البرازيل تسير على خط المواجهة مع إيران.. فما مصلحتها في التحالف مع ترامب؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/25 الساعة 09:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/25 الساعة 09:16 بتوقيت غرينتش
ترامب وبولسونارو البرازيل - أرشيفية رويترز

يوماً بعد يوم تتسع الرقعة الجغرافية للأزمة المحتدمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ووصلت الآن إلى أمريكا الجنوبية حيث شواطئ البرازيل، فما قصة دخول الدولة اللاتينية التي تتمتع بعلاقات قوية مع طهران على خط المواجهة؟ وماذا تفعل السفن الإيرانية هناك؟ وما مصلحة ريو دي جانيرو في معاداة إيران؟

ماذا تفعل السفن الإيرانية هناك؟

قبل أسبوعين من الآن، كانت أربع سفن شحن تابعة لإيران تدعى "ترمه"، و"باوند"، وکنج"، و"دلربا" تحمل منتجات بتروكيماوية تستخدم كسماد زراعي للبرازيل ويفترض أن تعود محمّلة بمواد غذائية، لكن رفضت البرازيل تزويدها بالوقود، بسبب العقوبات الأمريكية، ولا تزال عالقة هناك، بحسب وكالة رويترز.

إحدى السفن الإيرانية العالقة في البرازيل – رويترز

وأفادت مصادر مشغلي ميناء بارانابواي بالبرازيل، بأن هذه السفن العالقة تم إرسالها إلی هذا المیناء لنقل الذرة من هذا البلد إلى إيران.

ماذا تقول إيران؟

سفير إيران لدى البرازيل، علي سقائيان، هدد أمس الأربعاء 24 يوليو/تموز بأن بلاده ستوقف الاستيراد من البرازيل في حال استمر الوضع بالنسبة للسفن الإيرانية، مضيفاً: "يمكن لإيران أن تجد بسهولة بائعين آخرين للصويا والذرة واللحوم"، حسب وكالة "بلومبرغ".

ما حجم التبادل التجاري بينهما؟

إيران واحدة من المشترين الرئيسيين للمحاصيل الزراعیة البرازيلية، ومنذ بداية العام الحالي، بلغت الواردات الإيرانية من الذرة من البرازيل نحو 2.5 مليون طن، وتبلغ قيمة صادرات البرازيل السنوية إلى إيران نحو ملياري دولار، ومن بين هذه السلع المستوردة السكر واللحوم.

طبيعة العلاقات بين البلدين

العلاقات بين إيران والبرازيل كانت تتسم بالقوة وتوصف بالاستراتيجية، ويكفي أن نقول إن البرازيل كانت الوسيط الرئيسي في الملف النووي الإيراني في العقد الماضي وتوصلت لاتفاق ضم معهما تركيا، يشبه كثيراً الاتفاق النووي الذي تم توقيعه وانسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفجراً الأزمة الحالية.

ما سبب الموقف الحالي إذاً؟

رغم التاريخ الطويل من العلاقات القوية بين البلدين، أدى وصول الرئيس الحالي بولسونارو إلى سدة الحكم إلى تحول جذري في سياسات البرازيل لتتطابق مع سياسات إدارة ترامب، حيث ينتمي بولسونارو إلى اليمين المتطرف ويطلق عليه "ترامب البرازيل".

بولسونارو الذي يوصف بأنه "ترامب البرازيل" – رويترز

ومن هذه الأرضية، حذر الرئيس البرازيلي المصدرين والمستوردين في بلاده من التعامل التجاري مع إيران، مضيفاً دون مواربة أن بلاده تقف في صف الولايات المتحدة في سياستها تجاه إيران: "نحن مصطفون معهم سياسياً (مع واشنطن)، لذلك نفعل ما نحن مضطرون لفعله"، بنص كلمات بولسونارو للصحفيين الأجانب هذا الأسبوع.

سقائيان قال إن "إيران والبرازيل دولتان كبيرتان ولا يجب أن تفرض على أي منهما دولة أخرى ما يجب القيام به".

يمكن لإيران أن ترسل وقوداً لسفنها في البرازيل أو أن تجد وسيلة أخرى، وترى إيران أن الغذاء الذي تحمله السفن لا يقع تحت العقوبات الأمريكية – التي لا تعترف بها طهران أصلاً – وبالتالي لا يوجد مبرر لدى البرازيل، من وجهة نظر طهران.

لكن الرئيس البرازيلي يرى أن مصلحة بلاده في الوقوف بصف إدارة ترامب، وهو ما يعني أن البرازيل ربما تجد نفسها عضواً في تحالف يسعى ترامب لطبخه على نار هادئة.

تحميل المزيد