً إنه مناصر لحركة حماس، المصنفة إرهابية في الاتحاد الأوروبي.

وأقر أيضاً بأن لديه خبرة في التعامل مع الأسلحة، إلا أنه لم يكن يعرف المسدس الذي كان مع الشرطي في المحكمة.

وقال إنه لم يكن يتوقع على أية حال أن ينجح في انتزاع مسدس موظف الأمن وإطلاق النار منه على القضاة، وهو ما يؤكده محامي دفاعه أيضاً، ويشكك في أن الأمر يتعلق بمحاولة قتل. وكان المسدس ملقماً بـ 8 رصاصات.

ومثُل الشرطي المعنيّ كشاهد أمام المحكمة يوم الثلاثاء، وأشار إلى أنه أحس بأن المتهم لمس نطاق بنطاله، لكنه لم ينجح في سحب المسدس من الحافظة المؤمَّنة.

ومنعاً لتكرار مثل هذه الواقعة هذه المرة، تم تقييد قدم وأيدي المتهم بمقعد المتهم. وكان لوح زجاجي يفصل بينه وبين مقعد القضاة.

عبَّر عن كُرهه للدولة الألمانية خلال الاستجواب

ونقلت "أوغسبورغر ألغماينه" عن موظف في مكتب التحقيقات الجنائية كان قد تحدث مع "حيدر.أ" في السجن مطوَّلاً، قوله إن الوضع خلال الاستجواب لم يكن معتاداً.

وأوضح أن المتهم تحدَّث بصراحة عن كُرهه للدولة الألمانية، ولم يبدِ أيَّ ندم، وأنه بدا لطيفاً ومهذباً خلال الاستجواب.

ومن المتوقع صدور الحكم بحقه في 25 سبتمبر/أيلول الحالي.

تحميل المزيد