قالت صحيفة Express البريطانية إنه تم العثور على مقبرة في الساحة الواسعة الخاصة بجبانة سقارة منذ أكثر من مائة عام، لكن التفاصيل ما زالت تتوالى بفضل سلسلة الحلقات الجديدة، التي عرضتها بيتاني هيوز في برنامج "Egypt's Greatest Treasures – أعظم كنوز مصر" على القناة الخامسة البريطانية وتحدثت فيها حول كيفية اكتشاف معبد سيرابيس على يد عالم الآثار أوغست ماريت في سقارة بالقرب من هرم زوسر.
ويعود الموقع إلى عهد أمنحتب الثالث، الفرعون التاسع من ملوك الأسرة الثامنة عشرة، الذي كان في حوالي عام 1350 قبل الميلاد.
في عام 1850، وجد السيد مارييت رأس تمثال أبوالهول يطل فوق الكثبان الرملية التي انزاحت عنها، فأزال الرمال واتبع الطريق المؤدي إلى الموقع.
بعد تمهيد طريقه عبر سلسلة من الأنفاق، وجد مارييت قبراً لم يعبث به اللصوص، وأخذت الدكتورة هيوز المشاهدين لرؤيته بكل عظمته في وقت سابق من هذا الشهر.
اكتشاف لا يصدقه عقل
قالت: "هناك مئات الأمتار من الأنفاق التي أنشئت لاكتشاف شيء لا يصدقه عقل. هذا قصر تحت الأرض وليس قصراً عادياً، إنه قصر الموتى.
إن ما نراه هنا هو أضخم التوابيت وهو مصنوع من الجرانيت الصلب، ويبلغ وزنه ككل حوالي 90 طناً. لذلك عليك أن تسأل نفسك؛ ما هو المخلوق الذي سيدفن في شيء مثل هذا؟".
واصلت الدكتورة هيوز شرح كيف اكتشف الباحثون هذا الشيء الغريب، قائلةً: "لم يسبق لعلماء الآثار أن رأوا شيئاً كهذا من قبل وكانوا يتوقون لمعرفة ما الذي بداخله".
وأضافت: "سُرِقَت جميع التوابيت، لكنهم أدركوا بعد ذلك أن هناك تابوتاً واحداً مازال على حاله. استخدم الفريق الديناميت لفتح غطاء التابوت وما اكتشفوه في الداخل اتضح أنه ثور محنط".
وتابَعَت: "لقد أدركوا أن المصريين القدماء بنوا هذه التوابيت الضخمة، وأن هذا الموقع بأكمله يحتوي على مقبرة تحت الأرض للثيران الضخمة والثمينة".
وكشفت الدكتورة هيوز كيف كانت الحيوانات الضخمة محور اهتمام الناس في مصر القديمة. وأضافت: "كان المصريون القدماء يعبدون الثيران، إذ ظنوا أنها كائنات خارقة للطبيعة تتميز بقوى سحرية. وبينما كان الثور على قيد الحياة، كان يعامل كل واحد منها معاملة وكأنه نزيل في فندق خمس نجوم".
وتابَعَت: "قدموا له غذاءً خاصاً به، وكان له مجموعة من إناث الأبقار، وعندما ينفق يُدفَن بكل مراسم البهاء والعظمة كالفرعون. في المجمل يوجد 24 من هذه التوابيت الحجرية الضخمة، فقط فكر في المجهود الفائق الذي بُذل من أجل إنزالها هناك".
تفاصيل مفزعة عن رمسيس الثالث
وقالت: "بما أن جزءاً صغيراً فقط من مدينة الموتى في سقارة هو ما نُقِّبَ عنه حتى الآن، فمن يدري ما الذي يمكن اكتشافه بعد ذلك".
وخلال سلسلة الحلقات نفسها، أوضحت هيوز أيضاً كيف أُجريت مؤخراً عملية فحص لجثمان رمسيس الثالث باستخدام الأشعة المقطعية، فيما اكتُشِفَت بعض التفاصيل المفزعة عن ظروف وفاته.
تقول: "شرح الدكتور أحمد سمير للمشاهدين كيف أن التصوير الطبي كشف الوقائع الحقيقية للاكتشاف الذي أذهل العلماء في مارس/آذار 2016".
قال سمير: "بعد إجراء فحص بالأشعة المقطعية حول عنقه، وجدنا ضمادات كما ترون هنا. لم نكن نعرف السبب في أن الضمادات أسمك بعض الشيء من الضمادات الأخرى".
وأضاف: بعد إجراء الفحص بالأشعة المقطعية وجدنا أنه اغتيل ذبحاً من حلقه. لم يتمكن من النجاة لأنه كان قطعاً غائراً في العنق وتسبب في موت الملك في غضون دقائق قليلة".
وتابَع: "هذا كشف رائع للغاية بعد ثلاثة آلاف عام، لقد كشفنا سر الطريقة التي اغتيل بها".