قالت صحيفة Daily Mail البريطانية إن مزاعم تفيد بأن الملكة عبَّرت عن خيبة أملها من الساسة الحاليين، ومن "عجزهم عن الحكم بشكل صحيح" .
وتحرص الملكة البالغة من العمر 93 عاماً على البقاء محايدة في العلن، ولكن يقال إنها أخبرت مساعديها عن "خيبة أملها من الطبقة السياسية الحالية" .
وبحسب مصادر صحيفة Sunday Times، صدر عن الملكة إليزابيث هذا التعليق في 2016، لكن مشاعرها لم تزد إلا حدة منذ ذلك الوقت، وسط الفوضى السياسية غير المتناهية بسبب بريكست.
إذ قال أحد هذه المصادر إنَّ صاحبة الجلالة عبَّرت عن سخطها وإحباطها من جودة قيادتنا السياسية، وإن هذا الإحباط تنامى وحسب.
ملكة بريطانيا "فزعة للغاية"
وقيل أيضاً إن مساعدي الملكة تفاجأوا من نبرتها، ما دفعهم إلى وصف الملكة بأنها "فزعة للغاية" من وضع السياسة البريطانية.
ويأتي من بين المخاوف تورّطُ الملكة في مجريات الساحة السياسية في الوقت الذي تسبق الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمقرر في 31 أكتوبر/تشرين الأول القادم.
يهدد كل من مؤيدي بريكست ومعارضي الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون خطة، باستخدام مناورات دستورية غير مسبوقة للوصول إلى هدفهم.
وبينما تتمتع الملكة بالسيادة، يعتمد النظام السياسي في المملكة المتحدة على إبقائها خارج السياسة قدر الإمكان. ويقتصر دورها في الأوقات الطبيعية على ختم القرارات الحكومية من باب الاحترام.
أزمة بريكست تصل إلى الملكة
غير أن المؤتمرات السياسية اتسمت في الشهور الأخيرة بالمرونة، ويصر النواب المؤيدون للاتحاد الأوروبي على أن الملكة لن تملك خياراً سوى عزل السيد جونسون في حالة تمرير اقتراح سحب الثقة منه في مجلس العموم، ورفضه الامتثال له طوعاً.
أصرَّ أحد المصادر المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي على أن "الملكة ستكتب له حينها خطاباً تقول فيه إنه استُبعد". وتابع: "سيكون عليها إقالته، بالطبع سيكون عليها ذلك" .
وحذَّر أيضاً جون ماكدونيل، مستشار الظل، يوم الأربعاء 7 أغسطس/آب، من أنه في حالة خسارة السيد جونسون للتصويت على الثقة، سيُصر حزب العمال على أن يصبح جيرمي كوربين رئيساً للوزراء.
وقال في إحدى فعاليات Edinburgh Festival Fringe: "لا أريد أن أورط الملكة في هذا؛ لكنني سأرسل جيرمي كوربين في سيارة أجرة إلى قصر باكنغهام، ليخبرها بأننا سنتولى القيادة" .
ويمكن للسيد جونسون أن يستخدم ثغرة في قانون البرلمانات محددة المدة، لتحديد موعد الانتخابات، لتكون بعد تاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول، في حالة خسارته لتصويت الثقة.
ومع أن الملكة هي من تحدد تاريخها بناءً على توصيات رئيس الوزراء، لا يحدد القانون إطاراً زمنياً يجب الالتزام به.
ويعترف مؤيدو الاتحاد الأوروبي من نواب البرلمان، بأنه يمكن للسيد جونسون من الناحية القانونية إرجاء الجدول لمدة شهر على الأقل، وهو ما يتخطَّى الموعد الأخير المحدد في عيد الهالوين.
وتشير تقارير إلى أن تعليقات الملكة جاءت بعد استقالة ديفيد كاميرون بوقت قصير في أعقاب استفتاء بريكست.
آخر ثلاث سنوات كانت الأسوأ
وقد اتسمت السنوات الثلاث منذ ذلك الوقت باضطرابات سياسية أكبر، حيث سادت حالة من الانقسام في الحزبين الرئيسيين.
ولم يحظَ أي حزب على أغلبية في مجلس العموم منذ 2017، وسادت الفوضى في البرلمان في الأشهر الأخيرة.
الأهم أن بيوت البرلمان لم تكن قادرة على التوصل إلى اقتراح قابل للتنفيذ بخصوص بريكست، لتطبيق نتائج استفتاء 2016.
وقد صوَّت النواب ثلاث مرات لصالح رفض اتفاق تيريزا ماي مع بروكسل، وبعد ذلك بوقت قصير اضطرت للتنحي عن منصبها.
وفشلت كذلك البدائل الأخرى -كالخروج من الاتحاد الأوروبي دون صفقة أو إجراء استفتاء ثانٍ- في الفوز بدعم أغلبية النواب.
وقد تلقى كل من الحزبين عقاباً شديداً من المصوتين في الانتخابات الأوروبية، في شهر مايو/أيار، فقد حلَّ حزب العمال في المرتبة الثالثة، والمحافظون في المرتبة الخامسة بشكل مهين.