بات من سمات إدارة ريال مدريد في المواسم الأخيرة في سوق الانتقالات، الصبر الشديد، حتى آخر يوم في سوق الانتقالات الصيفي وذلك لحسم أهم صفقاته، معتمداً على ضغط اللاعب على ناديه وقوة شخصية النادي وعروضه أيضاً لإجبار الأندية على الموافقة على رحيل نجومها في نهاية المطاف بعد الرفض الكبير.
تلك السياسة التعاقدية يتميز بها الرئيس فلورنتينو بيريز ولاقت نجاحاً كبيراً خاصة في صفقتي الكرواتي لوكا مودريتش والويلزي غاريث بيل من توتنهام، وكادت تنجح مع مانشستر يونايتد بضم حارسهم الأول ديفيد دي خيا، قبل أن يفسدها الفريق الإنجليزي بالتباطؤ في إرسال الموافقة على السيستم حتى إغلاق السوق نهائياً.
وعاد بيريز ليمارس تلك السياسة المحببة له والناجحة في مرات كثيرة، ليطبقها هذا الميركاتو، لجلب أحد الصفقتين الفرنسي بول بوغبا من مانشستر يونايتد، وبديله في اختيارات الفرنسي زين الدين زيدان، الدنماركي كريستيان إريكسن لاعب توتنهام وهما نجمان في خط الوسط ويريد زيدان أحدهما بأي شكل ليدعم صفوف الفريق الذي يعاني من نقص لتلك الجودة من اللاعبين في تلك المنطقة من الميدان، لاسيما مع صغر سنهما مقارنة بالثنائي الأساسي في الملكي مودريتش وتوني كروس.
ومع قلة فرص انتقال بوغبا من يونايتد بسبب تمسك النادي الإنجليزي بخدمات اللاعب، يستعد الريال لضم الخطة البديلة له، بتقديم عرض متأخر بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني إلى توتنهام في اليوم الأخير من سوق الانتقال لحسم صفقة إريكسن.
وينتهي سوق الانتقالات الصيفية في إسبانيا وأوروبا عامة يوم 2 سبتمبر/أيلول المقبل، بينما انتهى بالفعل في الدوري الإنجليزي مع انطلاق المسابقة ولكن لا يمنع من بيع الأندية للاعبين لخارج البريميرليغ.
وتأتي رغبة ريال مدريد في تأخير العرض لإجبار مجلس إدارة توتنهام، برئاسة دانيل ليفي في عدم التفكير كثيراً والموافقة على البيع، كما أن توتنهام بالفعل في موقف صعب مع إريكسن لأن عقده يتبقى به عاماً واحداً.
كما أن عرض الريال في الأيام الأخيرة من سوق الانتقال سيكون لإغراء ليفي مالك النادي المعروف بصعوبة التفاوض معه على ضم لاعبين، لكن تلك الصفقة ستكون أسهل بدلاً من رحيله مجاناً.
يذكر أن إريكسن قد انضم إلى صفوف توتنهام في صيف 2013، قادما أياكس مقابل 11 مليون جنيه إسترليني، وخاض اللاعب مع سبيرز 279 مباراة بكل البطولات نجح في تسجيل 66 هدفاً خلالها وصنع 86.