أعلنت كمبوديا
أنها ستُعيد إرسال حوالي 1600 طن من النفايات البلاستيكية، التي وجدتها في حاويات
شحن، إلى الولايات المتحدة وكندا، إذ تثور دولة جنوب شرق آسيا ضد هجوم شُحنات
النفايات على أراضيها.
تسبب قرار الصين بمنع دخول واردات نفايات البلاستيك إلى أراضيها العام الماضي في فوضى بسوق إعادة تدوير النفايات على مستوى العالم، ما جعل الدول المتقدمة تعاني من أجل العثور على دولٍ ترسل إليها نفاياتها، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
عُثر على 83 حاوية شحن ممتلئة بالنفايات الثلاثاء الماضي 16 يوليو/تموز في مدينة سيهانوكفيل، التي تُعتبر ميناء كمبوديا الرئيسي، وفقاً لنيث فيكترا، المتحدث باسم وزارة البيئة.
وقال المتحدث: "كمبوديا ليست صندوق قمامة، حيث يمكن للدول الأجنبية أن تتخلص من نفاياتها الإلكترونية التي بَطل استعمالها، وتعارض الحكومة أي استيراد للنفايات البلاستيكية وزيوت التشحيم من أجل إعادة تدويرها في هذه البلاد" .
وقال فيكترا إن هناك 70 حاوية قادمة من الولايات المتحدة و13 أخرى قادمة من كندا. وتُعتبر الدولتان من كبرى الدول المصدرة لهذه النوعية من النفايات.
وأشار إلى أنه شُكلت لجنة حكومية للبحث في الموضوع والتحقق من الأسباب والكيفية التي وصلت بها هذه الحاويات إلى كمبوديا، مضيفاً أن أي شركة سيثبت تورطها في إحضار هذه النفايات إلى البلاد، ستُفرض عليها غرامةٌ وستتعرض للمحاكمة.
وأثارت صور المسؤولين وهم يفتشون الحاويات الممتلئة بحزم من البلاستيك غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في كمبوديا.
وقال بريب كول، المدير التنفيذي لمؤسسة الشفافية الدولية في كمبوديا، في منشور على موقع فيسبوك، إن شحنة النفايات تمثل "إهانةً خطيرة" .
جاء اكتشاف شحنة النفايات الثلاثاء الماضي بعد صدور بيانٍ في اجتماع حكومي برئاسة رئيس الوزراء الكمبودي هون صن، الأسبوع الماضي، والذي جاء فيه أن كمبوديا ليست مقلباً لأي نوعٍ من النفايات، وأنها لا تسمح باستيراد أي نوع من النفايات البلاستيكية أو أي نفايات يعاد تدويرها.
وتعاني كمبوديا أيضاً من مشكلة متفاقمة تتعلق بالنفايات البلاستيكية التي تخلفها محلياً في ظل ضعف الوعي العام بشأن المشكلة ونقص البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه النفايات.
وتتكدس أكوامٌ ضخمة من النفايات على شواطئ جنوبي شرق آسيا في الوقت الذي تتزايد فيه المعارضة ضد استقبال النفايات المُصدَرة إلى المنطقة.
وأعلنت إندونيسيا الشهر الماضي، يونيو/حزيران، أنها ستُعيد إرسال عشرات الحاويات الممتلئة بالنفايات إلى فرنسا، وأستراليا، ودول متقدمة أخرى، بينما قالت ماليزيا في مايو/أيار الماضي إنها تُعيد شحن 450 طناً من النفايات البلاستيكية المستوردة إلى مصادرها.
ويُنتج حوالي 300 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة. وينتهي المطاف بالكثير منها في مقالب النفايات أو أنها تلوث البحر فيما أصبح أزمة عالمية متفاقمة.
وفي مايو/أيار الماضي، وقَّعت 187 دولة على معاهدة تمنح الدول حق وقف استيراد النفايات البلاستيكية الملوثة أو تلك التي يصعب إعادة تدويرها. ولم توقّع بعض الدول على المعاهدة، من بينها الولايات المتحدة.