تضم اليابان حالياً قرابة 800 جامعة، بينها 80 جامعة مخصصة للسيدات. ويعود تاريخ افتتاح هذه الجامعات في اليابان إلى ثمانينيات القرن الماضي.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، شهدت اليابان زيادة في أعداد الجامعات المخصصة للسيدات، فيما كانت جامعة "تسوداجوكو" المفتتحة عام 1948، أول جامعة من هذا النوع، تُفتتح في البلاد.
تتصدر الأقسام المتعلقة بالأطفال واقتصادات المنزل والتمريض، قائمة أكثر الفروع المنتشرة فيها على مستوى الليسانس.
وهناك فروع أخرى لدى هذه الجامعات، مثل الآداب، واللغات الأجنبية، والكيمياء، والفيزياء والعلوم والطب، إلى جانب فروع أخرى كالتصميم والموسيقى.
وفي يومنا الحالي، تتركز الجامعات المخصصة للسيدات في مدن هيوغو، وأوساكا وكاناغاوا وكيوتو والعاصمة طوكيو.
أقدم هذه الجامعات هي "أوتشانوميزو"، التي تأسست عام 1875 كمعهد للتعليم العالي ومن ثم تحولت إلى جامعة مخصصة للسيدات، عقب الحرب العالمية الثانية.
وتُشتهر الجامعة المذكورة، بأنها كانت مقصداً لتعليم زوجات بيروقراطيي اليابان، وتُصنّف على أنها من أفضل جامعات السيدات من حيث جودة التعليم التي تقدمها.
وتتراوح مرتبة جامعة "أوتشانوميزو" بين 300 – 350 ضمن أفضل الجامعات الآسيوية، فيما تحتل المرتبة الـ 25 كأفضل جامعة في اليابان.
وفي حديثه للأناضول، قال سنان لفنت، عضو هيئة التدريس في كلية اللغة والتاريخ والجغرافية بجامعة أنقرة، إن فكرة افتتاح الجامعات المخصصة للسيدات في اليابان، اقتبست من العالم الغربي.
بدوره، قال شنيا تاكاوتشي، ملحق التعليم لدى السفارة اليابانية بأنقرة، إن أهداف تعليم المرأة في اليابان كانت متباينة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن شعار تعليم المرأة قبل الحرب العالمية الثانية كان "امرأة وأم جيدة"، فيما تحول في أعقاب الحرب إلى "الانسجام مع العالم الجديد".
وأوضح أن الدولة والقطاع العام يمتلكان فقط 4 جامعات من تلك المخصصة للسيدات في البلاد، فيما الباقي يديره القطاع الخاص.
وأشار إلى أن هذا النوع من الجامعات يتميّز بحظر انتساب الرجال إليها، وبعدم ازدحام صفوفها.
وحول المستوى التعليمي للسيدات المتخرجات من هذه الجامعات، قال "تاكاوتشي" إنهن يجدن اللغة الإنجليزية، ويعتبرن الأفضل في مجالهن، إلى جانب أن 95% من المتخرجات من هذه الجامعات يستطعن العثور على فرص عمل.
واختتم "تاكاوتشي" حديثه بالإشارة إلى تقديم الجامعات المخصصة للسيدات في اليابان، إسهامات كبيرة للبلاد منذ افتتاحها لأول مرة وحتى الآن.
وعلى هامش تواجده في اليابان للمشاركة في قمة العشرين، التي عُقدت نهاية يونيو/حزيران الماضي، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إحدى الجامعات اليابانية المخصصة للسيدات والتي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية.
وعقب زيارته للجامعة، قال أردوغان إن بلاده تعتزم الاستفادة من تجربة اليابان فيما يتعلق بافتتاح جامعات مخصصة للسيدات فقط، الأمر الذي أثار الفضول حول ماهية هذه الجامعات وتاريخ افتتاحها في اليابان.