يبدو أن جماهير ريال مدريد لن تعيش في أجواء تفاؤلية لفترة طويلة، بعد أن غمرتها الفرحة في الميركاتو الحالي بضم الفريق لعدد من الصفقات الكبيرة والمميزة لتدعيم صفوف الفريق بعد موسم كارثي للنسيان، فسرعان ما ضربت لعنة الإصابات أغلب الصفقات الجديدة ليجد الفرنسي زين الدين زيدان نفسه في حيرة شديدة من أمره وكأن لعنة ضربت صفوف الفريق وتدعيماته الجديدة.
وتلقت جماهير الملكي صدمة كبيرة أمس الجمعة، تمثلت في تعرض النجم البلجيكي إيدين هازارد لإصابة في عضلات الفخذ، سيغيب على أثرها فترة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع، لتتعقد مهمة زيدان في ولايته الثانية مع الريال، وانقلب كل شيء ضده، رغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون بأنه محظوظ، خاصة في المباريات الكبيرة بغياب نجوم المنافسين بسبب الإصابة أو الإيقاف، كما حدث أمام بايرن ميونيخ ويوفنتوس وليفربول.
لعنة عكسية
انقلب السحر على الساحر، عبارة تصف تماماً موقف زيدان، بعدما ضربت الإصابة أكثر من لاعب قبل انطلاق الموسم بشكل رسمي.
البداية كانت بتعرض إبراهيم دياز لإصابة في الفخذ خلال مُعسكر الفريق في كندا، تلاه ماركو أسينسيو بقطع في الرباط الصليبي، ثم بدأت الإصابات تلاحق الصفقات الجديدة لوكا يوفيتش وفيرلاند ميندي ورودريغو.
ولم ينج من لعنة الإصابات الحارس تيبو كورتوا والقائد سيرجيو راموس، لكن الثنائي تعافى مؤخراً قبل لقاء سيلتا فيغو.
وجاءت أغلب الإصابات عضلية للاعبين، وهو أمر ناتج عن الحمل البدني الزائد في التدريبات، علماً بأن أنطونيو بينتوس المُعد البدني لريال مدريد قد رحل هذا الصيف، وتم التعاقد مع جريجون دوبون والذي كان يعمل تحت قيادة ديشامب في منتخب فرنسا.
موقف صعب
أصبح زيدان في موقف لا يُحسد عليه، في ظل لعنة الإصابات التي ضربت الفريق، بجانب النتائج السيئة في فترة التحضيرات قبل الموسم.
وكان ريال مدريد الفريق الأسوأ بين أندية الليغا على مستوى نتائج التحضيرات، وهو أمر فجر شكوك الجماهير حول قدرة الفريق على القتال في الموسم الجديد.
وغامر زيدان بقرار عودته لتولي القيادة الفنية لريال مدريد في شهر مارس/آذار الماضي، وتعرض للعديد من الانتقادات مؤخراً، ورفض الفرنسي الالتفات للانتقادات وصرح قائلاً "لا أفكر في صورتي الشخصية والانتقادات، أعلم المخاطرة التي قمت بها بعودتي وهذا جزء من حياة المدرب".
وتراجع زيدان عن بعض قراراته، أبرزها استبعاده للثنائي خاميس رودريغيز وغاريث بيل، وقام باستدعائهما لقائمة مواجهة سيلتا فيغو، واعتمد على بيل وكان أحد نجوم اللقاء الذي فاز به الريال بثلاثية لهدف في افتتاحية الليغا له.
إصرار على النجاح
رغم حالة القلق التي انتابت جماهير ريال مدريد، لكن زيدان يؤكد ثقته في المجموعة الحالية من اللاعبين، وفي أسوأ اللحظات التي مر بها الميرينغي في التحضيرات، وهي الخسارة بسباعية ضد الجار أتلتيكو مدريد، أكد زيدان أن فريقه سيُقدم موسماً رائعاً.
وأصر زيدان على رأيه بأن نتائج التحضيرات غير مهمة، وأن الفريق حقق الاستفادة المرجوة من هذه التجارب، وطالب فريقه باللعب بشكل جيد، لأن ذلك سيترتب عليه تحقيق نتائج رائعة، وبالفعل كانت الانطلاقة الجيدة في الليغا أمام فيغو بمثابة رد عملي لحديثه ذلك، وهدأت الأمور في البيت الأبيض الكروي قليلاً حتى إشعار آخر.