يواجه النازحون السوريون من المناطق المشمولة ضمن منطقة "خفض التصعيد"، شمالي البلاد والمتجهين نحو الحدود السورية التركية ظروفاً مأساوية، بعد هروبهم من منازلهم جراء هجمات نظام بشار الأسد وروسيا.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري، أعلن نظام بشار الأسد استئناف عملياته العسكرية في المنطقة رغم إعلانه الالتزام بوقف إطلاق النار خلال مباحثات أستانة التي جرت مطلع الشهر الجاري.
نزوح يتجدد
ونزح نحو 124 ألف مدني خلال فترة عيد الأضحى الماضي، من مناطق خفض التصعيد بعد زيادة حدة الهجمات من قبل النظام وداعميه، بحسب ما أفاد به مدير جمعية "منسقو الاستجابة المدنية" محمد حلاج أمس الجمعة 16 أغسطس/آب 2019.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، أوضح النازح من بلدة اللطامنة في حماة، عيسى شاكر، أنه اضطر للنزوح من البلدة إلى جنوبي إدلب قبل 5 سنوات، مشيراً إلى أنه ينزح مجدداً إلى الحدود التركية.
وقال: "لماذا لا يرى أحد ما يحل بنا؟ لا نعلم أين سنذهب. سنبحث عن تجمعات بعد سراقب كي ننصب خيمتنا".
أما محمد أحمد النازح من الريف الجنوبي لإدلب، فقال: "هربنا من الهجمات الجوية والبرية الوحشية. امتلأت الطرق المتجهة من ريفي إدلب وحماة والمؤدية إلى الحدود التركية، بالسيارات التي تحمل النازحين".
ودعا فصائل المعارضة إلى العمل تحت قيادة واحدة والتصدي لهجمات النظام.
من جهته، أوضح مصطفى عبدالله أنه نزح مع أسرته من بلدة كفرنبل بريف إدلب، إلى الحدود التركية هرباً من هجمات النظام وداعميه.
ووجه عبدالله نداء إلى المجتمع الدولي عامة والدول العربية خاصة لتقديم المساعدة لهم، وقال: "بقينا بدون مأوى نطلب من الدول العظمى أن تساعدنا في إيجاد حل والعودة لأرضنا ومنزلنا".
قتل مستمر
ويأتي ذلك فيما يواصل النظام وروسيا قصفهم على مناطق المدنيين في إدلب، حيث قُتل 6 وأصيب 3 مدنيين من أسرة واحدة، معظمهم أطفال، جراء غارات مكثفة شنتها مقاتلات نظام الأسد.
وقال مصطفى حاج يوسف، مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، اليوم السبت، إن غارة جوية للنظام على قرية الدير الشرقي، أسفرت عن مقتل 6 وإصابة 3 مدنيين من أسرة واحدة، معظمهم أطفال.
وذكرت مصادر في مرصد الطيران التابع للمعارضة السورية أن مقاتلات روسية شنّت غارة قرب بلدة "معرة النعمان".
ومساء الجمعة، قُتل 13 مدنياً بينهم سيدة حامل وأصيب 20 آخرون، في قصف روسي استهدف قرية "حاس" في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وكان نظام الأسد قد أعلن استئناف عملياته العسكرية في المنطقة رغم إعلانه الالتزام بوقف إطلاق النار خلال مباحثات أستانة التي جرت مطلع الشهر الجاري.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها لاتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة؛ رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/أيلول 2018 بمدينة سوتشي الروسية.
وكشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير، عن مقتل 781 مدنياً على الأقل، بينهم 208 أطفال، جراء غارات للنظام وحلفائه على خفض التصعيد، خلال المدة الواقعة بين 26 أبريل/نيسان 2019، حتى 27 يوليو/تموز الماضي.