وجَّهت أمٌّ شابة تحذيراً شديد اللهجة بعد إصابة طفلها بسلالةٍ خطرة من فيروس الهربس، بسبب قُبلةٍ واحدة. إذ لاحظت الأم التي تُدعى هايلي إثيردج، أنَّ ابنها بايلي غراي ليس على ما يرام حين انتشر طفحٌ جلدي على وجهه.
وفي ذلك الوقت، كانت حبلى بطفلها الثاني في الأسبوع الخامس والثلاثين. وقالت صحيفة The Sunالبريطانية، أخذت بايلي غراي إلى مستشفى نورث مانشستر العام، حيث أخبرها الأطباء بأنَّه مصابٌ بفيروس الهربس البسيط من نوع HSV-1.
فيروس "خطير" ينتقل عن طريق اللعاب واللمس
وصحيحٌ أنَّ ذلك الفيروس -الذي يوصَف بفيروس "القرحة الباردة" وينتقل عن طريق اللعاب والاتصال الجِلدي والتلامس في بعض الأحيان- لا يُشكِّل خطورة كبيرة على البالغين، لكنَّه يمكن أن يكون خطراً للغاية على الرُضَّع والأطفال الصغار.
وتعتقد الأم أنَّ ابنها أصيب بالفيروس بعد تلقيه قُبلةً من أحد أقربائه، لكنَّه أكَّد استحالة التيقن من ذلك.
وقالت: "حين أخبرني الأطباء بأنَّه مصابٌ بالهربس، شعرت بصدمة، إذ يفترض الناس أنَّه دائماً ما ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، لكنَّه ليس كذلك… أتذكر أنني جلست وكنت أبكي، وأتحدث إلى الأطباء، وأسألهم أسئلتي فأحصل على إجاباتٍ لا تريد أي أُم سماعها".
وأضافت: "أخبروني بأنَّ الفيروس إذا امتد إلى عينيه، فقد يُصاب بالعمى، لذا شعرت بالرعب الشديد… لم أكن أعرف على الإطلاق أنَّ فيروس القروح الباردة البسيط يمكن أن يكون خطراً إلى هذا الحد على الأطفال".
والعدوى قد تنتقل حتى إلى الجنين
وقالت هايلي إنَّ محنتها أصبحت أشد ترويعاً حين لاحظ الأطباء أنها حامل، وأخبروها بأنها بحاجة إلى تلقي العلاج فوراً.
إذ قالوا لها آنذاك إنَّ العدوى إذا انتقلت إليها من بايلي، فستكون هناك احتمالية قوية لانتقال الفيروس إلى جنينها الذي لم يولد بعد؛ وهو ما سيتسبب في عواقب وخيمة.
وقالت هايلي: "أخبرني الأطباء بأنَّ العدوى إذا انتقلت إلى جنيني، فقد يتسبب ذلك في إصابته بالعمى، أو تلف في الدماغ، بل إنَّه قد يولد ميتاً".
وأضافت: "كنت جالسة هناك أفكِّر في أنَّ لديَّ طفلاً حالته حرجة بالفعل، وقد قيل لي إنَّ طفلي الآخر قد يموت… لم أشعر بخوفٍ شديدٍ كهذا في حياتي قط".
وقالت هايلي إنها اضطرَّت إلى البقاء تحت المتابعة المستمرة طوال فترة حملها، في حين لم يستطع الأطباء آنذاك معرفة ما إذا كانت هناك أي عدوى قد انتقلت إلى طفلها.
ولحسن الحظ، وُلِد ابنها الثاني، الذي يُدعى فيتو، بصحةٍ جيدة في مايو/أيار عام 2017، ويكبر الآن هو وشقيقه بحالٍ جيدة.
وأرجعت هايلي حُسن حظها إلى العلاج الذي تلقته في أثناء وجودها بالمستشفى مع بايلي، قائلةً إنَّ الفضل يرجع إلى الأطباء الذين كانوا "متيقظين" للغاية. وقالت: "أنا واحدة من المحظوظات".
وهناك حالات تسببت في وفاة أطفال
وأضافت: "مع أنَّ أعراض الفيروس تظهر على بايلي في بعض الأحيان حين يُصاب بوعكةٍ صحية، فإنَّ إصابته لم تستدعِ الذهاب إلى المستشفى سوى مرتين فقط .أمَّا فيتو، فهو يبلغ الآن عامين، ولم يواجه أي مشكلة ولم يَبدُ أنَّه مصابٌ بالفيروس، الحمد للرب".
وأردفت: "وصحيحٌ أنَّ قصتي انتهت نهايةً سعيدة، لكنَّ بعض الأشخاص قد لا يشهدون نهايةً مثلها. ومع أنَّ ما حدث لعائلتي أمر نادر الحدوث، فإنَّه ما زال يحدث".
ففي العام الماضي (2018)، فقدت شابةٌ تُدعى كيرا ألدكروفت وتبلغ من العمر 22 عاماً، ابنها الوليد بعدما نقلت إليه فيروس الهربس من نوع HSV-2.
إذ لم تكن لديها آنذاك أي فكرة عن أنَّها كانت تحمل الفيروس النائم، الذي نقلته عن غير قصد إلى ابنها في أثناء الولادة.
لذا تُنظِّم كلٌّ من كيرا وهايلي الآن حملاتٍ للمطالبة بإجراء تحليلٍ إلزامي لجميع النساء الحوامل في كل أنحاء المملكة المتحدة، باستخدام تحليل لطخة ويسترن.
وذكرت هايلي أنَّها تريد التوعية بالفيروس على نطاقٍ واسع، وتوعية الآباء والأمهات الجدد بمخاطر تقبيل الأطفال الصغار.
وقالت: "يقول بعض الأشخاص إنَّك يجب ألَّا تُبالغ في وقاية أبنائك، وأن تدعهم يختلطون بالجراثيم والأوساخ وتتركهم يتعلمون محاربتها بمفردهم… ولكن هناك بعض الأشياء التي لا يستطيع الأطفال محاربتها، فلا داعي للمخاطرة".
وأضافت: "لذا يرجى توخي الحذر مع أطفالك، فهُم صِغارٌ وضعفاء جداً، لدرجة أنَّ قُبلةً بسيطة يمكنها تحطيمهم".