بوريس جونسون هو خليفة رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي، والسؤال الذي يشغل بال الجميع في المملكة المتحدة هو: ما الذي سيفعله رئيس الوزراء الجديد في الأزمة المشتعلة مع إيران عقب احتجاز ناقلة النفط قبل يومين؟ هل سيكون موقف بريطانيا أقرب للولايات المتحدة، وبالتالي تصعيد الأزمة، أم أن الدبلوماسية ستنتصر في النهاية؟
من هو رئيس وزراء بريطانيا الجديد؟
أليكساندر بوريس جونسون صحفي وسياسي بريطاني وُلد بالولايات المتحدة الأمريكية في 21 يونيو/حزيران 1964، لأسرة تنتمي للطبقة الوسطى الغنية، درس في أوكسفورد حيث كان رئيساً لاتحاد الطلاب، وعقب تخرجه بدأ حياته العملية صحفياً في مجلة ذا تايم، وتم فصله منها بعد ضبطه متلبساً بـ "الفبركة".
عمل بعدها مراسلاً لصحيفة ديلي تيليغراف في بروكسيل، حيث كان يغطي أخبار مفوضية الاتحاد الأوروبي، واشتهرت كتاباته بالنقد اللاذع للاتحاد الأوروبي وكانت موجهة لليمين الأبيض، حيث اكتسب شهرة واسعة وكان واضحاً أن لديه طموحات سياسية، وفي تلك الفترة انتقده كثير من زملائه الصحفيين بسبب عدم دقة كتاباته والابتعاد عن الحقائق وترويج الشائعات.
دخل جونسون مجال العمل السياسي منذ نهايات القرن الماضي، وبعد عدة محاولات فاشلة، نجح في الفوز بمقعد في مجلس العموم عن منطقة هانلي عام 2001، وفي عام 2008 ترشح لمنصب عمدة لندن وفاز به وأعيد انتخابه مرة أخرى، ثم ترك المنصب عام 2015 وعاد للبرلمان.
في عام 2016 قاد جونسون حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بنجاح، وكان الجميع يتوقع بعدها أن يسعى جونسون للفوز برئاسة حزب المحافظين ليصبح رئيساً للوزراء لكنه لم يفعل، وتولى منصب وزير الخارجية تحت رئاسة تيريزا ماي.
جونسون وترامب وجهان لعملة واحدة
التشابه الكبير بين جونسون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس فقط في الشكل ومحل الميلاد (كلاهما مولود في نيويورك)، لكن الأخطر هو التشابه في سماتهما الشخصية التي تتسم بالتهور والعنصرية، ما يزيد من مخاطر الأزمة المشتعلة في منطقة الخليج.
الموقف من المسلمين
جونسون وصف المسلمات المنقبات بصناديق البريد ولصوص البنوك، قبل أن يعود ويعتذر أثناء حملته الانتخابية، كما يتشارك مع ترامب في عدائهما للإسلام، فقد كتب جونسون عام 2007، أن الإسلام "تسبب في تخلف العالم الإسلامي لقرون"، ورأى أن "كل بؤرة متوترة في العالم تقريباً لها علاقة بالإسلام، من البوسنة إلى فلسطين والعراق فكشمير"، أما ترامب فقال: "أعتقد أن الإسلام يكرهنا"، وعقب توليه الرئاسة منع مواطني عدد من الدول الإسلامية من الدخول إلى أمريكا.
دعم مطلق لإسرائيل
يتطابق موقف جونسون مع ترامب في الدعم المطلق لإسرائيل، حيث أكد أنه "صهيوني حتى النخاع"، واصفاً إسرائيل بأنها "دولة عظيمة ويحبها"، وبالنسبة لترامب فالأمر واضح منذ اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، واعترافه بسيادتها على هضبة الجولان، وصولاً إلى إطلاقه "صفقة القرن".
الموقف من الاتحاد الأوروبي
جونسون هو بطل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويرى أن ذلك لابد أن يتم حتى من دون اتفاق، معتبراً أن بقاءها ضمن الاتحاد سيعود عليها بخسائر كبيرة، وهو ما يتوافق مع وجهة نظر ترامب الذي حث بريطانيا على الخروج بلا اتفاق، ورفض دفع 39 مليار جنيه إسترليني متفق عليها كشرط للخروج.
هل يورِّط بريطانيا في حرب مع إيران؟
في تقرير لصحيفة الغارديان حول السياسة التي قد ينتهجها جونسون في التعامل مع إيران، حذرت الصحيفة من أنه ما إن يصبح رئيساً للوزراء سيكون "حراً في التخلي عن التحالف مع الاتحاد الأوروبي في الملف الإيراني والانضمام لخطة ترامب لحماية الملاحة في مضيق هرمز والمعروفة باسم "الحارس"، وعندها سنكون في حالة حرب خلال أسابيع، وهذا كفيل بإشغال الناس عن بريكسيت".