نجح جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري، في كسب الرهان بمعركته التي خاضها ضد الجميع، متمثلة في اختياراته لقائمة الخضر بالكان، حيث تعرَّض لانتقادات لاذعة قبل البطولة، وخاصة عندما استدعى لاعبين تدور حولهم الشكوك حول ضعف مستواهم.
ولكن بعد أن ضرب منتخب الجزائر موعداً نارياً مع نظيره السنغالي، يوم الجمعة المقبل، في نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا 2019، المقامة حالياً في مصر، وقطع محاربو الصحراء تذكرة العبور للمباراة النهائية بعد الفوز 2-1 على نيجيريا، أثبت بلماضي رجاحة وجهة نظره في الاختيارات، وانتصاره على الجميع، وتقديم منتخب قوي ومشرف للكرة الجزائرية، نال إشادة واحتفاء كل المتابعين للبطولة، وأصبح أفضل منتخب عربي بين كل المشاركين في الكان، بما فيهم مصر الدولة المستضيفة للبطولة القارية الكبيرة.
ونستعرض في الآتي أهم 4 لاعبين راهن عليهم بلماضي قبل البطولة، ونال بسببهم انتقادات لاذعة، قبل أن يتألقوا بشكل لافت ويصعدوا بالخضر للنهائي الكبير، ويُكسبوه الرهان بحضور وتألق كبير.
جمال بلعمري
مباشرة بعد تعيينه على رأس الإدارة الفنية للخضر، قام بلماضي باستدعاء بعض اللاعبين الذين لم يحصلوا على الفرصة مع الفريق، وفي مقدمتهم جمال بلعمري، لينال هجوماً شديداً على اختياره من قبل النقاد والجماهير في الجزائر، لكنه تمسَّك باختياره ووضع كل ثقته في اللاعب، ولم يخذله.
مدافع الشباب السعودي قدَّم مستويات مميزة في البطولة، وكان من أسباب قوة المنتخب الجزائري على مستوى الدفاع، بفضل اجتهاد اللاعب وقوته البدنية، وقاد الدفاع بشكل ملحمي في أكثر من مباراة، لتتغنى به الجماهير، ويضع الجميع ثقته فيه من جديد، ويكسب بلماضي الجولة الأولى في اختياراته بالقائمة.
يوسف بلايلي
وضع جمال بلماضي ثقته في يوسف بلايلي، نجم الترجي التونسي، وفضَّله على بعض اللاعبين، ليُشارك بشكل أساسي مع محاربي الصحراء، على حساب ياسين براهيمي، نجم بورتو البرتغالي، وصاحب المستوى والإمكانات الكبيرة.
واستغرب البعض تفكيرَ بلماضي في الاعتماد على بلايلي، وتركه لبراهيمي على مقاعد البدلاء في كل المباريات، رغم أنه نجم كبير ومحترف في واحد من أكبر الأندية الأوروبية، والبلايلي يلعب في تونس رفقة الترجي.
لكن الجناح المتألق أثبت جدارته بهذه الثقة التي حصل عليها من المدرب، وقدَّم مستوياتٍ مبهرةً في البطولة، وأصبح أحدَ أهم نجومها، ليؤكد رجاحة وجهة نظر بلماضي للمرة الثانية أمام الجميع.
عدلان قديورة
كان عدلان قديورة من أكثر اللاعبين الجزائريين حصولاً على الانتقادات قبل كأس أمم إفريقيا، حيث استغرب البعض استدعاءَ اللاعب إلى كتيبة المدرب جمال بلماضي، لتراجُع مستواه وابتعاده عن المستوى العالي في القارة العجوز.
لكن قديورة أثبت نفسه في البطولة القارية، ونجح في ردِّ الاعتبار أمام الانتقادات التي طالته، ليقود منتخب بلاده إلى نهائي المسابقة بأداء متميز دفاعياً وهجومياً، وكان بمثابة المايسترو في خطِّ وسط الخضر، وحمل على عاتقه العبءَ الأكبرَ في الفريق أمام خطوط وسط أعتى الفرق الإفريقية، المتميزة بالسرعات والقوة البدنية الكبيرة.
لينجح بلماضي بنسبة تفوق توقعاته بمراحل في اختياراته وتصميمه على بعض النجوم بالاسم في البطولة الكبيرة، رغم انتقادات البداية اللاذعة.