لا تفعل شيئاً.. هولندا تحارب التوتر النفسي بطريقة “نيكسن”

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/23 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/23 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش

يبحث كثيرون عن كيفية علاج التوتر النفسي ولا يدركون أن الحل أصبح سهلاً، في البداية ظهر مصطلح "هيغي"، وهي كلمة تعني في اللغة الدنماركية الراحة، تبعها ظهور مصطلح "لاغوم" وهذه الكلمة تعني في اللغة السويدية "معتدل"،  وهو نمط تفكير سويدي يتعامل مع الحياة بمنهجية أن "كل شيء باعتدال". 

والآن أصبح هناك اتجاه آخر من شمال أوروبا يجري اعتناقه باعتباره طريقة للتغلب على الضغط النفسي الذي يصاحب الأعباء اليومية وهو نيكسن، وهو مفهوم هولندي يعني ببساطة ألا تفعل شيئاً.

ما هو نيكسن؟

وحسب مجلة TIME الأمريكية، تقول كارولين هامينغ، المديرة العامة لمركز التوجيه والإرشاد CSR Centrum في هولندا والذي يساعد العملاء على إدارة الضغوط والتعافي من الاحتراق الوظيفي: "تعني كلمة نيكسن حرفياً ألا تفعل شيئاً، أن تكون خاملاً، أو أن تفعل شيئاً عديم الجدوى".

يمكن أن تكون ممارسة نيكسن ببساطة التجول في مكان أو النظر إلى ما يحيط بك أو سماع الموسيقى، طالما أنها أفعال بدون هدف، ولا تفعلها لتحقيق شيء أو لتكون منتجاً"

ويقول روت فينهوفن، أخصائي وأستاذ علم النفس بجامعة إراسموس روتردام "فكّر ببساطة في الجلوس على كرسيك أو النظر من النافذة،  يتلخص نيكسن في تخصيص وقت كي تترك عقلك يتجول ويشرد عوضاً عن التركيز في تفاصيل فعل ما.

لذلك يجب أن نحظى بلحظات من الاسترخاء، ويمكن أن يجتمع الاسترخاء مع أنشطة سهلة شبه تلقائية مثل الحياكة.

ما هي الفوائد المحتملة من نيكسن؟

تقول هامينغ: "على مر التاريخ في هولندا كان الناس يرفضون التعامل مع نيكسن باعتباره كسلاً أو وسيلة ضد أن يكون منتجاً، لكنه ومع ازدياد معدلات التوتر في الولايات المتحدة وعالمياً ومع زيادة الاهتمام بمحاربة التوتر الناتج عن الوظائف الروتينية بدأ التركيز على منهج نيكسن. 

تشير الأبحاث بقوة إلى فوائد التَمهّل، مثل التخفيف من حدة القلق والحد من عملية التقدم في العمر وتعزيز قدرة الجسم على مقاومة نزلات البرد، ويمكن لهذه الفوائد الصحية أن تشجع حتى أكثر الأشخاص المثقلين بالأعباء وذوي أنماط الحياة العصيبة على تخصيص وقت لممارسة نيكسن.

وفقاً لفينهوفن، مدير قاعدة البيانات العالمية للسعادة World Database of Happiness  فهناك فائدة أخرى لنيكسن وهي أنه يمكن أن يساعد الناس على الإتيان بأفكار جديدة.

يقول "حتى عندما نمارس نيكسن، أو لا نفعل شيئاً، فإن عقولنا لا تزال تعالج المعلومات ويمكنها استخدام طاقة المعالجة تلك لحل المشاكل العالقة، والتي يمكنها بدورها أن تعزز إبداعية الشخص، يمكن لهذا أن يظهر في صورة حل غير مسبوق لمشكلة يأتي أثناء جولة مشي أو فكرة تجارية عظيمة تكشف نفسها أثناء حلم يقظة.

نُشرت دراسة في 2013 في دورية Frontiers in Psychology عن مزايا وعيوب العقول الشاردة المتجولة، وأظهرت أن هذه العملية يمكن أن تساعد الأفراد على الحصول على الإلهام لتحقيق أهدافهم، واكتساب وضوح البصيرة في الأفعال التي ينبغي عليهم فعلها ليحققوا تلك الأهداف في المستقبل.

كيف يمارس الناس نيكسن؟

عدم فعل شيء ليس بالبساطة التي تتخيلها، فيمكن أن يمثل الجلوس ساكناً والنظر من النافذة على سبيل المثال تحدياً إذ يمكن أن يشعر الناس بالريبة نوعاً ما في البداية عندما يكونون معتادين على فعل شيء مهم طوال الوقت.

تحلَّ بالشجاعة لتكون خاملاً الأمر كله يتعلق بالسماح للحياة بأن تأخذ مجراها، وأن نحرر أنفسنا من الالتزامات ولو لساعات قليلة. 

ما هي المساوئ الممكنة لنيكسن؟

تُرجح المنشورات العلمية أن الوقوع فريسة الاجترار عوضاً عن الشعور بالتجدد قد تكون أحد عيوب ترك العقل يشرد لمدة طويلة، وأنها يمكن أن يكون لها آثار جسدية، إذ لاحظ الباحثون ارتفاع معدل ضربات القلب لمدة 24 ساعة لدى بعض المشاركين بعد تمرين شرود العقل، وصعوبة في الدخول في النوم الليلة التالية. 

لذلك ستكون بحاجة لتمرين عقلك على الشرود بطريقة خيالية إبداعية، مثل الذهاب في جولة مشي في الطبيعة أو كتابة رسالة امتنان، باعتبارها طرقاً للتعرف بسهولة على الشعور أثناء وقت الراحة الحقيقي.

يتلخص الأمر كله في أن تجد طرق الاسترخاء التي تناسبك، سواء كانت فعلاً سلبياً كسولاً ويحدث تلقائياً بصورة ما مثل الحياكة أو التجول مشياً، طالما أنك تمنح نفسك الإذن لتمارس نيكسن بانتظام ودون قصد.

علامات:
تحميل المزيد