في تطوُّر نوعي مذهل، استبقتْ روابطُ مشجِّعي بعض الأندية الإنجليزية قرعة دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، التي تُجرى اليوم 29 أغسطس/آب، في مدينة موناكو وقرعة الدوري الأوروبي المقرَّر إجراؤها الجمعة؛ بدعوة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، لإعطاء احتياجات المشجِّعين الأولوية على رغبات الرعاة
ووجَّهت الروابط التي تُمثِّل مشجعي أرسنال، وتشيلسي، وتوتنهام، وليفربول، وهي الأندية الأربعة التي بلغت نهائي بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي في الموسم الماضي خطة من 6 نقاط، طالبوا يويفا بمراعاتها في تنظيم البطولتين، بداية من الموسم الجديد.
تتضمَّن الخطة مطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الأوروبية بتخصيص 80% من تذاكر نهائيات البطولات الأوروبية للمشجعين، وبيع التذاكر بأسعار معقولة، وإقامة النهائيات في مدينةٍ "تضمن عدم وجود تمييز ضد أي لاعبٍ -أو مشجع- يسافر إليها من أجل المباراة النهائية، أو حرمانه من حقّ دخولها" .
وقالت الروابط، بحسب ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، إنَّ كرة القدم ليست لها قيمةٌ من دون الجماهير، وطالبت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإقامة النهائيات في المدن التي تتمتع بخطوط مواصلات جيدة، وملاعب ذات سعةٍ كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية وصول المشجعين ذوي الإعاقات إليها بسهولة. جديرٌ بالذكر أنَّ عدداً كبيراً من مشجعي أرسنال وتشيلسي من ذوي الإعاقات قرّروا عدم السفر إلى باكو.
كما شدَّد بيان الائتلاف ضرورة التزام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعدم منح البلدان ذات السجلات الحقوقية المشكوك فيها شرف استضافة المباريات المهمة.
وشهد نهائي الدوري الأوروبي، العام الماضي، تجربةً غير مسبوقة في تاريخ البطولات الأوروبية، حين قرَّر نادي أرسنال الذي خاض النهائي ضد مواطنه تشيلسي، عدم سفر لاعبه هنريك مخيتاريان مع بعثة الفريق لأسباب سياسية.
وقيل وقتها إنَّ مخيتاريان لم يسافر إلى العاصمة الأذرية باكو، التي اختارها يويفا لاستضافة المباراة النهائية، حرصاً على سلامته، في ظلِّ النزاع القائم بين أذربيجان ودولته، حول منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، حيث تحظر أذربيجان دخول المواطنين الأرمينيين إلى أراضيها.
ووقتها أصدر نادي أرسنال بياناً كشف فيه أنه طلب من اليويفا بعض الضمانات لسلامة لاعبه الأرميني، الذي كان قد شارك في كل مباريات المدفعجية السابقة في البطولة، لكن يويفا لم يردّ، وبالتالي لم يتلقّ النادي الضمانات التي طلبها، فكان قرار عدم سفر اللاعب.
كما شهد ذلك النهائي بعض التعقيدات بالنسبة لمشجعي الفريقين، إذا امتنع الكثيرون منهم عن الحضور بسبب تكلفة السفر إلى أذربيجان، التي تبعد أربعة آلاف كيلومتر عن لندن، ومشقته.
في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي استضافته العاصمة الإسبانية مدريد على ملعب واندا متروبوليتانو الخاص بنادي أتلتيكو مدريد، منح مشجعو ليفربول وتوتنهام 33,286 فقط مناصفة من أصل 68,000 ألف تذكرة مُخصَّصة لمباراة النهائي.
وقالت الروابط في بيانها إن "الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، أو الدوري الأوروبي، يجب أن يكون تجربةً رائعةً لمشجعي النادي الذي يصل إلى تلك المرحلة، لكنَّ المشجعين يواجهون صعوبات كبيرة لمجرد حضور المباراة.
وتتراوح المشكلات بين عدم كفاية عدد التذاكر المخصصة لمشجعي الفريقين، وترتيبات السفر التي تكون شبه مستحيلة بالنسبة لبعضهم، خاصة مع وجود عدد كبير جداً من المشجعين الذين يساندون فريقهم في كلِّ دورٍ، وصولاً إلى النهائي، لدرجة أنَّهم يُفلسون ولا يقدرون على شراء تذاكر حضور النهائي، أو لا يستطيعون حضوره على الإطلاق.
وأضاف البيان أنَّ قرعة البطولتين الأهم للأندية في أوروبا سوف تتضمن جميع عناصر كرة القدم، باستثناء الأشخاص الذين من دونهم لن تكون هناك كرة قدم أوروبية: الجماهير. لذا ندعو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى تعزيز حواره مع المشجعين، ونطلب منه البدء في التعامل مع روابط مشجعي الأندية مثلنا، لمناقشة المقترحات التي طرحناها" .