اتَّهمت الحكومة اليمنية، التي تدعمها السعودية، السبت 10 أغسطس/آب 2019، الانفصاليين الجنوبيين بتنفيذ انقلاب في عدن، بعد سيطرة مسلّحيهم على جميع الثكنات العسكرية بالمدينة الجنوبية، التي تعد مقر الحكومة المعترف بها دولياً.
وقالت وزارة الخارجية في بيانٍ على تويتر "ما يحصل في العاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية" .
انفصاليو الجنوب يسيطرون على جميع معسكرات الجيش
وقال مسؤول، في وقت سابق السبت، إنَّ الانفصاليين في جنوب اليمن سيطروا على جميع معسكرات الجيش التابعة للحكومة في عدن، بعد اشتعال القتال بين الجانبين المتحالفين اسمياً، واللذين انقلب كل منهما على الآخر، الأمر الذي يعقِّد جهودَ الأمم المتحدة الرامية لإنهاء الحرب المدمرة في البلاد.
واستؤنفت المعارك عند الفجر في رابع يوم من الاشتباكات بين الانفصاليين وقوات الحكومة، في المدينة الساحلية التي يوجد بها المقر المؤقت للسلطة اليمنية المعترف بها دولياً.
وقالت مصادر طبية إنَّ ثمانية مدنيين على الأقل لَقوا حتفَهم، الجمعة 9 أغسطس/آب 2019.
والطرفان المتقاتلان يضمهما التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يحارب حركة الحوثي المسلحة المتحالفة مع إيران، منذ مارس/آذار 2015. وحصدت الحرب أرواحَ عشرات الآلاف من الأشخاص، ودفعت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى حافة المجاعة.
المجلس الجنوبي سيطر على قصر المعاشيق الرئاسي
قال مصدر عسكري إن قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، فرضت سيطرتها على قصر المعاشيق، مقر الحكومة، بعد مغادرة مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين موالين لها على متن عربات مدرعة سعودية.
وأضاف المصدر الموالي لقوات الانتقالي الجنوبي للأناضول، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن قوات الحزام تسلمت المواقع الحيوية والقصر، وبذلك تكون قد سيطرت على مدينة عدن بالكامل.
وأشار إلى إن قوت الحماية الرئاسية التي خاضت قتالاً ضد قوات الحزام استسلمت وانضمت إلى الأولى، دون أن يورد مزيدا من التفاصيل عن حجم تلك القوات.
ووفق المصدر، فإن القوات التي التزمت الحياد مثل قوات المنطقة العسكرية الرابعة وقوات الدفاع الساحلي، أعلنت ولائها إلى الانتقالي الجنوبي.
بعد أن استولوا على إقامة وزير الداخلية
وقال سكان إنَّ المعارك التي دارت، اليوم السبت، تركَّزت في البدء على القصر الرئاسي الخالي تقريباً في مديرية كريتر، المأهولة في معظمها بالسكان، والقريبة من مطار عدن الدولي، وكذلك في حيٍّ يقيم فيه وزير الداخلية أحمد الميسري.
وقال مسؤولون إنَّ الانفصاليين استولوا أيضاً على منزل الوزير الذي كان قد غادره من قبل.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، إنَّ المعارك حاصرت المدنيين في المنازل وسط تناقص إمدادات المياه والطعام. وقالت المنظمة الإغاثية إن طول أمد القنال في المدينة، وهي بوابة للتبادلات التجارية والمساعدات الإنسانية، يمكن أن يؤثر سلباً على جهود مكافحة الأزمة الإنسانية التي تُمسِك بخناق باقي اليمن.
رغم دعوات التهدئة الصادرة عن الإمارات والأمم المتحدة
بدأت الاشتباكات، يوم الأربعاء 7 أغسطس/آب 2019، بعد أن اتَّهم الانفصاليون حزباً إسلامياً حليفاً للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتواطؤ في هجوم صاروخي استهدف عرضاً عسكرياً، في الأول من أغسطس/آب الجاري، وكان واحداً من ثلاث هجمات منفصلة استهدفت قوات الجنوب.
والانفصاليون وحكومة هادي متحدون اسماً في معركتهم ضد حركة الحوثي، التي أطاحت بهادي من السلطة في العاصمة صنعاء، أواخر 2014، لكن لكل منهما أهدافه المختلفة بشأن مستقبل اليمن.
وقالت الإمارات، العضو في التحالف الذي تقوده السعودية لكنها تدعم الانفصاليين، إنَّ جميع الجهود يجب أن تتركَّز على هزيمة الحوثيين، ودعت إلى إنهاء التصعيد في عدن.
ودعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، إلى بذل الجهود وممارسة الضغوط من أجل تحقيق هذا الهدف.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجانبين، السبت، إلى وقف العمليات القتالية والانخراط في "حوار شامل". وتسعى المنظمة الدولية إلى وقف تصعيد التوتر في مختلف أنحاء اليمن، بينما تحاول تطبيق اتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية إلى الشمال من عدن، لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب.
بينما يواصل الحوثيون قصف مواقع داخل السعودية
وعلى صعيد منفصل، قالت قناة "المسيرة"، الناطقة بلسان جماعة الحوثي اليمنية، السبت، نقلاً عن متحدِّث عسكري، إنَّ الجماعة هاجمت مطار أبها بالسعودية، وهو مطار مدني، بطائرات مسيَّرة. وأضاف المتحدث أن الطائرات استهدفت مستودع الوقود وبرج المراقبة بالمطار.
وذكرت قناة العربية التلفزيونية، التي يملكها سعوديون، أن حركة الملاحة الجوية في المطار تسير بشكل طبيعي.
وصعَّد الحوثيون ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيَّرة عبر الحدود للسعودية، التي تقود التحالف السُّني الذي يدعم الحكومة اليمنية والمدعوم من الغرب.
وتسيطر حركة الحوثي على العاصمة صنعاء والحديدة والمدن الكبيرة الأخرى، بينما تسيطر حكومة هادي على عدن وسلسلة من البلدات على الساحل الغربي لليمن.
وعلى نطاق واسع في المنطقة يعتبر الصراع في اليمن حرباً بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون أن يكونوا دمى لدى إيران، ويقولون إنَّ حركتهم ثورة على الفساد.
وقلَّصت الإمارات وجودَها العسكري في اليمن، في يونيو/حزيران، وسط ضغوط من الحلفاء الغربيّين لإنهاء الحرب، ومخاوف من عواقب التوتر المتصاعُد مع إيران في الخليج.