ثارت عاصفة من الانتقادات إثر خطة الإمارات لمنح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلى وسام مدني في البلاد، بينما تشنّ حكومته حملة عنيفة على إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة خارج الحدود وإجراءات عنصرية ضد المسلمين داخل البلاد.
حسب موقع Middle East Eye البريطاني، من المقرر أن يزور مودي الإمارات غداً الجمعة 23 أغسطس/آب 2019، على أن يسافر لاحقاً إلى البحرين.
وتأتي زيارة مودي في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً دولية بسبب ما يفرضه على سبعة ملايين كشميري من قيود قاسية، فضلاً عن احتجاز الآلاف لمحاولة وضع الإقليم تحت الحكم الهندي الكامل.
ورغم المحاولات العنيفة التي تدفع بها الحكومة الهندية لضم كشمير، والتي تُعرّض التركيبة السكانية للمنطقة ذات الأغلبية المسلمة للخطر، رأت أبوظبي أنه من المناسب تسليم مودي وسام "زايد" لدى وصوله إلى البلاد.
ومع ذلك، لم يغفل مُستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مفارقة تكريم رئيس الوزراء الهندي بينما تواجه حكومته اتهامات بارتكاب فظائع.
يشار أيضاً إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، حاصرت الحكومة الهندية فجأة كشمير، وقطعت خدمات الاتصالات وفرضت حظر التجول على مستوى الولاية، وأغلقت الصحف.
وشنّت السلطات حملة مداهمات للمنازل واعتقالات طالت الآلاف، ومن بينهم سياسيون معارضون وآخرون مؤيّدون لحكومة مودي القومية الهندوسية.
وعلى الإنترنت، وجّه مُستخدمون انتقادات لاذعة للبلدان ذات الأغلبية المسلمة، وخاصة في الشرق الأوسط، بسبب الصمت حيال تلك الحملة الشرسة.
وأدان السياسي الباكستاني أحسن إقبال صمت الحكومة الباكستانية على ما يجري.
ويُعزى الصمت على ما يجري إلى حجم التجارة بين دول الخليج العربي والهند، والتي تقدّر بنحو 100 مليار دولار سنوياً، مما يجعل نيودلهي شريكاً اقتصادياً مهماً.
وجاء الإعلان عن الوسام المدني البارز لأول مرة في أبريل/نيسان، عندما كشف ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أن رئيس الوزراء الهندي ينال الوسام نظير تعزيز العلاقات.
ورداً على ذلك، كتبت النائبة العمالية البريطانية، ناز شاه، خطاباً إلى محمد بن زايد تحثّه فيه على إعادة النظر في تكريم مودي.
وكتبت النائبة أن "مودي يفرض على شعب جامو وكشمير حصاراً تاماً منذ ما لا يقل عن 15 يوماً، مع قطع خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت وغيرها من مصادر الاتصالات".
وأضافت أن "منح مثل هذا التكريم لشخص يضطهد الشعب الكشميري باسم الشيخ زايد، لا يُشكِّك فقط في قيمة هذا اللقب المرموق سابقاً، ويشوّه إرثه، بل إنه أيضاً يجبر العالم على مناقشة طبيعة وعْيك الأخلاقي".
وسيصبح مودي أول رئيس وزراء هندي يزور البحرين عندما يسافر إلى المنامة.
يذكر أن الهنود يشكلون واحدة من أكبر المجتمعات المغتربة في البحرين، إذ تشير التقديرات إلى أن قرابة 350 ألف هندي يعيشون في المملكة.