تحاول إسرائيل "خداع الرأي العام الدولي" بالموافقة على بناء منازل للفلسطينيين، كما يرى الفلسطينيون الذين ربطوا القرار نادر الحدوث بالتزامن مع زيارة يقوم بها جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره إلى مدينة القدس.
استعدادات صفقة القرن
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 31 يوليو/تموز 2019، بكوشنر في مدينة القدس، ووصف بيان صدر عن مكتب نتنياهو، اللقاء بـ "المهم"، من دون أن يتطرق إلى تفاصيله.
وحسب البيان، حضر اللقاء أيضاً كل من المبعوث الأمريكي للشأن الإيراني بريان هوك، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر.
ووصل كوشنير، في وقت سابق الأربعاء، إلى تل أبيب، في زيارة تستغرق عدة ساعات ضمن جولة يقوم بها في المنطقة.
وتأتي جولة كوشنر في إطار الاستعدادات لنشر تفاصيل خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ "صفقة القرن" في غضون الأشهر المقبلة.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، بينها مجلة Vanity Fair السياسية، غادر كوشنر الولايات المتحدة، مساء الإثنين 29 يوليو/تموز 2019، نحو الشرق الأوسط، لمواصلة الزخم الذي تولد في "ورشة المنامة" بالبحرين يونيو/حزيران الماضي.
جولة كوشنر تشمل دولاً عربية عدة
وبدأ كوشنر جولته بزيارة عمان، حيث شدد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، خلال الاجتماع، على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتشمل جولة كوشنر: إسرائيل، الأردن، مصر، السعودية، والمغرب. فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الإمارات ستكون أيضاً ضمن الجولة.
ويرافق كوشنر، في جولته كل من: نائبه آفي بيركويتز، وغرينبلات، والمبعوث الأمريكي الخاص بإيران، براين هوك.
ولم تعلن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسمياً حتى الآن عن الجدول الزمني لجولة كوشنر.
منازل جديدة للمستوطنين والفلسطينيين بموافقة إسرائيل!
في الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل أنها ستبني 6000 منزل جديد للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع الموافقة على تصاريح بناء 700 منزل للفلسطينيين، وهو القرار الذي رحبت به واشنطن بالتزامن مع زيارة مبعوثها، بينما رفضتها القيادة الفلسطينية معتبرةً منها خطوة لخداع الرأي العام.
وتتركز معظم المستوطنات في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، وهي منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل بموجب اتفاقات السلام المؤقتة المبرمة في أوسلو عام 1993.
وقد لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات المقررة يوم 17 سبتمبر/أيلول، إلى أن إسرائيل قد تضم المستوطنات في الضفة الغربية، وذلك في تحد للقوى العالمية التي تعتبرها مستوطنات غير شرعية.
ويسعى الفلسطينيون إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي تم الاستيلاء عليها عام 1967 وإقامة دولتهم في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
ووفقاً لإسرائيل، يعيش نحو 450 ألف مستوطن وما يتراوح بين 250 ألفاً و290 ألفا من الفلسطينيين في المنطقة (ج). ويعيش حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
لكن الفلسطينيين رفضوا الإعلان الإسرائيلي
رفضت القيادة الفلسطينية الإعلان الإسرائيلي، قائلة إنها ترفض أي عمليات بناء إسرائيلية أو أي سيطرة على أنشطة البناء الفلسطينية في الضفة الغربية.
فيما قال مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه: "هذا القرار الهزيل يهدف لخداع الرأي العام الدولي، وإضفاء الشرعية على الاستيطان ومحاولة للمساواة بين بناء الفلسطيني على أرضه والبناء الاستعماري الاستيطاني الذي يسرق الأرض والماء والهواء" .
وأضاف البيان: "الاستيطان غير شرعي وغير قانوني وسينتهي كما انتهى في دول كثيرة، وحقنا بأرضنا سيبقى رغم كل هذه القرارات" .
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن الإعلان الإسرائيلي يشكل "دليلاً واضحاً على العقلية الاستعمارية الظلامية الحاكمة في إسرائيل، التي تضرب عرض الحائط بجميع القرارات الأممية والقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة" .
بينما قال ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، إن تصاريح البناء الصادرة للفلسطينيين هي الأولى منذ فترة.
وأضاف لشبكة CNN: "نقضي الكثير من الوقت في التحدث مع الإسرائيليين حول تحسين الأوضاع في الضفة الغربية وغزة" .
وتهرب فريدمان من الإجابة على أسئلة حول ما إذا كانت إدارة ترامب تتوقع قيام دولة فلسطينية أو ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، وقال: "نريد أن يتمتع الفلسطينيون بالحكم الذاتي. نريد أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم" .
وأضاف فريدمان: "إسرائيل لم تقدم لنا أي خطة للاحتفاظ بأي جزء من الضفة الغربية أو ضمه، وليس لدينا أي رأي حول هذا الأمر حالياً على الإطلاق" .
ومضى قائلاً إنه يرى أن إسرائيل لديها الحق القانوني في الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية.