لا تزال الإجراءات الأمنية المشدَّدة المحيطة في جزء إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية قائمةً، على الرغم من السماح للسكان بحضور صلاة الجمعة في بعض المساجد المحلية، لكنَّ المسجد الكبير في سريناجار مغلق، ولا تزال هناك قيود مشدَّدة.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، لا يزال الآلاف من الجنود يجوبون في دوريات الشوارع بعد أربعة أيام من إلغاء الحكومة الهندية الحكم الذاتي للإقليم ذي الأغلبية المسلمة.
قطع الاتصالات وشبكات الإنترنت عن كشمير
والاتصالات منقطعة في المنطقة منذ يوم الأحد 4 أغسطس/آب، مع إغلاق الحكومة شبكات الهاتف المحمول والإنترنت.
وأفاد بعض الأشخاص بأنهم قادرون الآن على الاتصال بشبكة الإنترنت، ويبدو أن إشارة شبكة الهاتف المحمول صارت نشطة في بعض الأجزاء من سريناجار، وهي المدينة الرئيسية في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير، لكن الاتصالات لم تعد بالكامل.
يقول عامر بيرزادا، من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في سريناجار، إنَّ حظر التجول المفروض منذ يوم الإثنين، 5 أغسطس/آب، لا يزال قائماً. ووعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي مواطني كشمير بأنهم سوف يتمكنون من الاحتفال بعيد الأضحى، يوم الأحد 11 أغسطس/آب.
ونشرت الهند عشرات الآلاف من القوات في كشمير ذات الأغلبية المسلمة، قبل إعلانها يوم الإثنين أن المادة 370، التي ينصُّ عليها الدستور، وتمنح المنطقة وضعاً خاصاً، ستُلغى.
ومنذ ذلك الإعلان المثير للجدل، احتجزت السلطات مئات الأشخاص، بمن فيهم السياسيون والناشطون ورجال العلم، في مراكز اعتقال مؤقتة، في محاولةٍ منهم لتهدئة وتيرة الاحتجاجات.
استمرار المواجهات وتضييق الشرطة
إلا أنَّ أعمال العنف اندلعت بالفعل هنا وهناك، وشاهد مراسلو BBC بعضَ المتظاهرين يرشقون قوات الأمن بالحجارة، وتحدَّثوا إلى السكان الذين قالوا إنهم يخشون من أن يتفاقم الوضع ويصبح أسوأ.
على الرغم من إعلان الشرطة السابق بشأن تخفيف القيود من أجل تسهيل الصلاة، لا يزال المسجد الجامع، أكبر مساجد سريناغار، مغلقاً.
يقول مراسلون إنَّ هذا يُقصَد به تجنُّب تجمهُر الحشود، الذي يمكن أن يتحول إلى أعمال عنف.
من غير الواضح ما إذا كان المسجد ستُفتح أبوابه للصلاة يوم الأحد، في أول أيام العيد، إذ إنَّ قرار إبقائه مغلقاً قد يؤدي إلى نشوب احتجاجات.
وتربط نيودلهي وكشمير علاقة مضطربة منذ عقود، فقد كان هناك تمرُّد مسلَّح ضدَّ حكم الهند هناك منذ عام 1989، وأُزهقت آلاف الأرواح. وتندلع أيضاً احتجاجات حاشدة بانتظام، واتُّهمت قوات الأمن الهندية مراراً بارتكابها انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان أثناء قمع المظاهرات.
ظهر رئيس الوزراء ناريندرا مودي في وسائل الإعلام الحكومية، يوم الخميس 8 أغسطس/آب، للدفاع عن قرار حكومته شديد الإثارة للجدل، وقال إن عهداً جديداً قد بدأ في المنطقة، إذ أُزيلت المعوقات التي كانت تمنع تطويرها.
وقال: "سيكون هناك الكثير من أعمال التنمية، وسوف يُمنح جميع المواطنين حقوقهم" .
ما سبب الجدل الدائر حول كشمير؟
يقع إقليم كشمير في منطقة جبال الهيمالايا، وتنادي كلٌّ من الهند وباكستان بأنَّه حقٌّ لها بالكامل.
وكان لهذه المنطقة ذات يوم أمير يحكمها، وتسمى جامو وكشمير، لكنَّها انضمَّت إلى الهند في عام 1947، عندما انقسمت شبه القارة الهندية في نهاية الحكم البريطاني.
في السابق خاضت الهند وباكستان الحربَ من أجل تلك المنطقة، وأَحكم كل منهما سيطرته على أجزاء مختلفة من الإقليم، ثم اتَّفقت الدولتان على وقف إطلاق النار.
ما مدى أهمية المادة 370؟
سمحت المادة للإقليم بقدرٍ معيَّن من الحكم الذاتي، وبأن يكون له دستور وعَلَم منفصلان، وحرية سَنّ القوانين. أما الشؤون الخارجية والدفاع والاتصالات فظلَّت حكراً على الحكومة المركزية.
ونتيجة لما سبق، كان باستطاعة جامو وكشمير سَن قوانين خاصة، فيما يتعلق بالإقامة الدائمة، وحيازة الممتلكات، والحقوق الأساسية. كما أمكن منع الهنود من خارج المنطقة من شراء الممتلكات أو الاستقرار فيها.
أرسى الحكم الدستوري قواعدَ العلاقة المشحونة معظم الوقت بين الهند وكشمير، وهي المنطقة ذات الأغلبية المسلمة الوحيدة التي انضمَّت إلى الهند، عندما جرى تقسيم شبه القارة الهندية.