يعد جيش كوريا الشمالية الرابع على العالم من حيث الحجم، بحوالي 1.2 مليون جندي في الخدمة الفعلية، وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، لكن وراء هذا "غسل أدمغة" تقوم به كوريا الشمالية حتى للأطفال، لضمان الخدمة المستقبلية في هذا الجيش الضخم، أو هذا ما قاله لاجئ كوري شمالي يعيش في أمريكا.
فرض الولاء للجنرال المعظم منذ الطفولة
قال هوان لي، اللاجئ الكوري الشمالي الذي يعيش حالياً في الولايات المتحدة، لموقع Business Insider الأمريكي: "عندما كنت صغيراً، اعتقدت أنه من الواضح أنني سأصبح جندياً. كل عناصر تعليم الطلبة في كوريا الشمالية تغرس أفكار الولاء المطلق لعائلة كيم في عقول الطلبة. وتغسل أدمغتهم، وتخبرهم أنه يتعين عليهم أن يكونوا جيشاً لحماية عائلة كيم، والولاء لهم" .
وفي كتابها "The Great Successor: The Divinely Perfect Destiny of Brilliant Comrade Kim Jong Un"، تسرد آنا فيفيلد الطرق التي يستخدمها النظام في كوريا الشمالية لتلقين الأطفال في سن مبكرة.
وكتبت: "لقد ذهبت إلى إحدى الحضانات معلّقة لافتة أمامها تقول: (شكراً لك، الجنرال المعظم كيم جونغ أون)".
وتابعت: "كانت الحضانة مزينة برسوم كارتونية لحيوان راكون يحمل قاذفة قنابل صاروخية، وطيور بأزياء البحارة ممسكة بمدافع آلية. ويلوّح الأطفال بمدافع كلاشينكوف بلاستيكية أثناء زيارة المراسلين والصحفيين والتقاط الصور" .
وأكّد "لي" ذلك، قائلاً: "من عمر صغير جداً، كنا نتعلم أنه لمن دواعي الشرف العظيم أن نكون في جيش الجنرال كيم. كل مرحلة تعليم الأطفال تقريباً تركّز على فرض الولاء للديكتاتور" .
قال لي إن كلا والديه عمل في الجيش، ولكنهما لم يتحدثا عن خدمتهما، ولم يكن يسأل أي منهما.
الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم المواطنين
بينما تضع العديد من الدول متطلبات وشروطاً للتجنيد، يبدأ التلقين في كوريا الشمالية مبكراً، كما تكون الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم المواطنين.
وبالرغم من إعفاء بعض الشباب الصغار من الخدمة العسكرية، مثل طلبة المدارس الثانوية الخاصة مثل مدرسة بيونغيانغ للغات الأجنبية، حيث كان "لي" طالباً في المرحلة الثانوية، كان أطفال النخبة الرفيعة ملزمين بأداء ما أطلق عليه لي "الخدمة العسكرية الاجتماعية" .
لي، على سبيل المثال، مارس فنون الدفاع عن النفس في الجيش، وكان يقدّم العروض قبل زيارة القادة الأجانب لإظهار مدى مهارة وقوة جيش عائلة كيم.
تاريخ عائلة كيم العسكري
تعد البراعة العسكرية جزءاً مهماً من تاريخ عائلة كيم؛ إذ أسس كيم إل سونغ، القائد الأول لكوريا الشمالية، لمكانته الأسطورية اعتماداً على براعته القتالية ضد الجيش الياباني أثناء احتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية.
وبالرغم من أن كيم جونغ أون لم يخدم في الجيش، فقد اعتمد في قيادته للبلاد نهجاً عسكرياً بالدرجة الأولى وأجرى أولى التجارب النووية عام 2006.
ووفقاً لكتاب فيفيلد، فقد تجنب كيم جونغ أون الخدمة العسكرية أيضاً، ولكن تشير الأنباء إلى ارتياده جامعة كيم إل سونغ العسكرية في بيونغيانغ، حيث درس "القيادة العسكرية وفق مبدأ جوتشي"، مبدأ الاكتفاء الذاتي في الثقافة الكورية الشمالية.
وذكرت فيفيلد أن كيم جونغ أون كان يطلق عليه "الرفيق الجنرال"، وهو لا يزال بعمر العاشرة. وذكرت أنه غالباً ما كان يرتدي زي جنرال بقياس الأطفال.
ولا يعد هو الوحيد في ذلك، إذ تُظهر العديد من صور الرئيس كيم أطفالاً، حتى حديثي المشي منهم، بأزياء عسكرية.
وكما يصف لي، فإن الإصدار الكوري الشمالي من أغنية الكشافة (التي تتميز بالعدوانية)، يبرز مدى ضراوة الصبية في قتالهم، واستعدادهم للتضحية بأنفسهم، من أجل الجنرال كيم؛ تقول كلمات الأغنية: "3 ملايين صبي كشافة سيكونون بنادق وقنابل، سنكون بنادق وقنابل للجنرال" .