قالت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، الجمعة 16 أغسطس/آب 2019، إنها لن تزور أسرتها في الضفة الغربية، كما كان مخططاً رغم سماح الحكومة الإسرائيلية لها بالزيارة.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن وزير الأمن الداخلي أرييه أدرعي موافقته على السماح لطليب (من أصل فلسطيني) بزيارة جدتها التي تسكن في الضفة الغربية المحتلة، رغم إعلان تل أبيب، الخميس، رفضها زيارة طليب وعضوة الكونغرس إلهان عمر إلى الأراضي الفلسطينية، بعد اتهامهما "بالترويج لمقاطعة إسرائيل".
طليب تبرر قرارها الرافض للقمع والظلم والعنصرية
وقالت طليب في تغريدة على صفحتها الرسمية في موقع تويتر: "إسكاتي ومعاملتي كمجرمة؛ ليس هذا ما تريده جدتي من أجلي".
وأضافت: "حدوث ذلك سيقتل قطعة مني، لذا قررت أن زيارة جدتي في ظل هذه الظروف القمعية تقف ضد كل ما أؤمن به؛ القتال ضد العنصرية والقمع والظلم".
وقالت طليب في تغريدة أخرى: "انتخابي كعضوة في الكونغرس، أعطى الشعب الفلسطيني الأمل في أن يتكلم شخص ما عن الظروف اللإنسانية التي يعيشها".
وتابعت: "لا يمكنني السماح لدولة إسرائيل بأن تزيل هذا النور، من خلال إذلالي وإخضاعي لسياساتها القمعية والعنصرية".
وعلى الفور خرج وزير الأمن الداخلي أرييه أدرعي، وقال إن طلب زيارة النائبة الأمريكية رشيدة طليب كان استفزازاً لإحراج إسرائيل.
إسرائيل سمحت لطليب بزيارة جدتها بعد رسالة إنسانية منها لوزارة الداخلية
وتحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس إنه لن يسمح لطليب وزميلتها النائبة إلهان عمر التي تنتمي أيضاً للحزب الديمقراطي بالقيام برحلة مزمعة إلى إسرائيل.
ومع ذلك قال نتنياهو إنه إذا قدمت طليب طلباً لزيارة أسرتها لأسباب إنسانية فستنظر إسرائيل في ذلك طالما تعهدت النائبة بعدم الترويج لمقاطعة إسرائيل.
وكانت النائبتان قد عبرتا عن تأييدهما لحركة (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات)، وهي حركة موالية للفلسطينيين تناهض سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفقاً للقانون الإسرائيلي بإمكان السلطات منع مؤيدي الحركة من دخول إسرائيل.
وبعثت طليب أمس الخميس برسالة إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية طلبت فيها التصريح لها بزيارة أقاربها، خاصة جدتها وهي في التسعينيات من العمر. وقالت إن الزيارة يمكن أن تكون فرصتها الأخيرة لرؤيتها.
ومضت تقول في الطلب الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية: "سأحترم أي قيود ولن أروّج لمقاطعات لإسرائيل خلال زيارتي".
وقالت وزارة الداخلية الإسرائيلية في بيان إنها "قررت اليوم الجمعة الموافقة على دخول النائبة الأمريكية رشيدة طليب لزيارة إنسانية لجدتها البالغة من العمر 90 عاماً".
وطليب وعمر أول نائبتين مسلمتين في الكونغرس الأمريكي. وطليب المولودة في ديترويت أول أمريكية فلسطينية تنتخب لعضوية الكونغرس. والنائبتان من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي وتوجهان انتقادات شديدة لترامب والسياسة الإسرائيلية.
ولطليب (43 عاماً) جذور في قرية بيت عور الفوقا في الضفة الغربية حيث تعيش جدتها وأقارب آخرون كثر لها.
وتبددت أي مؤشرات على إنهاء الاحتلال والصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس ما يسمى حل الدولتين الذي وجه الجهود الدولية لصنع السلام منذ عام 1993 وذلك في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ووضعت إدارة ترامب، وهي قريبة بشكل خاص من حكومة نتنياهو، خطة للسلام لكن تفاصيلها ما زالت غامضة. وأثارت إدارة ترامب غضب الفلسطينيين عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017.