لا يمكننا القول إن لدينا تفضيلاً لذراعٍ على الأخرى حين نحمل أطفال، هل يوجد شيءٌ كهذا أصلاً؟ حسناً، كشفت دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلة Neuroscience and Biobehavioral Reviews أن غالبية الأطفال يُهدهَدون على الجانب الأيسر من الجسم، الآن فقط ربما تتذكّرين أنك نادراً ما حملت رضيعاً بذراعك اليمنى.
ووفقاً لموضوعٍ منشور على موقع mind body green الأمريكي، فيعود تاريخ البحث عن "تفضيل أحد الجانبين" أو تحيُّز الامهات لحمل أطفالهن على جانبٍ بعينه إلى عام 1960، لذا من أجل إجراء الدراسة الحالية، طالع الباحثون المقيمون في ألمانيا 40 دراسةً سابقةً في تحليلهم.
ما اكتشفوه هو أن ما بين 66 و 72 ٪ من الناس يحملون الرُضع على ذراعهم اليسرى، وأن هذا أمرٌ سائدٌ بشكلٍ خاصٍ إذا كنت شخصاً أيمن طبيعياً. من خلال وضع الطفل على يدك اليسرى، تكون يدك اليمنى حرةً لأية مهامٍ متنوعةٍ أخرى مثل حمل الزجاجات أو غيرها.
تفضِّل النساء على وجه الخصوص حمل أطفالهن على الجانب الأيسر، فـ73٪ من النساء يحملن أطفالهن بذراعهن اليسرى، مقابل 64٪ من الرجال الذين يفعلون الشيء نفسه. ويرى الباحثون أن هذا يمكن أن يعود لأن نسبة الرجال ذوي الاتجاه الأيسر أكبر.
العواطف مهمة في تفضيل حمل الأطفال على أحد الجانبين
وجد الباحثون أيضاً أن العواطف مهمةٌ في تفضيل أحد الجانبين. وكتب الباحثون "بما أن العواطف تُعالَج بشكلٍ أساسيٍ في النصف الأيمن من الدماغ، فقد يميل الناس أيضاً إلى نقل أطفالهم إلى مجالهم البصري الأيسر، المرتبط بنصف الدماغ الأيمن".
كما يمكن أن يكون هذا صحيحاً بالأخص مع الأمهات، اللاتي يؤسسن بالفعل علاقاتٍ عاطفيةً قويةً مع أطفالهن أثناء الحمل.
كانت دراسةٌ منفصلة أجريت عام 1996 قد أكدت على أنّ الجانب الأيسر لا يسهِّل فقط التغذية الراجعة للجانب الأيمن العاطفي من عقل الأم، بل يوجِّه كذلك التواصل بين الأم وبين نصف المخ الأيمن للطفل، مما قد يساهم في تطور اللغة لديه في وقتٍ مبكر.
وفيما يتعلق بالرجال، قارن الباحثون الألمان دراساتهم الحالية بدراسةٍ سابقةٍ أجروها على العناق، ووجدوا ترابطاً محتملاً بين عاطفة الذكور والجانب الأيسر من الجسم. وعلى ما يبدو، فإن الرجال الذين لا يرتاحون للعناق مع الرجال الآخرين، عادةً ما يحتضنون بعضهم البعض من اليسار بسبب هذه المشاعر السلبية القوية. فهل يعني هذا أن الرجال يحملون الأطفال بأذرعهم اليسرى لأنهم غير مرتاحين؟ هذا أيضاً ممكن.
وقد يكون من بين التفسيرات الأخرى لتفضيل جانبٍ معينٍ الرغبة في إبقاء الطفل أقرب إلى نبضات قلبك، والتي يمكن أن تكون أكثر تهدئةً للطفل.
في المرة القادمة التي تحملين فيها طفلاً، انتبهي إلى أي جانبٍ تميلين لحمله بشكلٍ طبيعي، ولا تتفاجئي إذا كان دائماً الجانب الأيسر.