قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2018، تكهن العديد من النقاد والمحللين بفشل المنتخب الروسي في مهمة تأهل أصحاب الأرض إلى دور الـ 16. إلا أن روسيا، البلد المضيف أذهل الجميع بفوزه الرائع في المباراتين الافتتاحيتيْن ضد السعودية ومصر.
في أولى مباريات البطولة، التهم "الدب" الروسي المنتخب السعودي بنتيجة 5-0 وظن الجميع حينها أن سبب هذه النتيجة المذلة هو سوء مستوى المنتخب السعودي. لكن الروس أثبتوا خطأ هذه النظرة بفوزهم المقنع على المنتخب المصري 3-1 الثلاثاء 19 يونيو/حزيران.
وكشفت إحصائيات المباراتين أحد أسرار تألق هذا المنتخب الروسي، حيث تفوق اللاعبين الروس على جميع المنافسين، في المجموعة فقط، بل على بقية المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم أيضًا.
ففي مباراة الافتتاح ضد السعودية، ركض لاعبو المنتخب المضيف مسافة 118 كم خلال 90 دقيقة، وهو الرقم الأعلى في البطولة حتى الآن. أما في المباراة التي فازوا خلالها على المنتخب المصري، فقد قطع اللاعبون الروس مسافة قدرها 115 كم، وهو ثاني أعلى رقم في مباريات كأس العالم. أي أنهم يستحوذون على المركزين الأول والثاني في سباق المسافات المقطوعة خلال مباراة واحدة.
وللمقارنة، يأتي ثالث أعلى رقم للمسافة المقطوعة خلال 90 دقيقة من نصيب المنتخب المصري، في مباراته أمام منتخب أوروغواي، عندما قطع لاعبوه مسافة 112 كم. وحسب الاحصائيات التي سجلها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فإن معدلات الركض الروسية تفوق بكثير متوسط معدل الركض في البطولة، والذي يبلغ 106 كم.
وقد فاجأت الانتصارات المتتالية التي حققها المنتخب الروسي الجميع، فقبل انطلاق البطولة وصف كثيرون المنتخب الروسي بأنه الأسوأ على الإطلاق في تاريخ المنتخبات المستضيفة لبطولة كأس العالم. فبعد خروج المنتخب الروسي من مرحلة المجموعات في كأس أوروبا 2016، تراجعت روسيا لتحتل المرتبة 70 في تصنيفات "فيفا" خلال السنتين الماضيتين.
لكن الروس حاولوا تلافي هذا التراجع الفني، من خلال زيادة المجهودات البدنية التي يقوم بها اللاعبون على أرضية الميدان وقطع مسافات أطول وتوجيه تسديدات أكثر نحو مرمى الخصوم.
وبالنسبة للمنتخب الإنكليزي، فقد قطع 105 كم في انتصاره على تونس 2-1 الإثنين 18 يونيو/حزيران.
ويبدو أن المجموعة الأولى هي التي ستحصد لقب الأكثر ركضاً، مع تسجيلها لأعلى 4 أرقام قياسية للمسافات حتى الأن، من بينهما رقمان حققهما المنتخب الروسي.
ولكن الكثير من الركض لا يضمن بالضرورة نتيجة إيجابية، حيث قطع المنتخب الأسترالي 111 كلم في مباراته مع فرنسا في المجموعة الثالثة، غير أنه خسر بنتيجة 1-2.
أما المنتخب الوحيد الذي فشل بشكل جماعي في قطع 100 كلم فتمثل في كولومبيا، الذي هُزم أمام اليابان بهدفين مقابل هدف، ويمكن تفسير هذا الرقم الضئيل للمنتخب الكولومبي بسبب طرد اللاعب كارلوس سانشيز في الدقيقة الرابعة من المباراة.